وتأتي الذكري الخامسة للرحيل ويستمر الأثر تزامنا مع إفتقاد ثمار عبقرية الفطرة التي جعلت من عمار الشريعي أيقونة مصرية موضع إيثار .وأجدني أكتب عنه بعيدا عن مواجع الكتابة في السياسة وإن كان الإبتعاد عسير المنال . ! .... أكتب عن ذكري الموسيقار عمار الشريعي في توقيت يؤكد أن مقعده بحق شاغرا وسيظل وقد كان أصدق من يترجم المشاعر والأحداث إلي موسيقي معبرة تمس شغاف القلوب وستظل أعمال الموسيقية في قلوب المصريين سيما الموسيقي التصويرية للأعمال الدرامية مثل موسيقي مسلسل رأفت الهجان ومسلسل دموع في عيون وقحة ولاننسي أغاني فيلم البرئ ومسلسل الأيام والقائمة طويلة.. ويبقي برنامجه الإذاعي الشهير " غواص في بحر النغم " من أروع البرامج الموسيقية في تحليل الموسيقي والتراث المصري وقد ظل يقدمه لسنوات طويلة في إذاعة البرنامج العام إلي أن إنتقل ليذاع في إحدي الفضائيات الخاصة.. ........كثيرة هي الأوصاف التي يمكن أن تطلق عليه بداية من قاهر الظلام السائر علي خُطي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ومرورا بالغواص في بحر النغم وإنتهاءا " بالثائر" عمار الشريعي وذاك هو الوصف الأقرب لشخصية فنان أسطوري ولد لعائلة من أكبر عائلات سمالوط بمحافظة المنيا في عام 1948 هي عائلة " الشريعي" وقد شاءت المقادير أن يُحرم من نعمة البصر ولكنه ملك" البصيرة" التي جعلته من أشهر الملحنين في تاريخ مصر المعاصر وقد إستبق إحترافه للموسيقي بحصوله علي ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية وقد كان "يجيد" العزف علي أكثر من آلة موسيقية مثل الأكورديون والبيانو والعود ........ عمار الشريعي " الثائر" هي مرحلة " الختام" للفنان المنصهر في هموم وطنه ولن يُنسي" للموسيقار عمار الشريعي مافعله عند قيام ثورة 25 يناير 2011 ورسالته إلي الرئيس مبارك كي يفارق السلطة لأجل صالح مصر ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل خرج إلي ميدان التحريرمع الثائرين لأجل إسقاط النظام وخطب فيهم مؤازرا وقد نال ذلك منه بدنيا وهو المريض بالقلب لينقل بعدها إلي أقرب مكان من الميدان وهو جامعة الدول العربية ومنها للمستشفي وقد تدهورت حالته الصحية ليلقي ربه 7 ديسمبر 2012 ليشيع بجنازة مهيبة تليق برجل عظيم. .......... في ذكري رحيل " قاهر الظلام " السائر علي خطي الدكتور طه حسين تخطيا لآفة فقدان البصر ... الفنان "الثائر" عمار الشريعي .مثله لاينسي ولابد من الإحتفاء بذكراه والتذكير به مثلا " حياً" للتحمل والجلد والمثابرة والعمل الدؤوب لأجل النجاح وقد حصد ثمرة كفاحه بما يليق برجل ملك البصيرة والفطنة والذكاء .... رحم الله الموسيقار عمار الشريعي.