مستشار/ أحمد عبده ماهر دوما ما نقرأ الفاتحة ونمر بالقول قائلين [الحمد لله رب العالمين] فهي آية واحدة جمعت الألوهية والربوبية.وإليكم صورة من صور التدبر رأيتها من واقع آيات كتاب الله. والألوهية تشترك مع الربوبية في أمور فمثلا يشتركان في الرحمة لكن رحمة الله قد تكون في الآخرة بينما رحمة الرب في الدنيا. ويشتركان في الخلق لكن الرب يخلق لك في الدنيا اما الله فله خلق البداية والإيجاد. والألوهية تعني الإيجاد والهداية حال كوننا أنفس.....أما الهداية بعد الميلاد فتكون ربوبية وعموما فالأمر جد عسير لكني أردت خوض غماره، ولعلي أصيب ولعلي أخطئ لكني في كل حال أحاول أن أجتهد فيما لم ينتهي فيه الأقدمين لمقطع موحد. فمن صفات وقدرات الله الذي نبدأ باسمه والواردة بكتاب الله بعد كونه رحمن رحيم [وهي أول صفاته] ما يلي: 1. يأت بالشمس من المشرق........[258 البقرة]. 2. يمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ....[276 البقرة]. 3. إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ.......[51 آل عمران]. 4. الذي خلق السماوات والأرض ويدبر الأمر [54 الأعراف&3 يونس]. 5. خلقنا [99الإسراء]. 6. رزقنا ويميتنا ويحيينا ويمنحنا القوة والضعف والمشيب[40 الروم& الروم 54]. 7. يأتينا بالمال [33 النور]. 8. أنطقنا [21 فصلت]. 9. وهو الذي يسخر لنا الرياح[9 فاطر]. 10. وهو الذي سخر لنا البحر [12 الجاثية]. 11. ويسألنا يوم القيامة [1 النساء]. 12. وهو المستحق للإيمان والتقوى [88 المائدة]. 13. الذي يتوفانا ونحشر إليه يوم القيامة [104 يونس&96 المائدة&9 المجادلة]. 14. وهو الذي نزل الكتاب ويتولى الصالحين [196 الأعراف]. 15. الذي رفع السماوات بغير عمد وسخر الشمس والقمر [2 الرعد]. 16. الذي له ما في السماوات والأرض [2 إبراهيم]. 17. وهو الذي يثبتك بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ويضل الظالمين [27 إبراهيم]. 18. يرزقنا [32 إبراهيم]. 19. ذلل لنا الأنعام لنركبها [79 غافر]. 20. يرفع الذين أوتوا العلم [11 المجادلة]. 21. أنزل الكتاب [17 الشورى]. 22. عالم الغيب والشهادة [22 الحشر]. ولقد أجملت سورة الحديد بأولها ما يفي لتعلم من هو الله فقال تعالى:[ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{1} لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{2} هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{3} هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{4} لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ{5} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{6}. وسبحانه وتعالى وهو الذي يحيينا وينطق جلود الكافرين وألسنتهم وأرجلهم يوم القيامة،...وغير ذلك كثير مما بينا بصفاته سبحانه. ونري أن الإدراك القلبي والعقلي لوجود الله، والإحساس بوجوب حمده وتمجيده والثناء عليه بما هو أهل له، هو نزوع فطري غريزي لدي كل أصحاب الفطرة السليمة، وهو مقصود الله حين قال: ذلك الدين القيّم فطرت الله التي فطر الناس عليها. وعودة لبسم الله فهي تفتَح المغاليق، وتحل بها البركات، وتفر الشياطين، وتنفرج الكربات، ولفظ الجلالة [الله] هو علم على ذاته سبحانه وهو أول أسمائه الحسنى، وهو الذي تخضع لعظمته القلوب، وتطمئن به الجوارح، فالله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28. واسم الله هو محل الإيمان، وهو أيضا موطن كفر الكافرين، لأنه الحق المطلق الذي تخضع له رقاب الخلائق ويسبح الكون بحمده، وهو محل الخشية، لأن الله تعالى قال: { ... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28؛ وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}الأنفال2. ولقد ذكر الله لفظ الجلالة [الله] بالقرءان 2698 مرة. أما الرحمن فهي الصفة التي تفرَّد بها الله على الخلائق والموجودات، فما يكون لكائن ولا كان أن تسمَّى بأنه الرحمن، فلا يوجد مخلوق تسمى باسم الله كما لا يوجد من تسمى باسم الرحمن، ورحمانية الله لا يعلمها إلا الممارسين لدين الله عن مودة وحب، لذلك يقول تعالى: { ... الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }الفرقان59. واسم الله الرحمن كان مناط دعوة النبي لقومه، وكان مناط كفر الكافرين فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً}الفرقان60؛ ولقد ذكر الله اسمه [الرحمن] بالقرءان سبع وخمسين مرة. والرحمن هو الذي علّم القرءان، فلأن الله رحمن، والقرءان هدى ورحمة، فكان من الضروري أن تكون أول صفة من صفات الرحمانية أن يعلم القرءان، وذلك من قوله تعالى بسورة الرحمن: الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}؛ فتعني بسم الله الرحمن تذكرة بأنه الذي علمنا القرءان حين علّم آدم الأسماء كلها، وتعني آية الرحمن الرحيم بأنه علمه لنا كما علمه لأبينا آدم وذلك بعالم الذر حين كنا قبل أن نولد، يوم أشهدنا الله على أنفسنا. والرحمن صفة على الذات الإلهية، فالرحمانية تعني مطلق الرحمة للموجودات، ومعناها أنه عظيم الرحمة، وهو غير اسمه الرحيم سبحانه إذ يكون اسمه الرحيم صفة من صفاته العليا، لكن قد يشترك معه فيها أحد الناس فيقال فلان رحيم، ولهذا تم تقديم اسم الله الرحمن على الرحيم لأن الأول يختص به وحده أما الثاني فيشترك معه فيه غيره ممن هم دونه، فيكون الرحمن علم على ذاته والرحيم علم على صفاته لذلك تم استفتاح القرءان بهما مع لفظ الجلالة. ولقد اختص الله المؤمنين برحماته فقال {..وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43؛ ولقد ورد اسم الله الرحيم منفردا وورد مقرونا بأنه التواب الرحيم، وورد كثيرا بأنه غفور رحيم، وورد اسم الرحيم 114 مرة...سبحانه وتعالى، وهو يعني بأنه شفوق بنا سبحانه وتعالى ما أعظمه من إله وما أرحمه. أما الرب فصفاته الواردة بكتاب الله أنه : 1. يحي ويميت.......258 البقرة. 2. {... رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }طه50. 3. وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ..الأنعام80. 4. أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ.......الأعراف 29. 5. .....حرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}الأعراف33. 6. عنده علم الساعة....187 الأعراف. 7. ... ......رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }هود41. 8. ...إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ }هود57. 9. ....إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61. 10. ..... رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }هود90. 11. .إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }هود92. 12. .. رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53. 13 ...إنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء }إبراهيم39. 14-الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي....[85 الإسراء]. 15.بيده خزائن الرحمة ....100 الإسراء]. 16.الرب ينسف الجبال عند قيام الساعة[105 طه]. 17. رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنبياء4. 18- رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ..[سبأ 36]. 19. .....رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }سبأ48. 20. .....رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }سبأ50. 21. {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ }الرحمن17. 22. {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ }الصافات5. ونكتفي بهذا القدر لكن بالتأكيد تراكم وقد لاحظتم فروقا بين الله والرب من خلال آيات القرءان ولعلنا نتدبر الأمر في صلاتنا. --------------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي