يا لنساء العرب المختلجات على أسرة مهجورة يحرمهَّن ليل مضطرب جسوره في رمال الفاجعة نساء متداعيات كمقابر قديمة ينتظرن عبثاً رجالاً تائهين في غموض مصيرهم نصف رأس على أجنحة شظية منحرفة يد مبتورة بين أنقاض المدافع تلوح لسيارات مغادرة صرخة جريح مدفون تستحيل الى نورسة مجنونة تضيء ليل البحار يا لنساء العرب الصبورات كجبال في وقفتها الدائمة وهنَّ يركضنَ على حافة أحلامهن المسننة لإستقبال سيارات منتصف الليل المحملة بتوابيت غامضة في علاماتها ! ، أَثمة عويل يجرُّ السيارات الى النوافذ : يا إلهي لا أعرف أية جثة من هذه الجثث ، جثة إبني ولا أعرف جثة أي أبن من أبنائي ؟ ، نساء منحنيات كأشجار نخيل بين أعمدة العواصف يثقل ظهورهن منشار الألم العظيم وتنقسم قلوبهن الى قمر ونجمة يستوطنان جماجم رجال مفقودين يغفون تحت صفصافة موتهم القديم . يا نساء العرب الذاهبات إلى يأسهن كنهود يسكنها سرب من سرطان حيث تلمع هواجس في طاقية تتدحرجها الريح بين الوديان نساء ينهضن من إنهدام عميق حيث داهمتهن رائحة الموت كضربة مباغته في الخاصرة نساء يأخذهن الندم من مواسم الولادة إلى ليل عاقر ينصب خيمته في الذاكرة المتيقضة كأعمدة بابل أ يا نساء العرب ...يا أميرات المحن الشاهقة ! أي عزاء عظيم سوف يرتقي أهرامات الفاجعة وأي طوفان مقبل سوف يمحو ندبات قلوبكن المفتوحة مثل فم الأرض ينفلت منها زلزال طائش ؟ . .................................. اللغوي والناقد دكتور جواد دوش Jawad Doosh