صرح رئيس وزراء حركة حماس السيد إسماعيل هنية بأن الانقلاب الأسود الذي حصل عام2007م, والذي قتلت فيه ميليشيات حماس حوالي 700 مناضل، وبترت أعضاء ما يقارب 500 مناضل آخر، وما تبع ذلك من إخضاع للعائلات بقوة السلاح، وقصف المساجد وقتل العديد من المجاهدين من السلفيين وقادتهم إضافة إلى قتل العديد من أبناء عائلة دغمش التابعة لجيش الإسلام شريكة حماس في خطف الجندي الإسرائيلي, وقتل البعض من أبناء التنظيمات الأخرى للوصول إلى السيطرة الكاملة والمنفردة على مقاليد الحكم في قطاع غزة هو الملهم الحقيقي للثورات العربية فلعل هذا التصريح هو اكبر سرقة وتزوير للحقائق في التاريخ. إذا كان هذا الانقلاب الأسود الذي نفذته حركة حماس وكتائبها الانقسامية على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة عام 2007م كان هو الملهم الأول للثورات العربية في سرقة واضحة للبطولة والفداء الذي أبداه البطل التونسي البوعزيزي الذي حرق جسده الطاهر الذي أشعل الثورات العربية بعد أن أشعلها في تونس وكان ما كان من دحر للدكتاتورية والظلم والقسوة والفساد في بعض الدول العربية, فإننا إذا على موعد مع توقيع أوراق مصالحة بين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والثوار, وبعدها سنكون على موعد مع توقيع ورقة مصالحة بين الرئيس حسني مبارك والحزب الوطني من جانب وبين ثوار التحرير وجماعة الإخوان المسلمين من جانب آخر وعليه سنكون أمام توقيع ورقة مصالحة بين وريث ألقذافي السيد سيف الإسلام وبين الثوار والكثير من المصالحات بين هذه الدكتاتوريات المندحرة عن سدة الحكم وبين الشعوب والثوار التي ثارت عليها ولم تترحم على سنوات حكمها على الإطلاق. إنني أريد أن اسأل السيد إسماعيل هنية, إذا كان الانقلاب على الشرعية هو الملهم للثورات العربية فلماذا تأخر هذا الإلهام الرباني حتى يقوم البوعزيزي بإحراق نفسه بعد أربع سنوات من هذا الإلهام, وإذا كان هذا الانقلاب هو الملهم لهذه الثورات لماذا لم تتسلح الثورات العربية في تونس ومصر ولم يقتل رجل امن واحد على يد الثوار في الوقت الذي كان يقتل وينكل بالشباب والشابات الثائرين يوميا على يد الأنظمة الدكتاتورية في الوقت الذي لم نشاهد أي قطعة سلاح في أيدي الثوار. إذا كان هذا التصريح هو نابع من قناعة يحملها السيد هنية فلماذا هذا اللهث وراء المصالحة ولماذا هذه الاجتماعات والتفاهمات مع القيادة الفلسطينية ومع حركة فتح إذا كانت تحمل المفهوم الدكتاتوري وبعد أن تم التخلص من حكمها الجائر الذي يشبه الأنظمة العربية. وأخيرا إلى متى ستظل هذه الحركة التي تساوقت مع دكتاتورية النظام السوري المتحالف مع المد الشيعي تسوق نفسها على أنها الملهم للثورات والنضالات والتضحيات للوصول إلى التعاطف العربي والإسلامي الذي بات يعلم أهدافها الحزبية والتي أصبحت عبئا حتى على جماعة الخوان المسلمين التي تطمح للوصول إلى الحكم عبر الانتخابات ومن الممكن أن تحصد هذه الجماعة الكثير من النجاحات في الكثير من الأقطار العربية ومن المؤكد أنها ستتوقف على بوابة الانتخابات الفلسطينية كون الشارع الفلسطيني هو الوحيد الذي شاهد بأم عينه وعلى ارض الواقع الحكم الحمساوي المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين. إنني وبكل صدق لم أشاهد بشخص السيد هنية جولة لرئيس وزراء فلسطيني, وإنما لشاهد وبكل وضوح مدير جمعية خيرية تتستر خلف الشعارات الدينية من اجل تسول المال لأهداف حزبية ضيقة ويا رضا الله ورضا الوالدين.