يكتب سرى الوهن فى جسده النحيل ، وخارت قواه وخانه نظره واصبح يضع على عينيه نظاره سميكة ، ويستعين بالعكاز والمنشطات والمقويات والمسكنات ، قلت ساعات نومه أثناء الليل واستيقظ مبكرا عن ذى قبل ، واصبح معتاد الذهاب الى الاطباء وينصحوه بعدم تناول السكر والدهون واكل المسلوق ،، ومتابعة الضغط وعدم التوتر والاتفعال وعدم بذل المجهود ونصحوه بتجنب السفر والسهر ،فقال لهم ساخرا لا حاجه باى شئ مما تقولون . وانفرد بنفسه ، فى بيته المواضع .. تناول دفترا وقلما ،وقرر أن يكتب ويدون سريته وسريرته وذكرياته والظروف التى مر بها فى حياته والتحديات التى واجها والمشكلات التى تغلب عليها والاشخاص الذين قابلهم اثناء الشخصيات التى اثر فيها والشخصيات التى اثرت فيه ومغامراته ومجازفاته ومحاولاته وما حقه من طمواحاته واهدافه وما قدمه لنفسه وما قدمه للناس والبشريه وما قدم من خير ومن طاعات ليلقى بها الله بقلب مطمئن ... وهم بالكتابه .. وكتب " كانت البدايه عندما ولدت منذ سبعين عاما ..... ثم توقف القلم فى يده .. وشحت الكلمات .. وبدأ يفكر طويلا ، ونقب فى زوايا ذاكرته ... واخذ يقلب صفحات الماضى .. صفحة تلو الاخرى . سنوات الطفوله ، وسنوات الشباب .. وسنوات الرجوله .. وطيله حياته حتى هذه اللحظه التى يدون فيها ....... لم يجد شيئا يستحق الذكر ... تساءل بمراره شديد ؟؟ سبعون عاما ضاعت سدى .. وهدرت دونما تحقيق أمنيه أو هدف عشتها على الهامش .. وها انا انتظر .. .. وتساءل ماذا انتظر ؟؟؟؟ بعد تأمل طويل ........ أضاف بيد مرتجفة :- وها انا انتظر النهاية ثم رفع القلم وطوى الصفحة واغلق الدفتر . كتب عصمت فتحى المحامى