بالأمس القريب ومنذ أيام معدودات قد علت تباريح وتسابيح الفرح والابتهاج بدخول الشهر الكريم وكم دعونا وتاقت أرواحنا ببلوغه غير فاقدين ولا مفقودين وتواصلت الأسر المسلمة فيما بينها رجاء تحصيل شرف تقطير الصائم على تمرات أو مزقة لبن وتسابق أهل كل ركب على النزال في حلبة السباق المحمود رجاء اغتنام الأجور والفوز بالدرجات وتدارك الدركات ولكل مجتهد نصيب والله تعالى لن يتركم أعمالكم وكل مدخر عمله ليوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ولكن من أعمالك ياشهر الخير الصدقات والزكوات ومدى علو الهمم في البر طلبا للتقوى المعنية في أخر أية الصوم لعلكم تتقون زد على ذلك عندما تدخل العشر الأواخر من رمضان ومحاولات نبيلة من اجل الحصول على اشرف ليالي العمر كله بل وأكرمها إنها ليلة القدر التي أخفيت في تلك الأيام الأخيرة من الشهر طلبا لشحذ الهمم من جديد لمزيد من العمل يا الله شهر ما اجله وما أكرمه شهر تجتمع فيه كل شيء من حولك فتحل البركات وتزكو النفوس والأنفاس أيما تزكية لتثاب بحسن جزاء العاملين كما أشارت بذلك أواخر سورة آل عمران عندما تحدثت عن أعمال المسلمين الأولين ممن هاجروا وأوذوا في سبيل الدفاع عن راية الإسلام ولحمة الأمة ورسولهم المصطفى يا الله كم لرمضان من جوائز قيمة وهبات تنفح وتشحذ همم الغافلين أمثالنا ممن ربما اشتغلوا بالسياسة يا الله الآن رمضان يلفظ أنفاسه الأخيرة ويوجه الإنذار الأخير معلنا اغتنام الساعات الأخيرة منه طلبا إنما الأعمال بالخواتيم ياليلة القدر تيهى بجمالك وروعتك على العباد ياليلة القدر انفحينا نفحة الرضا من لدن الرب العلى الرضي رباه أنا العبد الفقير الذي كسب الذنوب رباه خابت قواي ومالي رب سواك احتمى واحتبى على بابه سوك رباه أنا العبد الذليل الذي أهلكته الذنوب طيلة عمره قد شلني الكسل وانتابتني الغفلة فهلا غفرت لي ذنبا كبيرا رباه أنا من بلغت من الكبر عتيا وعما قريب سيكون القبر مسكني رباه قد أوشكت ساعات عمري كما رمضان على الانتهاء رباه في ليلة الجبر اجبرنى ولا تبعدني عنك سيدي رباه أنا المخطئ المقهور على صهوات الخطايا رباه انى منك خائف وجل قد تلمست الطريق وقد تعثرت قدماي اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى من فضل الله علينا ان حبيينا علمنا كل شىء فى ديننا – فها هى امنا السيدة عائشة رضى الله عنها تسأله يارسول الله لو صودف انى صادفت ليلة القدر فبم تنصحنى بالدعاء ؟ يا الله