لقد شاهدت برنامج العاشرة مساء والذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي والحلقة التي إستضاف فيها الناقد سميرالجمل وبعض مغنيات الأغنية الشعبية والتي ذاع صيتهم فى الفترة الأخيرة وناقش خلال الحلقة هبوط مستوى الأغنية الشعبية التي يغنونها والمليئة بالإسفاف والإيحاءات والكلمات المبتذلة سعياً منهم للنجاح والشهرة السريعة كما كان رأى الناقد سمير الجمل بأن أي مطربة شعبية تغني هذه الأغاني تشتريها من سباك وليس مؤلف ... ولكن بالنظر فى الواقع نجد أن هذا اللون من الغناء الشعبي له جمهور يسمعه بالرغم من أن الأغنية ليس بها مضمون سوى كلمات هابطة من السهل أن يحفظها ويرددها أي مستمع حتى عن دون قصد لأنها تذاع بإستمرار فى أي مكان فمن الممكن أن تسمعها أثناء جلوسك على المقهى أو داخل الميكروباص فعلى سبيل المثال أغنية ( من أول يناير هبطل سجاير ) للمطرب شعبان عبد الرحيم وإنتشار هذه الأغنية بين الناس بسرعة رهيبة والتي كانت السبب في شهرته ودخوله مجال التمثيل في السينما والمسرح كذلك المطرب الشعبي أحمد عدوية والذى بدأ الغناء فى السبعينات بأغنية ( السح الدح أمبو ) مع العلم بأنها تعرضت وقت إذاعتها لحملة إنتقادات من الصحفيين والكُتاب بسبب أن الكلام غريب وغير مفهوم ومع ذلك حصلت على أعلى نسبة مبيعات شرائط كاسيت مع شهرة ونجاح لم يسبق له مثيل لهذا المطرب ... وبالرجوع إلى مطربين الزمن الجميل نجد أنهم غنوا أيضاً بعض الأغاني التي تحتوي على كلمات دون المستوى ولشعراء مشهورين فمثلاً موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قام بغناء أغنية ( فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة ) عام 1927 تأليف الشاعر محمد يونس القاضي وتلحين سيد درويش وكذلك المطرب فريد الأطرش في أغنية ( يا عوازل فلفلوا ) والتي غناها عام 1950 من كلمات أبو السعود الإبيارى وتلحين فريد الأطرش ومع ذلك أقبل الشعب المصري على سماع هذا اللون الخفيف من الغناء الشعبي لهؤلاء المطربين فى فترة العشرينات والخمسينات وما زال يسمع هذه الأغاني حتي الآن علماً بأنه لم يكتب أى ناقد مقال وقتها ينتقد فيه غناء هذه الكلمات الركيكة مثل ( عشرة كوتشينة فى البلكونة ) أو كلمة ( فلفلوا ) ... !