الدكتور أحمد عبد الهادى 1/7/2013م قرر الشعب المصرى عن بكرة أبيه التواجد فى المياديين حتى انجلاء الغمة الإخوانية مهما كلفه ذلك من ثمن ... الجميع ترك منازله وقرر المبيت فى قلب المياديين ... أصبح الشعب المصرى كتلة واحدة ... عادت الروح التى تاهت فى قلب الوطن من جديد ... وقررت القيادة العامة للقوات المسلحة عقد اجتماعا للتباحث فى تطورات الموقف خاصة بعد أن انفجرت المظاهرات بشكل غير مسبوق فى تاريخ هذا الوطن ... فقد كانت المظاهرات على قدر الخطر الذى حاق بالوطن طيلة الشهور الماضية ... وكان الخطر عظيم ... ونتائج الاجتماع أعلنها الجنرال ... الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى بيان تناولته كل وكالات الأنباء العالمية قال فيه : ****** شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجًا لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق . ... لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام... ومن المحتم أن يتلقى الشعب ردًّا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرًا من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن .... إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسى في معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن تؤكد على الآتي : أن القوات المسلحة لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب . إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر . لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرًا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعًا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى . أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه . لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التي تجد لزامًا أن يتوقف الجميع عن أى شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله . أن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع (48) ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذي يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها . وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزامًا عليها استنادًا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرًا لثورته المجيدة... ودون إقصاء أو استبعاد لأحد . تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز . حفظ الله مصر وشعبها الأبي العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ****** الجنرال كان يدرك أن العالم يراقب ويرصد الساعات الرهيبة التى عاشها الوطن ... وكان يدرك أن هناك من يروج لمقولة أن الجيش يرغب فى التدخل فى السياسة ... فخرج البيان ليعبر بوضوح عن المسئولية الملقاة على عاتق القوات المسلحة فى هذه الظروف العصيبة ...