أميرة بثيابٍ سندسٍ أبيضَ ورائها هالة من النور ، ومن حولها أقرب إلى الحور ، وفوقها أسراب الطيور تٌحلق فى الأفق ، مٌتوجه على عرشٍ فى بلدةٍ وكأنها الفردوس ، جذبتنى بعيونها الفيروز التى لم أر مثلهم فى الوجود ينطلق منها ذكاء يوحى بفطانة العلماء ، وملامحها تشبه عراقة جنس الشرق ، والروح والدم خليط من العصور ، ولونها الخمرى استأثر بوعىً بت الهيام فيها لحد الجنون اقتربيت منها وفى كل خطوة نٌورها يزيد ويزيد حتى أصبحت أمامى فتساءلت فى فضول من أين لكِ هذا النور قالت : من عند الصحابة وأبناء الرسول لكن يلوح فى عينيها دمعة آبت السقوط هل تحزنى وأنت بين نهرين من أجمل أنهار الوجود ، وجمالك طغى على جميلات الشرق لو تسمحى لى أن أقضى ما تبقى من عمرى قربا قدميكِ أسير أتامل روعة هذا الجمال المصون ، من أنت أيتها الأميرة ؟ قالت : أنا أسمى يدل على عظمة تاريخى الذى يجمع بين العصور وأتجلى بأعظم العلماء وروحى ودمى وليد خليط من الأجناس رفعت يدها فى عظمة الأمراء تشير إلى كل ما حولها فى بهاء يلوح بين وجنتيها بهجة وقالت : أنا أميرة هذا الزمان ، ثم صمتت وغضت بصرها ، فاقتربت منها فى خُطا وئيدة ونظرت إليها فى تعجب نظرت لى فى حزن فانتابنى إحساس بالشفقة عليها وكأنها وردة هزيلة ، وفى لحظة امتلكتنى رهبةٌ عندما سمعت الوجس من بعيد يتقطعه أصوات تهذى ، نظرت إذ بأفعى على حافة المدينة وكأنها أفعى شمت النبات فى أسطورة الطوفان القديمة وبينها حشود أبنائها ينطلق من أفواههم نار يتقدمهم أناس يفرون مسرعين كأنهم يفرون من هولاكوخان الذى قتل أهل بلدتى من سنين وقلت فى صياح : هيا بنا أييتها الأميرة الهاجس آتٍ أشعلى هذه الآبار من حولك لكى تحرقى هؤلاء الزاحفين قالت : عليها حصار من سنين ، وسمعنا حية تنادى سَلً من عينيها شعلة من النار ، فاقتربت الأميرة فى ثبات وهى غامرة بالبكاء وقالت : إنها تدمر بلدةً بجوارى وإذ بالأفعى تزحف وتزحف نحونا فوجلت الأميرة وجلا فضممتها فى حضنى حتى ماعندنا نرى شئ غير الوهج والضباب ، وبعد لحظات ولحظات إذ بالضباب قد انتهى فهدأ روعى ونظرنا حولنا وجدنا ثعالب بيننا ما هذا ، ماذا جرى قالت إنهم جواسيس الأفعى اللعينة جاءوا يدمرون وينقلون أخبار بلادنا الفردوس