تلبيّة لدعوةٍ رسميةٍ كعضو فاعل في المجلس الاستشاري، شارك مدير عام صندوق أوبك للتّنمية الدّوليَّة (أوفيد)، السّيد سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد عالي المستوى في الدّورة الثّالثة لمنتدى الطّاقة المستدامة للجميع التي عُقدت في مدينة نيوريوك بالولايات المتّحدة الأمريكيّة تحت عنوان ‘المضي قدماً بوتيره أسرع – سوياً'. ويجمع هذا المنتدى البارز الذي يُعقد كل عامين عشرات الخبراء والوزراء والمسؤولين من رجال الأعمال والمنظّمات الدّوليّة وبنوك التّنمية والجهات المعنية بالطّاقة لمناقشة قضايا ومستقبل الطّاقة وتشكيل سياساتها إذ يعد محفلاً لحركة الطّاقة المستدامة العالمية، ويهدف في المقام الأول إلى استعراض المزيد من الأفكار الجديدة والحلول المبتكرة التي يمكن من خلالها تسريع وتيرة الوصول إلى الطاقة وتحفيز الاستثمار ودفع العمل نحو الطاقة المستدامة للجميع بحلول عام 2030. وفي حواره مع السّيدة راشيل كيت، المدير التّنفيذي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة المعني بمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، الذي تمّ بثّه على الهواء مباشرة في الرّابع من أبريل/نيسان على شبكة التواصل الاجتماعي والاعلامي المعروفة ‘الفيسبوك'، قال السيد الحربش أن أوفيد يبذل قصارى جهده لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل الأجيال القادمة. وأوضح السيد الحربش "أنّ التّنمية المستدامة هي بالنّسبة لأوفيد رحلة وليست مقصداً،" مؤكّداً على أنّ أوفيد يبني تحالفات مع كافة أصحاب المصلحة من المؤسّسات المماثلة فضْلاً عن قيادته لمجموعة التّنسيق التي تتألف من عشر مؤسّسات عربيّة "ليس من أجل إيجاد حلول فحسب بل وتمويل هذه الحلول أيضاً." وقد وصفت السّيدة كيت مدير عام أوفيد خلال تحاورها ك "أحد أبرز الأضواء الرائدة في الحركة الساعية إلى الحصول على الطاقة المستدامة للجميع." وأضافت أن أوفيد يمثل "قطعة حاسمة من اللغز" نحو حل معضلة الطاقة، وذلك من خلال "الاستثمار وتوفير التمويلات اللازمة لرجال الأعمال ولأولئك الذين يحتاجون إليها." وفي معرض تعليقه بشأن مشاركة أوفيد في جلسة الغوص العميق بعنوان ‘خارج الشبكة – نحو الهدف'، لمراجعة كيفيّة زيادة الانتاجيّة من خلال الحلول اللامركزية،' لا سيّما في بلدان أفريقيا جنوب الصّحراء الكبرى وجنوب آسيا؛ أكّد السّيد الحربش على أنّ "الحكومات لاتزال بحاجة ماسة إلى تطوير السّياسات والأطر التّنظيمية اللازمة لتحويل التّحدي العالمي للوصول إلى الطّاقة إلى فرص متاحة للشركات الخاصة." وشدّد السّيد الحربش على "ضرورة توسيع دائرة الحلول المقدمة إلى البلدان الفقيرة لتحقيق الهدف السّابع من أهداف التّنمية المستدامة الذي يتمثل في ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطّاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة بحلول عام 2030 وتوفير الخدمات الكهربائية لنحو 1.05 بليون شخص يعيشون حالياً بدونها. وأشار السّيد الحربش إلى أن جهود أوفيد على الصعيد الإنمائي تأتي في المقام الأول استجابة لمتطلبات البلدان الشّريكة، منوهاً إلى أن المشكلة الأساسية هي أنه "نادراً ما نتلقى طلبات سواء من الحكومات أو من القطاع الخاص لتمويل حلول الطاقة الموزعة." وأوضح السّيد الحربش "أنّ الدرسات والتجارب العملية لدى أوفيد قد أظهرت أن معظم المناطق الريفيّة النائية المنتشرة على نطاق واسع ليست متصلة بشبكة الكهرباء الوطنية لعدم الجدوى التقنية أو الاقتصادية، لذا نجد أن الحكومات والقطاع الخاص نادراً ما يطالبون بتمويل مشروعات الطّاقة في تلك المناطق." وأضاف السّيد الحربش "أنّ أوفيد قد استجاب بالفعل لهذه المعضلة إذ قام باتخاذ إجراءات أخرى بديلة كاستخدام موراد المؤسّسة المخصصة لبرامج المنح لتمويل مشروعات شبكات توليد الكهرباء الصّغيرة والمتناهية الصّغر." مشيراً إلى ضرورة تخفيض تكاليف حلول الطّاقة الصّغيرة على نطاق واسع وتعزيز نماذج التّمويل البديلة. وتجدر الإشارة إلى أنّ مدير عام أوفيد منذ توليه قيادة أوفيد إذ يسلم بأنّ النّاس ينبغى أن يكونوا في صلب كل الخطط والبرامج والسّياسات يُعد من أشد الداعمين للتنمية المتمركزة حول النّاس، وهو المبدأ الذي حافظ عليه في قلب مهمة أوفيد طوال سنوات عمله، لا سيّما جهوده الرائدة في قضية التّخفيف من حدة الفقر في مجال الطّاقة، التي ما فتيء يدافع عنها حتى أصبحت الدعامة المركزية لخطة عمل أوفيد الاستراتيجية. https://www.youtube.com/watch?v=AvAVRSpJlBo&feature=youtu.be