فراج محسوب فى 21 يوليوعام 1970 أفتتح رسميا السد العالى بأسوان بارتفاع 111 متر والذى أنشأه الزعيم جمال عبد الناصر الرئيس الثانى لمصر ...مهمة هذا السد التحكم فى تدفق مياه النيل وحماية مصر من الفيضان والجفاف وتخزين المياه للاستفاده منها فى سنوات الجدب بالاضافة الى توليد الكهرباء.. فى البدايه كانت فكرة للحسن بن الهيثم والذى زار مصر أيام الدولة الفاطمية الا أن الخلافة قد رفضتها برمتها وقد حدث بعدها مايسمى بالشدة المستنصرية حتى كتب لها أن تتحقق.. لقد ارتبطت السنوات العجاف ارتباطا وثيقا بانخفاض منسوب النيل وقلة الموارد وأشهر ماقصه لنا التاريخ السبع العجاف أو سنين يوسف و التى حدثت فى العصر الفرعونى وقد أدار أزمتها سيدنا يوسف عليه السلام بحكمة ونبوءة عندما تولى خزائن الارض وذكرت فى القران الكريم حيث قال تعالى ( ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ)48 سورة يوسف و حدثت مجاعة أخرى فى عصر الدولة الفاطمية تحديدا نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله فى مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري أطلق عليها الشده المستنصرية جاع فيها الخليفة نفسه و هلك فيها النسل والحرث وقال فيها ابن إلياس" أن الناس أكلت الميته وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب لإصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها.... كل ماسبق .صورة حيه لاثنتين من أصعب النزائل التى لحقت بمصر التهمت الأخضر واليابس... لأن النيل والزراعة كانا من أهم الموارد الاقتصادية التى كان المصريون يعتمدون عليها اعتمادا كليا بجانب التجارة ... فى هذه الأيام وفى ظل الارتفاع الجنونى للسلع الاستهلاكية مع تدنى مستوى المعيشة ظهر من يتهم السنون العجاف بأنها أقبلت بسغابها ...لكن كل هذه الافتراءات لا صحة لها..لأننا لم نحسن استغلال الموارد فالاستغلال الجيد للموارد يقى الدول من أى نازلة قد تلحقه ....وأين هى هذه السنوات فى ظل وجود أكبر بحيرة صناعية فى العالم طولها 500 كيلو متر.بمتوسط عرض 12 كيلو متر وسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب وسعة تخزين ميته 32 مليار متر مكعب. لقد أطلق على السنوات العجاف عجاف فى أيام القحط والجدب نظرا لعدم وجود آلات حديثة ليناء السدود والاحتفظ بكمية المياة التى تحم المصريين من الجفاف الالات التى نمتلكها اليوم والتى كانت سببا آخر فى رفض مشروع الحسن بن الهيثم و كانت سببا فى عدم امكانية استخراج الكنوز المكدسة بكميات هائلة فى باطن الأرض للاستفادة منها ونقلها وصناعتها أوتصديرها ....ان مصر غنية بالموارد الطبيعية والمائية والمعدنية التى لو حسن استخدامها وترشيدها لأصبحت مصر فى مقدمة الدول لها على ضفتى النيل مساحات كبيرة من المساحات الخضراء والاراضى المستصلحة لديها نهر النيل الذى يمتد فيها من الجنوب الى المصب و البحرين الأحمر والمتوسط وثورتهم السمكية ودورهما مع الاثار فى تنشيط السياحة وزيادة الدخل وأيضا قناتى السويس القديمة والجديدة .... موارد مصرمن الطاقة والمعادن يتمثل فى البترول والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم و الخامات الفلزية كالحديد والنحاس و الزنك الرصالص القصدير والمعادن النفيسة، كالفضة، والبلاتين، والذهب، و تقع مصر في المرتبة 38 وفقًا للمجلس العالمي للذهب ويصنف منجم السكري للذهب الثامن عالميا من حيث حجم احتياطي الذهب ا لذى بلغ في مايو 2012 ل75.6 طن والخامات اللا فلزية تتمثل فى خامات الصناعات الكيميائية والأسمدة، كالفوسفات وخامات الحراريات والسيراميك، كالكوارتز والبازلت والحجر الجيري، والأحجار الكريمة وشبه الكريمة كالفيروز والجرانيت والديوريت والسربنتين والرخام والألباستر والأحجار الجيرية الصلبة تصدر منها مايقرب من 22 الى 23مليار دولار سنوياً .. للأسف لم نبدع فى شيء سوى اتهام السنوات بالعجاف ...ونحن الأحق أن نتهم بأن الظروف التى تمر بها مصر نحن أول أسبابها ...لأن مصر مطمع للعالم كله لذلك عاشت معظم عصورها تقاتل محتل بعد محتل لقد أطعمت العالم ولم تنفذ موارها...ان سنواتها التى قيدت فى سجلات المجاعة ..كانت فترة عابرة وعادت بعدها أقوى ..بنت جيشها أكثر من مرة فى فترات وجيزة وعصيبة ..لم تدنى رأسها أبدا لأحد .. لا شك أننا لو قمنا بادارة هذه الموارد بطريقة حديثة غير كل الطرق العقيمة التى كنا نتعامل بها مع الثروة ...سنغير الواقع وسنبرأ السنوات العجاف بعد افترائنا عليها فى أكثر من شدة