الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة-قسم الأدب العربي-عنابة انعقدت في رحاب قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة باجي مختار بعنابة ندوة علمية عن«اللسانيات وتطبيقاتها»نظمها مجموعة من طلاب (الدكتوراه) في مشروع اللسانيات وتطبيقاتها ،وقد جاءت الندوة لتواكب مختلف التطلعات التي يصبو إليها هذا المشروع الذي يهتم بمختلف قضايا اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات وتحليل الخطاب وأمراض الكلام،كما أنها تأتي تجسيداً للأهداف التي يرمي إلى تحقيقها المشروع المذكور من خلال مختلف حلقاته البحثية، وفي مقدمتها تعزيز الأنشطة العلمية التي تتصل بهذا المجال العلمي الخصب،وتعزيز قيم الحوار العلمي الرصين بين طلاب دكتوراه مشروع اللسانيات وتطبيقاتها والأساتذة المتخصصين في هذا الميدان،إضافة إلى بناء تواصل فاعل بين الباحثين المتميزين في مجال اللسانيات التطبيقية وتحليل الخطاب،والطلاب الذين هم بصدد الانطلاق في أبحاثهم العلمية في مرحلة الطور الثالث من خلال خلق نقاشات علمية ثرية ومتنوعة تتصل بمواضيع الدكتوراه. توزعت أشغال الندوة على محورين رئيسين: -المحور الأول يتعلق باللسانيات وتحليل الخطاب، وقد تصدى له الباحث الدكتور المكي درار من جامعة وهران. و ركز المحور الثاني على الكثير من القضايا التي تتصل باللسانيات وأمراض الكلام،وقد أشرفت عليه الباحثة الدكتورة سعاد بسناسي من جامعة وهران،حيث حرصت في مداخلتها على إبراز مجموعة من الرؤى والأفكار التي ترتبط بهذا الموضوع. استهلت الجلسة الافتتاحية للندوة بكلمة الأستاذ الدكتور خليفة صحراوي التي رحب فيها بالحضور،وتوجه بالشكر إلى الأستاذين الفاضلين على تلبيتهما الدعوة،وقدم نبذة تعريفية بمشروع اللسانيات و تطبيقاتها الذي يشرف عليه،وسلط الضوء على مختلف القضايا العلمية التي تسعى الندوة إلى إثارتها والتوقف معها،كما أبرز الدكتور خليفة صحراوي في كلمته الحركية التي يتميز بها هذا المشروع،وما يهدف إلى تحقيقه. من خلال متابعتنا لبعض فعاليات هذه الندوة المتميزة بدا لنا أن الهدف البعيد لها هو مواكبة مختلف التطورات التي عرفها هذا العلم الذي يشهد حراكاً فاعلاً ومؤثراً خلال السنوات القليلة المنصرمة مؤذناً بتطورات علمية كبيرة،فكما هو معروف أن اللسانيات هي الدراسة العلمية للغة البشرية،وهي تركز أبحاثها على اللغة،وتتخذها موضوعاً رئيساً لها،وتنظر إليها على اعتبار أنها غاية وليست وسيلة،وقد اشتهرت دعوة سوسير إلى دراسة اللغة لذاتها وفي ذاتها،وهذا ما اعتبره الكثير من الدارسين فتحاً علمياً جديداً. إن اللسانيات التطبيقية التي انصبت على مختلف اختصاصاتها وفروعها أغلب المداخلات والمناقشات التي دارت خلال الندوة التي نُظمت بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة، فهي تؤدي دوراً بارزاً في تحليل العملية التعليمية وترقيتها،حيث إنها تجيب على مختلف التساؤلات العلمية والبيداغوجية التي تواجه معلم اللغة،واللسانيات التطبيقية لا تقتصر على جانب واحد فقط الذي يحصره البعض في التعليمية،بل تنفتح على الكثير من الحقول المعرفية،مثل:صناعة المعاجم واللسانيات الآلية،واللسانيات الاجتماعية والنفسية،والتخطيط اللغوي، والتحليل الأسلوبي، والإلقاء، وعيوب النطق و أمراض الكلام، إضافة إلى أنظمة الكتابة، وعلم اللغة الإحصائي، وتعدد اللغات في المجتمع ، والترجمة التي يعدها الكثير من المتخصصين في هذا المجال ميداناً خصباً لاستثمار التجربة العالمية في مجال اللسانيات التطبيقية و اللسانيات التقابلية التي توظف بشكل كبير لترقية طرائق تعليم اللغات ومن ثمة تعليم الترجمة. لقد اجتمع من خلال هذه الندوة التي أشرف على تنظيمها وترأسها الأستاذ الدكتور خليفة صحراوي مجموعة من الباحثين في مرحلة الدكتوراه مع لفيف من الأساتذة المتخصصين ليتدارسوا جملة من القضايا المتعلقة باللسانيات واللغة العربية،فقد قدم طلاب مشروع اللسانيات وتطبيقاتها عدة مداخلات قيمة تتصل بموضوع اللغة العربية واللسانيات وتحليل الخطاب،كما قام مجموعة من الطلاب بعرض النتائج التي توصلوا إليها في أبحاثهم التي أنجزت في مرحلة(الليسانس)و(الماستر)،وقد دعمت هذه النتائج بالنقاش والتحليل من قبل الدكتور المكي درار،والدكتورة سعاد بسناسي من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السانية في وهران. فقد انتظمت الندوة على شكل مناقشات علمية مفتوحة وموسعة،وانفتحت على مواضيع متنوعة تتصل باللغة العربية وآفاقها وتطورات البحث اللساني،ومن بين الطلاب الذين أسهوا بشكل فاعل في إثراء النقاش:جميلة غريب ، وزينب خلاف. وقد تحدث بعض الطلاب عن تكنولوجيات الاتصال الحديثة ومدى إمكانية توظيفها في خدمة اللغة العربية من خلال حوسبتها،كما ناقشوا جملة من الإشكاليات التي تتصل بالمحتوى العربي الإلكتروني،وتمت الإشارة إلى مشروع «الذخيرة العربية»،وهو المشروع الذي يُشرف عليه العلاّمة الجزائري عبد الرحمن الحاج صالح، وقد تم في الختام توزيع شهادات التقدير على المشاركين في هذه الندوة،وقد أثنى الدكتور خليفة صحراوي على الجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور المكي درار من جامعة وهران،والحق أن المواضيع التي عولجت في هذه الندوة بإلقاء المحاضرات المتبوعة بالمناقشات الرصينة هي من الأهمية بمكان،و ما تزال تستحق الكثير من الدراسات والأبحاث واللقاءات العلمية المعمقة ،و لا يختلف اثنان في أن هذه الندوة تمثل تجربة متميزة في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة، وتعكس النشاط الدؤوب الذي يقوم به أعضاء مشروع دكتوراه اللسانيات وتطبيقاتها الذي يُشرف عليه أستاذنا الفاضل الدكتور خليفة صحراوي المعروف بتشجيعه لمثل هذه المبادرات العلمية المتميزة. الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة –قسم اللغة العربية-جامعة عنابة العنوان: الدكتور/محمد سيف الإسلام بوفلاقة ص ب:76 A ( وادي القبة) -عنابة – الجزائر Èالمحمول: 775858028 (213)00 الناسوخ (الفاكس) : 35 15 54 38 (213)00 البريد الإلكتروني : [email protected]