حسام عطاالله قرأت مقالا عن "هوما عابدين" نائبة رئيس الحملة الانتخابية للسيدة "هيلاري كلينتون" وما أن عرفت أصول والديها حتى قفز إلى ذهني أسماء: "أبو الأعلى المودودي"، "أبوالحسن الندوي"، و"سيد قطب"، مما دفعني للبحث عن أصول هذه المرأة المجهولة لنا ولم يخب حدسي. والد "هوما عابدين" هو الهندي "سيد زين العابدين" الذي درس في الجامعة الإسلامية في أتربراديش في شمال الهند وانضم لحزب "الجماعة الإسلامية "التي أنشأها "أبو الأعلى المودودي" وهي النظير الهندي/الباكستاني لجماعة "الإخوان المسلمين". حصل "سيد زين العابدين" على درجة الدكتوراه في الأدب من الولاياتالمتحدة حيث ولدت إبنته التي أصبحت أميركية بالميلاد. "سيد زين العابدين" درس في مدرسة إسلامية أسسها "المودودي" في تلك المنطقة في شمال الهند وكان زميله "أبوالحسن الندوي". أسس "أبوالأعلى المودودي" و"أبوالحسن الندوي" لمفاهيم الحاكمية والأصولية والتكفير والتي استمد منها "سيد قطب" أفكاره وقام بترسيخ هذه المفاهيم في الثقافة العربية والتنظير للفكر الأصولي. وأفرز "سيد قطب" هذه الأفكار في كتابه الشهير "معالم على الطريق" الذي حكم فيه على المجتمع كله بالجاهلية، وهذا الكتاب يعتبر المرجعية الأولى للجماعات الجهادية والتكفيرية في الثلث الأخير من القرن العشرين وحتى الآن. بعد ميلاد "هوما عابدين" انتقلت مع أسرتها للسعودية حيث أسس والدها "معهد شؤون الأقليات المسلمة" بمساعدة "عبدالله عمر نصيف" صاحب الأفكار الجهادية والمرتبط بتنظيم القاعدة والذي كان يشغل وقتها منصب رئيس جامعة الملك عبد العزيز. وبعد وفاة الأب تولت زوجته "صالحة عابدين" -الباكستانية الأصل وأستاذة علم الاجتماع في كلية دار الحكمة في جدة بالسعودية- رئاسة المعهد. الدكتورة "صالحة عابدين" هي عضو مؤسس في تنظيم الأخوات المسلمات (الفرع النسائي لجماعة الإخوان) الذي يتكون من زوجات قادة جماعة الإخوان ومنهم السيدة "نجلاء علي" زوجة "محمد مرسي". وهي أيضا مدير " اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل" أحد أفرع " المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة" الذي يرأسه "يوسف القرضاوي". وهذه اللجنة التي تدعو إلى إلغاء القوانين المصرية التي تحظر ختان الإناث، وزواج القاصرات. ومن أهم أعمال "صالحة عابدين" الترجمة الإنجليزية لكتاب "حقوق المرأة وواجباتها في الكتاب والسنة" من تأليف "فاطمة عمر نصيف" المقتبس من أفكار "سيد قطب". شقيقها هو "حسن عابدين" باحث في مركز "أكسفورد للدراسات الإسلامية" ببريطانيا (معهد مرتبط بجامعة أكسفورد تأسس عام 1985م) والذي يشغل "عبدالله نصيف" منصب رئيس مجلس الأمناء فيه خلفا ل "أبوالحسن الندوي". "هوما عابدين" نشأت في السعودية وقضت فيها فترة الطفولة والمراهقة ودرست في المدرسة البريطانية في جدة قبل أن ترحل إلى الولاياتالمتحدة للالتحاق بالجامعة، وحاليا هي نائبة رئيس الحملة الانتخابية للسيدة "هيلاري كلينتون" لانتخابات 2016 وقبلها كانت مديرة مكتبها خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2008 بعد أن خدمت معها في وزارة الخارجية كنائب لرئيس الموظفين بوزارة الخارجية من 2009 حتى 2013. وبدأت علاقتهما منذ انضمام "هوما عابدين" للبيت الأبيض كمتدربة عام 1996. "هوما عابدين" متزوجة من اليهودي "أنتوني وينر"، وتري -حسب موقع ويكيبيديا- أن الإسلام لم يحرم زواج المسلمات من كتابيين. و خلال حفل الزفاف قالت "هيلاري كلينتون": "لدي بنت واحدة فقط. لكن لو كان لدي بنت ثانية لكانت هما". أخيرا -بعد كل الأسماء التي ذكرتها والتي ترتبط مباشرة بالفكر الأصولي ومنابع الإرهاب- لن أخوض في العلاقة الملتبسة بين "هيلاري" و"هوما" ولكن واضح أنها كانت رأس حربة لدخول الجهاديين إلى البيت الأبيض والتأثير على السياسة الأميركية. وأسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم.