أكد الدكتور محمود أبو العزايم استشاري الطب النفسي، أن الغضب عند الطفل يظهر كلما تعرض لعائق أو مواجهة مشكلة لا يستطيع اجتيازها، فالغضب سلوك عادي من الطفل، وخاصة في مراحل الطفولة المبكرة، ولكن الغضب عند الطفل إذا استمر يرافقه سلوك الطفل في سنواته اللاحقة بعد ذلك، ويتطور إلى العنف؛ فإنه حينها يصبح سلوكًا غير عادي لذا يقدم أبوالعزايم مجموعة من ال”محرمات” التي يجب تجنبها أثناء غضب طفلك: - لا تتحدى طفلك الغاضب إذا وصل الطفل لمرحلة الغضب، لا تقف في وجهه بتحد أو تقوم بدور إرشادي، هذا ليس وقت اللوم بأي حال من الأحوال. - امتص غضبك لا تسر مع طفلك في التيار نفسه، وإذا كان طفلك كبيراً بما يكفي أن يترك بمفرده ولن يؤذي نفسه هذا خيار مناسب جداً في حالات الغضب، اتركه وحده ولكن كن قريباً منه. ذلك سيجعله يهدأ قليلاً، عليك أن تتذكر أن الطفل الغاضب حالته خارج نطاق السيطرة، أفرز جسده الإدرينالين واشتعل غضبه والأمر يحتاج أن تتفهم الموقف جيداً. الاقتراب منه ومواجهته أو تحديه سيزيد الأمور سوءاً، وأية كلمة إضافية يسمعها الصغير في هذه اللحظات هي بمثابة إشعال المزيد من النيران في حريق. - لا نقاش وقت الغضب لا تترك كل شيء وتقفز بحثاً عن سبب غضب الطفل وتُصر على عقد مناقشة معه! كيف تتوقع حصولك على رد منه وهو في حالة غضب وانفعال؟ كن عادلاً، ربما أنت في حالات كثيرة تكون أكثر غضباً منه ولا تسمح لأحد بأن يواجهك ولا يقوى أي شخص على الحديث معك، وابنك مثلك، له عواطفه وانفعالاته، وربما لديه مبررات قوية للشعور بالضيق والغضب. - احترم وجهة نظره من الضروري أن يشعر الطفل باحترام وجهة نظره، استمع إلى أسبابه بهدوء إذا قرر أن يتكلم ولا تناقشه، اتركه يهدأ وقل له، “أتفهم غضبك، وأنا حزين لأنك تشعر بما تشعر به الآن”. إذا تحول إلى نوبة غضب وقام بأفعال سيئة مثل كسر الأشياء من حوله أو إيذاء الآخرين، فأنت بحاجة لمعالجة المشكلة وتصحيح سلوكياته. للأسف لا يمكنك التحكم بأي حال من الأحوال في رد فعل ابنك أثناء الغضب، ربما يمكنك محاسبته وعقابه على سلوكه فيما بعد، لكن مواجهة جنون طفلك بنفس الجنون، فقط سيصعد الموقف. يجب أن تدرك أن الطفل يغضب، نحن جميعاً نغضب، وفي الواقع قدرة الأطفال على تحمل الإحباط محدودة، عليك إدراك أن هذه حالة مؤقتة وسيعود طفلك إلى حالته الطبيعية، الأزمة يمكن معالجتها بعد أن يهدأ. لا مناقشة فعلية وقت الغضب! - لا تهدد ولا تذكره بالعواقب في لحظة الغضب، لا يجب أن تزيد من تحدي طفلك وتثير غضبه بالتهديد والوعيد. معاقبة طفلك أثناء نوبة غضبه لن تزيده إلا غضباً، في وقت لاحق، أخبره بأن سلوكه لم يكن جيداً ولم يمنحه حلاً لأزمته، وأنك تتوقع منه سلوكاً أفضل في المرة القادمة. لكل أسرة قواعد مختلفة لتربية الأبناء، لكن ينبغي أن تكون هناك مساحة للطفل كي يعبر عن مشاعره وانفعالاته ومنها غضبه بشكل مناسب.