لم تعد حالة المواطن العراقي، الفاقد لأغلب حقوقه في العراق الجديد، حالة سياسية، بل هي في الحقيقة حالة أخلاقية... فحين يكون المواطن بحاجة إلى الخبز والدفء والنور لسنوات طوال، فهذا يشير إلى تردي أخلاقي قد أصاب أصحاب القرار، فالشعب يمتلك المال، ويمتلك الثروات، ويمتلك حريته، كل هذا نقرأه ونسمعه في نشرات وفضائيات الدولة العراقية ومن أفواه رجالها، ولكنها على أرض الواقع غائبة أو تم اغتيالها بليل. وهذا يدلنا إلى أخلاقيات مهادنة خادعة صارت تميز أصحاب القرار العراقي، وهي أخلاق إن نظرنا إليها جيداً لوجدناها تقترب كثيراً من أخلاق اللصوص والعصابات... ولا يوجد إصلاح لهؤلاء الفاسدين الفارغين من الأخلاق السارقين لأموال الشعب حتى أصبح حفاتهم في فترة قصيرة أصحاب أموال وعقارات وسيارات فارهة، في العراق وخارجه،ما دام أصل الفساد موجود لذلك بدأ الجميع يتيقن أنه لا يوجد أمل في أيِّ اصلاح لان كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفق الجميع على إعادة العراق الى المربع الأول في تشكيل حكومة فاشلة حسب التوافقات السياسية. وهذا ما أشاراليه المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في إستفتاء قُدِم اليه... سلام عليكم سماحة السيد الصرخي. حفظكم الله ورعاكم. نودّ أن نعرف رأيكم وتقييمكم وموقفكم من المطالبة بالإصلاح ومن التحركات السياسية والجماهيرية في التظاهرات والاعتصامات على أبواب المنطقة الخضراء والتي انتهت بعد ان أجبرت رئيس الوزراء العبادي تقديم أسماء وزراء تكنوقراط مستقلين، فهل تعتقدون صحة هذا التوجه والحركة للإصلاح وهل تتوقعون تحقق الإصلاح؟ متظاهرو ساحة التحرير 4/4/2016 بسم الله تعالى: قال العليم الحكيم: {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ }}البقرة204-205 وبعد... طالما نادينا بالإصلاح وكتبنا الكثير عن الإصلاح وسنبقى نؤيد وندعم كلّ إصلاح، نعم نعم نعم...للإصلاح ، نريد نريد نريد...الإصلاح ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !! ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد؟! وهل الفساد منحصر بالوزَراء أو أنَّ أصلَهُ ومنبَعه البرلمان وما وراء البرلمان، فلا نتوقع أي اصلاح مهما تبدّل الوزراء والحكومات مادام اصل الفساد ومنبعه موجودًا ؟!! إلإستفتاء بأكلمة في الرابط http://cutt.us/l8OID وختاماً نقول للمتشبثين في السلطة أنتم بكل تأكيد حكومة فاسدة لا تستحق البقاء وإن جاءت عن طريق صناديق الانتخابات. حين لا تسمحون للمواطن العراقي أن يدلكم على فسادكم، فأنتم بامتياز، فاسدون