كلهن ايزيس

بعد أن استيقظت فى الصباح مبكرا وبعد أن صليت وتناولت وجبة الافطار وفنجان القهوه كعادتى كل يوم ،
قرأت فى احدى كتب التاريخ التى أحبها حبا جما عن مقتل أوزوريس من قبل أخيه ست لاغتصاب العرش ،
ولكن لم أقف هنا بل استكملت قرأتى لأجد شيئا عجيبا حقا عجيب وجدت أنه بعد مقتل أوزوريس قام أخاه بالقاء جثته فى احدى الأماكن النائيه حتى لايصل اليه أحد ،
ولكن كان لأوزوريس زوجه تدعى (( ايزيس )) كانت مثال للتفانى والتضحيه والأمومه والوفاء لزوجها فى حياته ومماته ، ان ايزيس ضربت الأرض فى كافة أنحائها بحثا عن جثة زوجها حتى وجدت الجثمان عند أحد الجبال ، ولكن سرعان ماوصل النبأ لست فااستولى على الجثمان وقام بتقطيعه وتوزيعه على أقاليم مصر أنذاك ، ولكن يالها من مثابره ايزيس بحثت فى كل الأقاليم حتى جمعت الجثمان وقامت بتربية ابنها حورس حتى كبر وأصبح شاب فأعاد الحق المغتصب وأعاد العرش اليهم مرة أخرى بعد أن هزم عمه ست ولقنه درسا قاسيا ، كل ذلك كان بسبب امرأ وهى ايزيس .
لك عزيزى القارىء مطلق الحريه فى أن تقرر مدى واقعية أسطورة ايزيس وأوزوريس من عدمه ولكن دعنا لانقف عند هذا الحد ونسير معا فى شوارع مصر ونجول ،
عم عبده رجل مصرى بسيط لديه أربع أبناء كل أماله ومناه أن يصلهم الى بر الأمان ويبنى لكل واحدا منهم مستقبله أو حتى على الأقل جزء من مستقبله ، كان عم عبده يعمل سائق لعربات النقل ولكنه فى أكتوبر 2014 أصيب فى حادث حتى جلس على كرسى متحرك الى وقتنا هذا ، زوجته بدر باعت كل ذهبها ليقيموا مشروع صغير يصرفون منه على البيت وبالاضافه الى ذلك فاانها تعمل فى خدمة البيوت لتصرف على أبنائها وعلاج زوجها ،
بدر مثال للزوجه المخلصه ، والأم العطوفه المثابره بدر هى حقا ايزيس .
أم أحمد أرمله ولديها ولدان توفى زوجها منذ أن كان عمر أكبرهم خمس سنوات والأن أحدهم طبيب والأخر محاسب ، أم أحمد شقت وصرفت على أبنائها ولم يسمع أحدا عنها فى يوم كلمه سيئه ظلت الى الأن محافظه على العهد والوعد والأبناء فهى حقا ايزيس .
الأمثله كثيره فاانت أثناء تجولك فى شوارع مصر ستجد بعد كل عشرون متر ايزيس وأكثر من ايزيس فكلهن حقا ايزيس .
هذا وان كان هناك قله من النساء المنحرفات عن الصواب فهن ليسوا الا قله طغت وظهرت فسمعنا عنها أما هؤلاء الفضليات هن لايريدن الظهور ولا أى شيىء سوى أن يربوا جيلا يصنع الأمجاد ، وأن يقفوا بجانب أزواجهن وأن يخففن من متاعب الحياه عليه ، وان قال أحد المرضى بأن نساء مصر فى أى مكان كان سواء فى صعيدها أو دلتاها فهن خائنات فهوا مخبول مريض نفسى وليس هناك خائن سواه .
تحية اجلال وتقدير الى كل أم ، الى كل ايزيس ، كل عام وهن بخير بارك الله لنا فيكم ، ورحم الله الأموات منهن ورزقهن الفردوس الأعلى .