م. سعد نافع الحياة التي يعيشها الإنسان عبارة عن كتاب به عدة فصول واجزاء عن قصته وحياته وأعماله وإنجازاته وسيرته. لذلك كان من الذكاء والفطنة الحرص والتركيز علي كل ما يسجل ويكتب داخل هذا الكتاب خصوصا وانت المؤلف وهذه حكايتك ستنشر وتقرأ بين كل الناس. سألني احد أصدقائي وما الفائدة من الحرص اذا كنت قد اخطأت في حقوق الاخرين؟! .. ابتسمت واخبرته أن هذا الامر متعلق به فيمكن أن يجعل هذا الخطأ شاهد له او شاهد عليه .. نظر الي باندهاش وقال لي كيف ذلك؟! .. تحدثت اليه بوضوح شديد واختصار واخبرته أنه ليس من العيب الخطأ عن جهل ولكن العيب الاستمرار في الخطأ او عدم الاعتراف به او عدم محاولة اصلاحه .. سجل هذا الخطأ في كتابك ولا تخجل منه ولتكن الفائدة من ذلك أن يتعلم الناس منك وأن تساعدهم علي تجنب هذا الخطأ في المستقبل، حول هذا الخطأ الي صواب بإصلاحه والذهاب الي كل من اخطأت في حقهم ورد الحقوق اليهم واطلب العفو والسماح منهم بكل شجاعة وفي النهاية ستكون أنت بطل قصتك وستشعر بفخر وسعادة وتتخلص من الندم طيلة حياتك. انتبه ! .. هل حياتنا في هذا الزمان كافية في اعداد الزاد قبل الرحيل؟ .. لا .. ثم .. لا .. ثم .. لا .. ولهذا اكتب هذا المقال للتذكرة وللنصيحة لنفسي ولك .. قم الان وازرع في كل مكان تستطيع الوصول اليه نبته صالحه ولا تقطفها ولا تنتظر ثمارها .. فإنني ابحث في هذا الزمان عن اُناس يزرعون لغيرهم ولا ينتظرون الحصاد .. فأنت لديك فرصة بأن تتصل بمستقبل غيرك إذا اردت ذلك .. بل من العجيب أنه بإمكانك أن تجعل من ينوب عنك في إستكمال كتابك بعد رحيلك .. من الفرص النادرة أنك تستطيع إضافة حياة أو أكثر الي حياتك بل وأن يكون لك اكثر من كتاب من كثرة الاعمال، وأنت في الواقع قد توقفت حياتك وقد انتقلت من صفوف الاحياء الي معسكر الاموات .. نصيحتي أن تعيد كتابة هذه الكلمات مرة وأكثر وأن تقرأها مراراً وتكراراً واجعلها نصب عينيك، ولا تبحث عن الراحة او النوم حتي تصل الي طريق وخطة واضحة تساعدك علي استكمال الزاد قبل المعاد. اذاالدنيا تأملَها حكيمٌ . . . . تبينَ أن معناها عبورُ فبينا أنتَ في ظِلِ الأماني . . . . بأسعدِ حالةٍ إِذا أنتَ بورُ خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها . . . . لكن تعلّم قليلا كيف تعطيها كالمرءِ يكدحُ للدنيا ويجمعُها . . . . حتى إِذا ماتَ خَلاَّها وما فيها