هل هذه هي النتيجة التي كانت تسعى لها حركة حماس لتكون النتيجة السياسية لصفقة التبادل مع الاحتلال, وهل كان يقصد السيد إسماعيل هنية عندما تحدث بذلك أمام الجماهير المحتفلة بعودة الأسرى يوم أمس إن الحركة باتت جاهزة لتكون المفاوض البديل والأصيل بدل منظمة التحرير الفلسطينية, وهل كلام السيد هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي جاء في نفس السياق يهدف إلى الترويج لهذه النتيجة. بعد أن نقول مبروك لكل الأسرى المحررين والعاقبة للأسيرات والأسرى الذين تركوا خلفكم في السجون الإسرائيلية ونقول لحركة حماس شكرا على هذه الصفقة وعلى هذا الجهد في التفاوض من اجل خروج الأسرى. نقول لحركة حماس إن الصفقة فعلا رسمت الخارطة السياسية الفلسطينية والواقع الفلسطيني بكل تفاصيله, حيث أنها ومن خلال هذه الصفقة وافقت على إبعاد عدد من المناضلين وهذا يوازي حق العودة واللاجئين ووافقت على النزوح من خلال إبعاد بعض المناضل إلى غزة ووافقت على الإبعاد من خلال إبعاد العديد من المناضلين إلى خارج الوطن, ووافقت على التنسيق مع الاحتلال من خلال الموافقة على أن يقوم الأسرى المفرج عنهم بزيارة شهرية إلى اقرب مركز شرطة إسرائيلي في الضفة الغربية, ووافقت على التدرج في الحصول على الحقوق من خلال تركها العديد من القادة الأسرى داخل السجون دون أن تشملهم هذه الصفقة ومن خلال مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة الذي كان ولا زال يروج له السيد احمد يوسف مستشار هنية, ولا ادري عن ماذا تتحدث حركة حماس وقادتها وعن أي نموذج مفاوض جديد تحول الترويج. إلا تعلم حركة حماس إن كل ما قامت به من نضالات وسياسات كانت قد سبقتها بعشرات السنين العديد من الحركات والفصائل الفلسطينية في الوقت التي كانت هي لم تنضج بعد للانخراط في العمل الوطني والنضالي, ألا تعلم حركة حماس أنها الحركة الوحيدة التي أسست لانقسام فلسطيني تحت ذريعة التمسك بالحقوق والثوابت وهي تعلم أن الكل الفلسطيني متمسك بهذه الحقوق والثوابت قبل أن تخلق حركة حماس, أليس من العيب أن تقوم حركة حماس وبصفقة واحدة بشطب كل النضالات الفلسطينية السابقة وكل الصفقات التي سبقتها وكانت ناجحة بكل المقاييس, وهل قضية المفاوض الجديد الذي باتت حركة حماس تروج له هو المفاجئة من العيار الثقيل التي كانت بتناقلها وسائلها الإعلامية, وعن أي مفاوض تتحدث هل تتحدث عن مفاوض عن طريق طرف ثالث كما كان الحال في صفقة التبادل وتبين بعد ذلك أن المفاوضات كانت تحدث وجها لوجه بين القيادات السياسية والعسكرية بينها وبين إسرائيل كما تفيد الكثير من التقارير الإعلامية. إن حركة حماس باتت تنقض على كل التجارب السابقة في العمل النضالي والوطني من خلال شعارات زائفة سرعان ما تعود لتسلكها ولكن بصبغة حمساوية حزبية ضيقة ويا رضى الله ورضى الوالدين.