كتبت مازال عندي حلم، إلى أين تأخذنا خلجاتك أيتها المعاني الناهلة من تلك الأعماق، أخبرينا عن شعورها، عن إنسانيتها، عن رحلتها عبر محطات الانتظار و الوصول، كيف يصافحها الظلام و الضياء، كيف تعبرنا و نعبرها، من تكون، أ هي جذور وطن لن يقتلعها المجهول و ستحييها شمس لن تغيب أطنابها... كتبت مازال عندي حلم، تستوقفني، لتجعلني أترشّف نبض ذاك الإحساس، بين أنفاس و دقات روح، تسافر بي، بين الأرض و السماء، بين العطش و الارتواء، بين تقاسيم نشيد يعزفه وجع و أمل. كأنها تدعوني ببصرها اللامع في عيني، أن أجالس ندائها و أن أحتسي من حدائق صمتها... كتبت مازال عندي حلم، بملمسها، أستنشق عطر ذاك التراب، بين إرادة تحرّر و قصف قيد، يخدش ابتسامتها، هي، تلك التي طالما حملت ألوانها و خطوطها، آهات مبعثرة على قارعة الوقت، تسأل الألم رحيلا بلا عودة، ترسم على جبين أناملها، غدا سيغرّد وطني فرحة طير عائدة لأوكارها، محمّلة سلاما و محبة... كتبت مازال عندي حلم، كعادتها، تحمل عاطفتها، مشعلا يضيء لنا مقاصدها، فتجتازنا تعابيرها لتستقينا و نستقيها، هنا، بدمعها النازف شجن، أبى العصفور إلا أن تزغرد عينه عله يمسح الحزن و الأنين، فنركب معه موج الحنين، إلى ذاك المكان، إلى اللقاء الموعود، إلى ذاك الاشتياق، إلى التآلف بعد الفراق... كتبت مازال عندي حلم، تراودني الحكاية كلما دنوت حذو تلك الملامح، يطرق الذهن و النفس سرب من الرؤى، بين روح تشبّعت حسّا و ترجمت فنا، ليكتب الوطن، مازال ابني في عروقي يجري، و مازال يمسح عني السقم، لتكتب اللوحة مازلت أتنفس من حنجرة البوح و السكون، من أعماق التشكيلية الفلسطينية "منال ديب" و لتكتب هي... مازال عندي حلم...