أفخاذٌ مٌثيرة

رياض عبدالله الزهراني
عندما يجلس الفرد بخلوةٍ لا كتاب فيها أو مجلة أو حتى هاتف جوال ذكي فإن خلوته تلك قد تتحول لخلوةٍ شيطانية ومتى يحدث ذلك إذا كان يٌعاني من مرض التفكير المقلوب أو يؤمن بنظرية المؤامرة وسد الذرائع أو يعاني من أمراض عقلية فكرية مزمنة تسببت له بالقلق المستمر !
في المجتمعات المكبوتة لأسباب فكرية واجتماعية يعد ظهور أمراض فكرية وعصبية وعقلية أمرٌ طبيعي فالخلوة الشيطانية إحدى صور تلك الأمراض والصورة الأشد قبحاً والأقل خطراً إذا ما قارناها بمرض المؤامرة والفتنة وسد الذريعة والتطرف الخ من الأمراض التي تٌصيب المجتمعات في مقتل وتشل حركتها وتحولها من مجتمعات طبيعية إلى مجتمعات مريضة مصدرة للأمراض مقتاتة على الأزمات والصراعات اللفظية والغير لفظية .
قبل مدة من الزمن ليست بالطويلة ولا بالقصيرة كتب أحد المصابين بمرض عقلي مزمن عافانا الله منه وجنب المجتمع شروره وشرور أمثالة تغريدهً مضحكة مبكية فذلك الشخص المصاب علق محتجاً على ظهور فتاة لم تبلغ عامها الثالث عشر بإحدى المهرجانات قائلاً غطوها إنها فتنة وأفخاذها مٌثيرة ؟ ذلك الشخص إفراز طبيعي لثقافة فكرية متشددة محشوة بآراء وأفكار جعلت من الأجساد كبيرةً كانت أم صغيرة محل اتهام بالإثارة والافتتان متجاهلةً أن تلك النظرة إلى الأجساد ماهي الإ صورة تعكس ما بداخل العقل من أراء وأفكار وما بداخل النفس من أمنيات وحكايات وتفكير شهواني شيطاني فالأصل ما بداخل العقل والنفس أولاً ؟.
لا يمكن لأحدٍ التمرد على الغريزة لكنه يستطيع كبح جماحها والتحكم فيها وتوجيهها التوجيه السليم , لكن لا يوجد شخصٌ عاقلٌ متزن طبيعي ينظر إلى مختلف الأشياء نظرة واحدة وبمقياس واحد خاصةً إذا كانت ناحية المرأة الإنسانة في نهاية الأمر , الشخص السوي العاقل المتزن من ينظر إلى المرأة على أنها إنسانة وليست جسد والغير عاقل والغير متزن والغير سوي ينظر إليها على أنها جسد قابلٌ للاستهلاك مخٌلوقٌ للاستمتاع به فهي آلة لقضاء الشهوة وآلةٌ لزيادة عدد السكان بعد تفريغ الشهوة الحيوانية دون اعتبار لذلك الفرد ولحقوقه وطموحاته ومكانته داخل المجتمع والذي يصنفه البعض عن أنه نصف المجتمع وهو في الحقيقة الأصل في كل شيء ؟
الأمراض العقلية الفكرية الحيوانية أمراضٌ ناجمة عن عادات وتقاليد و أراء وأفكار مقدسة قدسها المجتمع دون أن يٌدرك أن تلك الآراء ليست وحيٌ منزل ومقدس وإنما اجتهادات يقابلها اجتهادات أكثر صواباً وإنسانية منها , تلك الأمراض لن تزول وتختفي طالما بقي الجهل يتحكم في المجتمعات وقضاياها المختلفة وبقيت العيون تنظر من عدسة رأي وفكر واحد سيطر على العقول والنفوس فأخذت تٌردد من شدة المرض مؤامرة وأفخاذٌ مٌثيرة !؟