ماذا يحدث ؟ لست مُحللا سياسيا بينما صار الانسان في عالمنا العربي يعرف السياسية اكثر من نشطائها الاجلاء في كافة ارجاء الوطن الذي يجلس علي حافة الهاوية في لحظات تاريخية اسوأ ما يكون!! بين أنياب ارهاب خسيس دنيء صُدر للعالم العربي والإسلامي تصديرا والصق به عمدا، انتقاما و تدليسا و طمعا في مقدراته وثروته في ظل غياب واضح لأيدلوجية المواجهة وبين رحى مُشكلات مُزمنة ومُعقدة تسهم بشكل كبير في اعاقة تقدمه ونموه، كالفقر والبطالة والصحة وغيرها بل وتساهم في سقوطه المدوي.. ومع فقد كل المبادئ القومية والأفكار الانسانية السليمة باتت المسألة اصعب بكثير من تخيلنا ، طغت العصبيات وصراع المذاهب والطوائف علي مستوي الدين وأفرزت توجهات تحكمها الأهواء والأصولية والسلفية مع اغلاق الفكر والعقل، وانتظار المنتصر من الصهيونية والاستعمارية للانقضاض علي الفريسة الجريحة في الشرق ( خريطة الوطن العربي ) وبعدت الافكار القومية الناجحة عن حالة الواقع وإصابته بالترهل وعدم وضوح الرؤيا لمجتمع يلملم بقاياه في عصر وزمن العلم والتكنولوجيا الاسرع في تطورها من تصورنا ، في مواجهة ركود فكري وانتظار دائم لأفكار الأخر التي تتلاعب بمجتمعنا العربي بكل بساطة واستطاعت أن تهزم الكثير من افكارنا الشمولية الناضجة التي تلتف حولها الشعوب العربية لتصبح جزء من نسيجها خاصة فكرة الوحدة والمجتمع الواحد -الوطن العربي الكبير-.. نظرة تاريخية سريعة للمشروع القومي العربي الذي انهار علي يد اسرائيل وأمريكا وكان بديلا صهيونياً طائفياً واستعمارياً غاشما ظل ينخر حتي انهار هذا المشروع تماما وأصبح واضحا بلا جدال وتحديدا بمساعدة اطراف الصراع الحالي من اصحاب النظرة الدينية للحياة السياسية علي اختلاف مذاهبهم وأطيافهم نجد نفس السيناريو مع اختلاف الشخصيات والطرق منذ تلك اللحظة ومع هذا الانهيار ورغم ما قدمته فكرة القومية العربية لمجتمعاتنا من تماسك وقوة وكان لها استجابة كبيرة في عقول ووجدان الانسان العربي بما حملته من أحلام وما أسسته من واقع ، إلا ان هذا الانهيار افرز مجموعة هائلة من العصبيات وفقد عالمنا العربي الايدلوجية الواضحة لرؤيا مُتماسكة مقنعة في ظل هذه اليد المتغلغلة منذ وقت طويل ( تلك الجماعات التي تدعي الاسلام ) وتحمل سلاح الارهاب والقتل والدمار وهي تبني دويلات داخل الدول وتؤسس لعالم موازي لعالمنا كي تنقض بالتحكم والسيطرة مع وجودها التاريخي القديم ويد اخري لا تقل خطورة وأهمية وهي تنزع الي سقوط هذه المجتمعات أيضا وتسعي لانهيارها علي نفس الطريق والأسلوب في جانب اخر وهي الصهيونية والأفكار الاستعمارية علي اختلاف انواعها ودرجاتها وبين هذا وذاك يبقي من الضرورة خلق افكار حقيقية تجابه هذا الصراع الطائفي علي كلا المستويين بكافة اشكالهما وألوانهما وتعددهما وهناك الكثير من الاسئلة التي لابد من طرحها هل في وطننا العربي تلك الاحزاب التي تعمل بستار الدين ( ذات مرجعيات دينية ) لتحصل علي اهداف استراتيجية داخل الوطن ؟ هل نجح الخطاب الديني في تقديم الرؤية الصحيحة للدين بشكل سليم ؟ هل تخلصنا من عبودية الاخر وأصبح لنا مشروعنا القومي الناضج ؟ هل تم تطوير الفكر العربى والمحتوى الإعلامى ؟ هل هناك خطط فعلية لمواجهة المشاكل والأزمات الاقتصادية ؟ هل تم استيعاب طاقات الشباب واستثمارها ؟ اسئلة كثيرة لابد لها من اجابات لخلق هذا الوضوح في الرؤيا ولإنتاج منظومة صحيحة لعالم نحلم بوجوده ونؤسس لأبنائنا فيه عالمهم الواعي والناضج