عبدالفتاح عساكر : سيدنا موسى لم يتزوج بنت سيدنا شعيب النبي ( الجزء الآول )

عبدالفتاح عساكر
في هذا البحث القيم دارسة عن سيدنا موسي عليه السلام لم يتزوج بنت سيدنا شعيب النبي عليه السلام واليكم الأدلة الصحيحة وهي الأتي :
رؤية قرآنية لحقيقة صهر موسى
المقدمة
في مجتمعنا المعاصر لا تزال ظاهرة التدين بغير دين هى الظاهرة السائدة وبمعنى أدق نجد في هذا المجتمع ظاهرة الفصل بين العبادات والأعمال ، &Yacutفأعمال العبادوأخلاقياتهم بينهم لا علاقة لها بدين الله الحق بل على العكس فإن هذه الأعمال والأخلاقيات السائدة ما جاء الإسلام إلا ليحاربها ويقضى عليها لكى يكون الإنسان داخل مجتمعه قوة بناء وليس قوة هدم.
والتدين بغير دين هو سد منيع بين الحقائق القرآنية في دين الله الحق والتى عاشت على أرضنا العربية في عصر النبوة الزاهرة "23 سنة" وسنوات الخلافة الراشدة "29.5 سنة".
ولا تزال كل مدونات عصور الانحلال من المرويات المفتراة على رسول الله الرحمة المهداة للبشرية كلها صلى الله عليه وسلم وكذلك القصص الخرافية المدسوسة نصوصاً علمية وأقوال ثقات يستخدمها الدعاة والكتاب والخطباء على غير منهج وإلى غير غاية... في جميع بلاد العالم الإسلامى وفى كل التجمعات الإسلامية.
ولا يزال الأمر يمضى هكذا دون الاهتمام بتنقية التراث ودون قواعد علمية ثابتة وخطة مدروسة لتصحيحه وتنقيته والرد على شبهاته ثم العمل على إحيائه ونشره بكل وسائل النشر حتى يكون دعامة أساسية وراسخة لتنشئة المسلمين وبناء الأجيال القوية التى تكون محل احترام وتقدير العالم في كل زمان ومكان.
إن الإسلام هو دين البشرية كلها تُفسر به الحياة وتحدد به مفهوماً إنسانياً للإنسان- أعز وأغلى مخلوقات الله على الله- وعلميآ للتاريخ واجتماعياً للمجتمع بفكر قرآنى لا يتنافض مع العلم ولا مع التقدم ولا يتصادم مع حقائق الحياة.
ولذلك بدأنا في تصويب الأخطاء الشائعة في كتب التراث من عام [1393ه - 1973م] وعلى مدى عشر سنوات صدر عشرة مجلدات من سلسلة "مع القرآن الكريم- رؤية مستنيرة لحقائق الإيمان والحياة" شاركنا فيها نخبة من أعز وأغلى الرجال (22 من كبار علماء مصر) ذكرنا أسمائهم جميعاً في الكتاب رقم (12) والموجود على موقعنا :
[www.ebnasaker.com] وكان عنوان هذه السلسلة فى الأعداد العشرة هو : [مع القرآن الكريم- رؤية قرآنية لحقائق المرويات التى دست على رسول الله عليه الصلاة والسلام . ] .
بحث : [الرد الجميل دفاعاً عن الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام . طبعة 2001] ونخص بالذكر منهم الراحل الكريم الأستاذ – أحمد موسى سالم وهو من كبار المفكرين فى الأمة العربية موليد : (1914م وتوفى عام 1992م رحمه الله رحمة واسعة.) ، والراحل الكريم الأستاذ الدكتور/ عبد الحليم محمود- شيخ الأزهر السابق [1910- 1978] رحمه الله رحمة واسعة والداعية الإسلامية المجدد العلامة النابغة حجة الإسلام في القرن العشرين الشيخ محمد الغزالى [1917- 1996] عليه رحمة الله ورضوانه.
وكان من نتائج هذا العمل أكثر من مائة بحث حول القرآن الكريم والأسرة والعمران واقتصاد المجتمع وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ذكرنا جميع البحوث في الكتاب رقم (12) ] وكانت بحق رؤية مستنيرة لحقائق الإيمان والحياة طبقاً لكتاب الله .
وفى الكتاب الذى بين يديك [مع القرآن الكريم- رؤية قرآنية لحقيقة صهر رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام .] أثبتنا أنه ليس نبى الله شعيباً عليه الصلاة والسلام . بل هو شيخ كبير في مدين ولا علاقة له بشعيب النبى عليه الصلاة والسلام
. ولأول مرة في تاريخ تفسير القرآن الكريم نُقدم لك عشرة أدلة من كتاب الله تُثبت أن نبى الله شُعيباً عليه الصلاة والسلام . ليس صهر نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام
ولقد قدمنا لك في هذا الكتاب آراء وتفاسير (27 مُفسراً .) من القرن الثالث الهجرى وحتى يوم صدورالطبعة الأولى فى : 2 جمادى الأولى 1422ه = 23 يوليو 2001م وأغلبها تقول إن صهر موسى صلى الله عليه وسلم هو نبى الله شعيب صلى الله عليه وسلم ولكن هناك قلة قالت بغير ذلك.
وختاماً نسأل الله الكريم أن يُعطينا ما يزيدنا طاعة ويبارك في ذريتنا إلى يوم قيام الساعة ويجعل ما بقى في عمرنا في عمل يكون لنا عنده يوم القيامة شفاعة.
(يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
سورة الشعراء آية رقم : (88-89) .
آمين... آمين... آمين.
القاهرة: الطبعة الأولى:2 جمادى الأولى1422ه=23 يوليو 2001م.
الطبعة الثانية :13المحرم 1429ه =22يناير 2008م .
للنشر على المواقع الإكترونية :
عبد الفتاح عساكر
تصويب خطأ شائع في كتب التراث...!
1- (نبى الله موسى لم يتزوج بنت نبى الله شعيب عليهما الصلاة والسلام)
تمهيد:
القرآن الكريم في منهجه القصصى القائم على الحق والمتتبع لسنن الله من حركة الواقع الاجتماعى هو ركيزة هذه الدراسة التى تعتمد على البيان القرآنى وتدبر آيات الله في هذا الكتاب المنير.
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ*) . [يوسف: 3].
ومن المحزن والمؤلم لنفس المؤمن المتدبر لكتاب الله أن يرى ويسمع العامة والخاصة من الناس يقولون بأن نبى الله موسى - تزوج بنت نبى الله شعيب عليهما الصلاة والسلام ز
ومن المؤسف أنهم يعتبرون هذا من حقائق فهم القرآن . وهذا لم يحدث وهو يُخالف ما جاء في كتاب الله القطعى الثبوت .
وفى الإذاعة والتليفزيون والصحافة تُوجد أحاديث مكتوبة ومُسجلة بصوت كبار رجال الدعوة تقول بذلك في جميع بلاد العالم الإسلامى!!. ولكن.. القرآن الكريم به البيان الصحيح الذى يُؤكد عدم صدق هذا
الاعتقاد الذى بُنى على المرويات الظنية الثبوت وأحاديث الآحاد التى لم يصح سَندها كما قال ابن كثير.
وركائز هذه الدراسة هى : منهج الصدق التاريخى والعلمى والبيانى في قصص الأنبياء الواردة في القرآن الكريم والتى كانت معلومة لشعب الدعوة في عهد النبوة الزاهرة (23 سنة) والخلافة الراشدة (29.5 سنة) .
وسوف نعرض عليك عزيزى القارىء آراء أصحاب معظم التفاسير المتاحة في أيدى المسلمين ثم بعد هذا العرض سنقدم لك البيان القرآنى في هذه القضية وهذه دعوة لكل المخلصين لتنقية كُتب التراث من الخرافات التى أُدخلت في دين الله ومن كل ما يُخالف كتاب الله. وعلينا أن نتذكر دائماً قول أحمد بن حنبل: ثلاث ليس لهم أصل: التفسير والملاحم والمغازى . وقبل أن نصحح هذا الخطأ نستعرض آراء (27) مُفسراً فنبدأ بالطبرى وننتهى بالشعراوى- عليهم جميعاً رحمة الله-
ونترك لفطنة القارىء معرفة من أين جاء هذا الخطأ الشائع .
ونسأل لم يصوَّب حتى الآن في كُتب التراث .؟!!.
ونناشد أصحاب الدراسات العليا في الجامعات وكذلك المحققين لكتب التراث الاهتمام بتنقية هذه الكتب من كل ما يُخالف كتاب الله. وفق خطة ذات منهج علمى .
وإلى ... لقاء مع الجزء الثاني مع أراء المفسرين
عبد الفتاح عساكر
باحث وكاتب ومفكر اسلامي
من مصر