«الوطنية للانتخابات»: نؤكد حيادنا والتزامنا بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن إرادة الناخبين    رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: 424 مرشحًا فرديًا و200 بنظام القوائم ل انتخابات مجلس الشيوخ    محافظ الدقهلية يتواصل هاتفيا مع عدد من المواطنين للتأكد من حل شكاوى انقطاع المياه    شركة طاقة للمياه توسّع نشاطها بالمناطق الساحلية في مصر بعد وصولها لأكثر من 170 ألف عميل    محافظ الشرقية يوجه بالاستعداد لانتخابات مجلس الشيوخ ويشدد على إنهاء مشروعات الخطة الاستثمارية    مصدر إسرائيلي يزعم: لم يتبق لدى حماس أكثر من 20 رهينة على قيد الحياة    وزير الخارجية يلتقي سكرتير الأمم المتحدة علي هامش المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين    ترامب يمهل بوتين 12 يوما لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا    المغربي معالي ينتظم في تدريبات الزمالك    تموين البحيرة: ضبط وقود مدعّم داخل مصنع حلويات.. ومخالفات أعلاف في إيتاي البارود    عمره 11 سنة.. مصرع تلميذ بطلق ناري في ظروف غامضة بقنا    حارس فيروز منعها.. تصرف مفاجئ من فتاة خلال عزاء زياد الرحباني يثير الجدل (فيديو)    بسمة بوسيل: أغنية «خطفوني» ل عمرو دياب عجبتني أوي.. وجنا موهوبة جدًا (فيديو)    تحت شعار: «صحة كبد.. لمستقبل أكثر إشراقًا».. مصر تحتفل باليوم العالمي لالتهاب الكبد    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    رئيس الوزراء يستعرض خطوات إنشاء وحدة مركزية لحصر ومتابعة وتنظيم الشركات المملوكة للدولة    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    أزهري: الابتلاء أول علامات محبة الله لعبده    أمينة الفتوى: ملامسة العورة عند التعامل مع الأطفال أو أثناء غسل الميت تنقض الوضوء (فيديو)    توقعات: دوري ملتهب وحار جدًا!    وزارة الصحة: حصول مصر على التصنيف الذهبي للقضاء على فيروس سي نجاح ل100 مليون صحة    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    هيئة فلسطينية: كلمة الرئيس السيسي واضحة ومصر دورها محورى منذ بدء الحرب    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    ختام فعاليات قافلة جامعة المنصورة الشاملة "جسور الخير (22)" اليوم بشمال سيناء    محافظ أسوان يكرم "إبتسام" خامس الجمهورية في الثانوية الأزهرية (صور)    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    مصرع شخص صدمته سيارة تقودها طفلة في إمبابة    إزالة 70 طن قمامة ومخلفات ب7 قرى بمركز سوهاج    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    إنفوجراف| كلمة الرئيس السيسي حول الأوضاع في غزة    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    قرارات هامة من الأعلى للإعلام ل 3 مواقع إخبارية بشأن مخالفة الضوابط    السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الإيام العادية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    متحدث نقابة الموسيقيين يعلن موعد انتخابات التجديد النصفي    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    "13 سنة وانضم لهم فريق تاني".. الغندور يثير الجدل حول مباريات الأهلي في الإسماعيلية    بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة معلم مساعد "علوم"    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    إسرائيل تقرر تجميد خطة "المدينة الإنسانية" في رفح    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    الداخلية تكشف ملابسات وفاة متهم محبوس بقرار نيابة على ذمة قضية مخدرات ببلقاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاني عشرة أمثال عبرية وأصولها
نشر في شباب مصر يوم 05 - 08 - 2010

كثيرا ما نستعمل أمثالا وعبارات عادية في اللغات التي نتكلمها ونكتبها بشكل صحيح إلا أننا لا نعلم أصلها وفصلها لتقادم الزمن. فيما يلي عشرة أمثلة لهذه الظاهرة في اللغة العبرية.
1) יָצָא לְחַפֵּש אֲתונות וּמָצָא מְלוּכָה أي حرفيا “خرج باحثا عن أتانات ووجد مُلكية” والمقصود “البحث عن أمر ما غير هام والعثور على أمر كبير، العثور على أكثر وأهم بكثير مما طلب”. والحديث هنا يعود في الأصل للقصّة التوراتية المروية في سفر صموئيل الأول 1:9 10: 16 التي حدثت في أواخر القرن الحادي عشر ق.م. لشاؤول بن قيش، ملك بني إسرآئيل الأول. قيش يرسل ابنه شاؤول للبحث عن أناناته التي ضلّت الطريق وفي بحثه عنها يلتقي بصموئيل النبي الذي يمسحه ملكا على بني إسرائيل أولا خفية وبعد ذلك علانية مرتين، الأولى بحضور زعماء القوم وفي الثانية حضر جميع القوم.
2) العبارة الثانية أقصر وأكثر شيوعا، יוֹצֵא דופֶן، ومعناها الحرفي “خارج من الطرف/الجانب/الجدار” والمقصود، كما لا يخفى على كل من يجيد العبرية، هو “شاذّ/غير عادي”. يعود أصل هذه العبارة إلى لغة المشناة، التوراة اليهودية الشفوية، سفر بخوروت (البواكير) مز: ب “יוצא דופן והבא אחריו שניהן אינן בכור לא לנחלה ולא לכהן'' أي حرفيا: الخارج من الطرف/الجانب (דפֶן, דְּפָנוֹת, דָּפְנוֹת–) والذي يعقبه ليسا بكرا لا للميراث ولا للكاهن” (ينظر مثلا في مقالي “فدية الابن البكر في اليهودية”, على الشبكة العنكبوتية). معنى “الخارج من الطرف/الجانب” هو المولود بعملية قيصرية، شق جانب بطن الأم الحامل (Cesarean section/delivery، 100ق.م. 44 ق.م.) أي غير المولود طبيعيا. وهكذا اتّسعت دلالة هذه العبارة من شيء خاصّ إلى الإطار العام ليشمل كل شيء غير عادي/طبيعي، وكاد المعنى الأصلي يندثر بمرور الزمن. هناك عدة تفسيرات للفظة “قيصري” في هذا السياق، منها أن الإمبراطور غيوس يوليوس قيصر (Gaius Julius Caesar) قد وُلد بشقّ بطن أمه ولذلك سُمّيت طريقة الولادة هذه باسمه. هذا التفسير لا يصمد أمام المنطق السليم، إذ أن والدة يوليوس كانت قد عاشت سنين طويلة بعد ولادة ابنها وهذا من المستحيل أن يحدث في تلك الحقبة الزمنية القديمة إثر الإنجاب القيصري وفقدان كمية كبيرة من الدم. تفسير آخر يقول نسبة ل “قانون القيصر” الروماني القاضي بشق البطن لإخراج المولود من بطن أم ماتت خلال عملية الإنجاب. وإمكانية تفسير ثالثة مرتبطة باللفظة اللاتينية: caedo, caedere, caesum ومعناها القطع والشقّ، وهذه قد تكون الأقرب للصواب إذ أن عبارة “ولادة قيصرية” كانت موجودة قبل ولادة يوليوس قيصر بسبعة قرون تقريبا.
3) הָלוֹך וָשוֹב ذهابا وإيابا، استعمال هذه العبارة مقتصر تقريبا على السفر أو التحرك من مكان أ إلى مكان ب والرجوع إلى أ. هذه العبارة بفعليها العاديين مستمدة من مصدر عبري قديم، لغة العهد القديم، سفر التكوين 8: 3، وهي عبارة فريدة (hapaxlegomenon) “וישבו המים מעל הארץ הָלוֹךְ וָשוֹב ויחסרו המים מקצה חמשּים ומאת יום'' وتراجعت المياه عن الأرض تدريجيا حتى نقصت/زالت بعد مائة وخمسين يوما” (بعض الترجمات العربية المسيحية الحديثة مثل الكتاب المقدس، العهد العتيق، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1960، ص. 18 تترجم هذه الآية بشكل غير موفّق وغير مستساغ: “وكانت المياه تتراجع عن الأرض كلما مرت وعادت ونقصت المياه بعد مئة وخمسين يوما”). معنى العبارة قيد البحث في هذه الآية هو أن المياه، مياه الطوفان تناقصت شيئا فشيئا حتى ذهبت، انتهت وليس “ذهبت وعادت”. ويذكر أن الفعل “הלך'' في هذا السياق يؤدي وظيفة ‘‘فعل مساعد” (غير قائم بذاته مثل راح يعمل الخ. في العربية) للفعل الذي يليه ‘‘שוב'' وينظر في سفر التكوين 8: 5؛ 12: 9؛ 26: 13؛ سفر يهوشع 6: 9؛ سفر القضاة 4: 24 الخ.
4) חֲמוֹר נושֵׂא סְפָרים أي حمار يحمل أسفاراً (كُتبا) والمقصود احتقار شخص يُكثر من شراء الكتب (اليوم يحصل عليها عادة مجانا لعرضها في صالونه للتباهي) ولا يفهمها بل لا يقرأها وعليه يبقى على حاله جاهلا. أصل هذا المثل من القرآن الكريم “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ ﴾ ( الجمعة، 62 : 5 ).
واضح أن هذا المثل قد ضُرب لحاملي (تابعي) كتاب العهد القديم، اليهود بصورة عامة، الذين لم يستفيدوا مما في كتابهم المقدس من أمور نافعة ولم يسيروا على هديها ولذلك جاء التشبيه بحمار يحمل أسفارا، ما للحمار والقراءة والفهم والتذويت. وقد دخل هذا المثل إلى عبرية القرون الوسطى في الترجمة العبرية ل”كتاب الهداية إلى فرائض القلوب “تأليف الواعظ الديّان بَحْيَى بن يوسف ابن باقوداه/پاقوداه الأندلسي (1050-1120، تحقيق إبراهيم سالم بن بنيامين يهودا، ليدن 1907-1912, http://www.daat.ac.il/DAAT/mahshevt/hovot/3-2.htm) ּفي ترجمة أبي المترجمين/الناقلين (אבי המעתיקים, רבי יהודה בן שאול אבן תיבון, 1120–1191) ספר חובות הלבבות. في كتاب الهداية المذكور يتحدث المؤلّف عن عشر درجات/مراتب لمعرفة التوراة وفي الدرك الأسفل تقع مرتبة “حمار يحمل أسفارا” أي: شخص درس أسفار موسى الخمسة (التوراة) وكل العهد القديم واكتفى بالنصّ دون إدراك المعنى والمبنى، “يبصم بصم، حافظ عن غيب”. مثالٌ آخرُ مشابه هو עם הסֵּפֶר -المعنى اليوم “اليهود المتحضرون، نور العالم (حرفيا شعب الكتاب، أهل الكتاب) والأصل كما لا يخفى على الكثيرين هو من القرآن الكريم (ينظر مثلا في البقرة 105، 109؛ آل عمران 64، 65، 69، 70، 71، 72، 75، 98، 99، 110، 113، 199؛ النساء 123؛ المائدة 15؛ العنكبوت 46؛ الأحزاب 26؛ ؛ ) أيضا والمقصود به اليهود والمسيحيون وشعوب أخرى توحيدية.
5) בֵּרַךְ עַל הַמֻּגְמָר حرفيا “بارك المنْجز/المنهيّ” إلا أن المقصود اليوم الاحتفال بمناسبة إنجاز عمل ما كبير كأطروحة دكتوراة أو رواية أو ديوان شعرأو بحث هام في مجال معين أو بناء بيت الخ. نظرة متأنية على الفعل גמר هنا تبين أن معناه مشتق من “الجمر والتجمر، البخور” في الآرامية والعربية وليس من “الإنهاء” كما سنرى. في سفر البركات 6: 7 في المشناة نجد ما معناه “كانوا يجلسون لتناول الطعام وكل واحد منهم يبارك لنفسه... حضر آخرون خلال ذلك فكل واحد يبارك لذاته أيضا؛ في آخر الوجبة يبارك أحد الحاضرين الجميعَ قائلا على המוגמָר الذي يؤتى به بعد الوجبة”. وفي التوسفتا السبت أ 23 (التوسفتا، ستة أضعاف المشناه، عبارة عن مجموعة التعاليم التنائية التي دوّنها الردّادون، התַּנָּאים، وهي متممة للمشناه، التوراة الشفوية، ومقسّمة مثلها لستة أقسام: زرع وموعد ونساء وأضرار وقدسيات وطهارة) مكتوب נותְנין מוגמָר על גַּבֵּי גֶּחָלים أي يضعون البخور/الطيب على الجمر (في الآرامية גּוּמְרָא). وفي العربية نجد ما قاله ابن السكّيت (ت. 858م) “لا يصطلي النارَ إلا مِجْمراً أرِجاً، أراد إلا عودا أرجا على النار” وفي الحديث “إذا أجمرتم الميت فجمّروه ثلاثاً، أي إذا بخّرتموه بالطيب” (أنظر لسان العرب). وفي الأزمنة الغابرة دأب الإنسان على تبخير منزله بشتى الروائح الزكية والعطور لا سيما بعد تناول الوجبات. ومما يجدر ذكره أن “عطر” في عدة لغات أوروبية perfume مشتقة من اللغة اللاتينية per fumus أي “بواسطة/عبر الدخان” ومن نافلة القول أن صناعة العطور موغلة في القدم في بلاد ما بين النهرين ومصر وبلاد فارس الخ.
6) אָבַד עָלָיו כֶּלַח - المقصود “أكل الدهر عليه وشرب”، أصبح باليا قديما لا قيمة له، إلا أن دلالته الأصلية في سفر أيوب 5: 26، 30: 2 غير متّفق عليها. وردت اللفظة כֶּלַח في هذين الموضعين بمعنى: نضرة، نضج، عافية، شيخوخة، عجز (ينظر في كلح، كََُلاح/كَلاح في العربية). ففي أيوب 5: 26 نجد תָּבוֹא בְכֶלַח אֱלֵי–קֶבֶר כַּעֲלוֹת גָּדִיש בּעִתּוֹ وقد ترجمت هذه الآية في الترجمات العربية المسيحية: وتدخل بالراحة الى القبر مثل مصعد الكديس في أوانه؛ تدخل المدفن في شيخوخة كرفع الكُدس في أوانه؛ وتدخل القبر في شيبة وافية كما يُرفع الكُدس في أوانه؛ تدخل القبر في تمام الشيخوخة (أو: وأنت في تمام العافية، أي تبقى قويا حتى الموت). وفي أيوب 30: 2 גַּם–כֹּחַ יְדֵיהֶם לָמָּה לּי עָלִימוֹ אָבַד כָּלַח وفي الترجمات المسيحية نجد: وقوة يديهم لم تكن عندي شيء ولم تليق لهم العيشة؛ قوة أيديهم أيضاً ما هي لي، فيهم عجزتِ الشيخوخة؛ وبعد فما كنت أصنع بقوى أيديهم وقد أضاعوا أشدّهم؛ إذ ما جدوى قوّة أيديهم لي بعد أن نضب عنفوانهم؛ وماذا كان ينفعني عملُ أيديهم بعد الذي أصابها من عجز. وفي موضعين آخرين، سفر التكوين 10: 11، 12 المعنى اسم مدينة.
7) או‘‘ם שמום المقصود بهذه العبارة “لا الأمم المتحدة ولا بلّوط” فاللفظة الثانية لا وجود لها في اللغة وخلقت للقافية مع سابقتها. يبدو أن داڤيد بن غوريون (چرين، 1886-1973) رئيس حكومة إسرائيل الأول، هو الذي صاغ هذه العبارة عام 1955 أثناء نقاش دار في جلسة الحكومة ردّاً على موشيه شاريت الذي عارض بن غوريون بخصوص إبعاد المصريين عن قطاع غزة في أعقاب عمليات الفدائيين وعلى إسرائيل احترام وجهة نظر منظمة الأمم المتحدة المعارضة لمثل هذا الإبعاد. ومن الأقوال المأثورة التي قالها بن غوريون آنها ما معناه “ما يقوله الأغيار غير هام، الهام ما يفعله اليهود؛ إن إقدام اليهود هو الذي أقام الدولة وليس قرار الأمم المتحدة، أوم- شموم”. وعند زيارة كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق للكنيست الإسرائيلي عام 1998 قال العبارة الشهيرة “בלי האו‘‘ם יהיה לנו כלום'' — بدون منظمة الأمم المتحدة لا شيء لنا (لاحظ أن اللفظة الأخيرة مستعملة هنا بمعنى ”لا شيء” كما في لغة الحديث المعاصر في حين أن المعنى الأصلي هو “شيء” כל מאום .
8) ליישֵּר את הָהֲדוּרִים - القصد: تسوية الخلافات, مصالحة، والمعنى الحرفي “تسوية الأمور الأنيقة/البهية”!! وأصل هذه العبارة قول الله لكورش الملك في إشعياء 45: 2 “אני לפניך אלך וַהֲדוּרים אֲוַשֵּר (קרי איַשֵּר) דַּלְתוֹת נְחוּשָה אֲשַבֵּר וּבְריחֵי בַרְזֶל אֲגַדֵּעַ...''. هناك من فسّر וַהֲדוּרים هذه، الوحيدة في أسفار العهد القديم ، ”إعوجاج، التفاف” ليستقيم معنى الآية وهذا ليّ للحقيقة لينسجم اللفظ مع المعنى، المنقول مع المعقول. يبدو أن الرواية الصحيحة هي ‘‘אני לפניכה אלך והררים יאושר'' الواردة في لفائف إشعياء أ في النص القمراني (نسبة لخربة قمران، شمال غرب البحر الميت، اكتشفت المخطوطات المعروفة أيضا باسم “مخطوطات البحر الميت” عام 1947).
9) בְּמֵצַח נְחוּשָה المعنى “بصلف، بفظاظة، بعنجهية، بوقاحة” وقد يظن البعض خطأ أن المعنى الحرفي لهذه العبارة هو “بجبين عاقد العزم/حازم” اسم وصفة مشتقة من المعدن الصلب “النحاس”. المعنى الصحيح لهذه العبارة هو “بجبين نحاس” أي مضاف ومضاف إليه ولا وجود لصفة هنا فالمضاف اسم مذكر. أصل هذه العبارة سفر أشعياء 48: 4 “מִדַּעְתּי כֵּי קָשֶה אָתָּה וְגִיד בַּרְזֶל עָרְפֶּךָ וּמִצְחֲךָ נְחושָה ” لمعرفتي أنك قاسٍ ووتر مؤخر عنقك من حديد وجبهتك نحاس”. ويذكر أن عبرية العهد القديم تستعمل لفظتين للدلالة على “النحاس” وهما נְחוּשָה, נְחֹשֶת (ينظر مثلا في: سفر صموئيل الثاني 22: 35؛ أشعياء 45: 2؛ ميخا 4: 13؛ المزامير 18: 35؛ أيوب 20: 24، 28: 2، 40: 18، 41: 19؛ سفر التكوين 4: 22؛ الخروج 26: 11، 27: 2، 3، 4، 6، 10، 11، 17، 18، 19؛ إرمياء 1: 18، 6: 28؛ زكريا 6: 1).
10) נִכְנַס יַיִן יָצָא סוֹד - حرفيا “دخل الخمر (الوَيْن) خرج السرّ” بمعنى “عند السكر ينجلي السرّ” أي عندما يسكر الإنسان يعسر عليه التحكم باتزانه البدني والعقلي ويتفوّه بأشياءَ كثيرة ويكشف عما في قلبه وفكره من ּأسرار وخبايا. يبدو أن أصل هذا المثل هو سفر السنهدرين 38 أ (وينظر في سفر عيروڤين 65 أ) في التلمود البابلي حيث حضر يهوذا وحزقيا، ابنا الحاخام ربّي حيّا التوأمان، وليمة أقامها ربّي يهودا هنسي (رئيس مجلس اليهود، السنهدرين، وجامع المشناة، القرن الثاني للميلاد) ولزما الصمت، فما كان من هنسي إلا أن أمر بتقديم الخمر لهما كي يشتركا في الحديث مع الحضور. شرب الشقيقان حتى الثمالة وسكرا وانطلق لساناهما بنقد لاذع للمضيف فاحتدّ واغتاظ هنسي. ربّي حيّا، والد الشقيقين، كان صديقا حميما لهنسي وحاول تهدئته قائلا بما معناه في حساب الجمّل لفظة יין تساوي لفظة סוֹד أي مجموع كل منهما 70 (يود 10، نون 50، سامخ 60، ڤاڤ 6، دالت 4) وعليه دخول الخمر يعني خروج السر. وفي العبرية الحديثة المحكية نجد נכנס יין יצא סוד, נכנס חומוס יצא נוד (دخل الخمر خرج السر، دخل الحمص خرج ضراط). وفي بعض المصادر اليهودية مثل مدراش تنحوما 58: 13 نرى أن المرء بعد احتساء كأس واحدة من النبيذ يصبح خروفا، وبعد اثنتين أسدا وبعد ثلاث أو أربع قردا وعند السكر الشديد يغدو المرء خنزيرا.
وفي هذا السياق لا بدّ من ذكر المثل اللاتيني المعروف In vino veritas والذي يعني حرفيا “في الخمرة الحقيقة” وينسب استعماله للمرة الأولى للكاتب والقائد والفيلسوف الروماني چاينس پلينيوس (المشهور بالكنية Pliny the Elder، 23_79م) في موسوعته “التاريخ الطبيعي” (Naturalis Historia) ج.. 14 ص. 141. وقد أضيفت لاحقا ثلاث كلمات in aqua sanitas ومعناها “وفي الماء الصحة”. وفي اليونانية القديمة نجد Eν οἴνῳ ἀλήθει (En oino álétheia
بمعنى “في الخمرة الحقيقة” وقد يكون الشاعر الإغريقي ألْكايوس (Alcaeus 620-570 ق.م.) أول من استعملها في اليونانية القديمة. والقديس بولس الرسول قال “لا تسكروا بالخمرة، ففيها الخلاعة” (أفسس 5: 18).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.