الإصلاح والنهضة يكلف النائب محمد إسماعيل أمينًا عامًا ونائبًا لرئيس الحزب    صندوق النقد الدولي: اقتصاد الإمارات يتصدر النمو خليجيًا في 2025    نتنياهو: المرحلة الأولى من خطة ترامب أوشكت على الانتهاء    مباشر كأس العرب - المغرب (0)-(0) السعودية.. عمان (0)-(0) جزر القمر.. حسم المجموعة الثانية    فرانكفورت يعلن قائمته لمواجهة برشلونة في دوري أبطال أوروبا    الداخلية تنبه المواطنيين بتعليمات المرور لضمان سلامتهم أثناء الأمطار    إيمي سمير غانم تكشف سبب هجومها على منتقدي إطلالتها الأخيرة    سفير اليونان يشارك احتفالات عيد سانت كاترين بمدينة جنوب سيناء    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    محافظ الجيزة يتابع انتظام العمل داخل مستشفى الصف المركزي ووحدة طب أسرة الفهميين    رسميا.. استبعاد محمد صلاح من قائمة ليفربول ضد إنتر ميلان    عاجل- البورصة المصرية تسجل إنجازًا تاريخيًا باختراق EGX30 حاجز 42 ألف نقطة لأول مرة    استقرار أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 8 ديسمبر 2025    "إيقاف يورشيتش وسامي".. رابطة الأندية تعلن عقوبات مباراة بتروجت وبيراميدز في الدوري    إنجاز أممي جديد لمصر.. وأمل مبدي: اختيار مستحق للدكتور أشرف صبحي    عضو مجلس الزمالك يتبرع ب400 ألف دولار لسداد مستحقات اللاعبين الأجانب    رئيس الوزراء يبحث مع محافظ البنك المركزي تدبير الاحتياجات المالية للقطاعات الأساسية    23 طالبًا وطالبة بتعليم مكة يتأهلون للمعرض المركزي إبداع 2026    إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية    قبلات وأحضان تثير الجدل في 2025.. من راغب علامة إلى منى زكي وفراج    منزل عبد الحليم يفتح أبوابه رقميا.. موقع جديد يتيح للزوار جولة افتراضية داخل إرث العندليب    الاتحاد الأوروبي يهاجم استراتيجية ترامب    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    أمير قطر: مباحثات الرياض فرصة لاستعراض آفاق الشراكة الاستراتيجية    وزير الصحة يبحث مع الأوروبي للاستثمار إطلاق مصنع لقاحات متعدد المراحل لتوطين الصناعة في مصر    عقوبات مباراة بتروجت وبيراميدز.. إيقاف يورتشيتش الأبرز    وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الانساني    عرض كامل العدد لفيلم غرق بمهرجان البحر الأحمر السينمائى    وزير الزراعة يكشف تفاصيل جديدة بشأن افتتاح حديقة الحيوان    بعد ساعتين فقط.. عودة الخط الساخن ل «الإسعاف» وانتظام الخدمة بالمحافظات    السيدة زينب مشاركة بمسابقة بورسعيد لحفظ القرآن: سأموت خادمة لكتاب الله    وزير إسكان الانقلاب يعترف بتوجه الحكومة لبيع مبانى "وسط البلد"    د. معتز عفيفي يكتب: المسئولية القانونية للذكاء الاصطناعي.. بين تمايز المجالات وحدود الإعفاء المهني    حدث في بريطانيا .. إغلاق مدارس لمنع انتشار سلالة متحولة من الإنفلونزا    وزير الصحة يتابع تطورات الاتفاقيات الدولية لإنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل    وكيل تعليم بني سويف تبحث استعدادات امتحانات نصف العام لسنوات النقل والشهادة الإعدادية    إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي ال15 للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية    «القومي للمرأة» يعقد ندوة حول حماية المرأة من مخاطر الإنترنت    بسام راضي يشرح موقف مصر من سد النهضة أمام المؤتمر الدولي للمياه بروما    نادي قضاة المنيا يستعد لتشييع جثامين القضاة الأربعة ضحايا حادث الطريق الصحراوي    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    السفير الأمريكى فى لبنان: اتصالات قائمة لزيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم ال59 وقصف مكثف يطال غزة    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    قرار جديد من المحكمة بشأن المتهمين في واقعة السباح يوسف    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    وزارة العمل تحتفي باليوم العالمي لذوي الإعاقة بجمعية المكفوفين    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاني عشرة أمثال عبرية وأصولها
نشر في شباب مصر يوم 05 - 08 - 2010

كثيرا ما نستعمل أمثالا وعبارات عادية في اللغات التي نتكلمها ونكتبها بشكل صحيح إلا أننا لا نعلم أصلها وفصلها لتقادم الزمن. فيما يلي عشرة أمثلة لهذه الظاهرة في اللغة العبرية.
1) יָצָא לְחַפֵּש אֲתונות וּמָצָא מְלוּכָה أي حرفيا “خرج باحثا عن أتانات ووجد مُلكية” والمقصود “البحث عن أمر ما غير هام والعثور على أمر كبير، العثور على أكثر وأهم بكثير مما طلب”. والحديث هنا يعود في الأصل للقصّة التوراتية المروية في سفر صموئيل الأول 1:9 10: 16 التي حدثت في أواخر القرن الحادي عشر ق.م. لشاؤول بن قيش، ملك بني إسرآئيل الأول. قيش يرسل ابنه شاؤول للبحث عن أناناته التي ضلّت الطريق وفي بحثه عنها يلتقي بصموئيل النبي الذي يمسحه ملكا على بني إسرائيل أولا خفية وبعد ذلك علانية مرتين، الأولى بحضور زعماء القوم وفي الثانية حضر جميع القوم.
2) العبارة الثانية أقصر وأكثر شيوعا، יוֹצֵא דופֶן، ومعناها الحرفي “خارج من الطرف/الجانب/الجدار” والمقصود، كما لا يخفى على كل من يجيد العبرية، هو “شاذّ/غير عادي”. يعود أصل هذه العبارة إلى لغة المشناة، التوراة اليهودية الشفوية، سفر بخوروت (البواكير) مز: ب “יוצא דופן והבא אחריו שניהן אינן בכור לא לנחלה ולא לכהן'' أي حرفيا: الخارج من الطرف/الجانب (דפֶן, דְּפָנוֹת, דָּפְנוֹת–) والذي يعقبه ليسا بكرا لا للميراث ولا للكاهن” (ينظر مثلا في مقالي “فدية الابن البكر في اليهودية”, على الشبكة العنكبوتية). معنى “الخارج من الطرف/الجانب” هو المولود بعملية قيصرية، شق جانب بطن الأم الحامل (Cesarean section/delivery، 100ق.م. 44 ق.م.) أي غير المولود طبيعيا. وهكذا اتّسعت دلالة هذه العبارة من شيء خاصّ إلى الإطار العام ليشمل كل شيء غير عادي/طبيعي، وكاد المعنى الأصلي يندثر بمرور الزمن. هناك عدة تفسيرات للفظة “قيصري” في هذا السياق، منها أن الإمبراطور غيوس يوليوس قيصر (Gaius Julius Caesar) قد وُلد بشقّ بطن أمه ولذلك سُمّيت طريقة الولادة هذه باسمه. هذا التفسير لا يصمد أمام المنطق السليم، إذ أن والدة يوليوس كانت قد عاشت سنين طويلة بعد ولادة ابنها وهذا من المستحيل أن يحدث في تلك الحقبة الزمنية القديمة إثر الإنجاب القيصري وفقدان كمية كبيرة من الدم. تفسير آخر يقول نسبة ل “قانون القيصر” الروماني القاضي بشق البطن لإخراج المولود من بطن أم ماتت خلال عملية الإنجاب. وإمكانية تفسير ثالثة مرتبطة باللفظة اللاتينية: caedo, caedere, caesum ومعناها القطع والشقّ، وهذه قد تكون الأقرب للصواب إذ أن عبارة “ولادة قيصرية” كانت موجودة قبل ولادة يوليوس قيصر بسبعة قرون تقريبا.
3) הָלוֹך וָשוֹב ذهابا وإيابا، استعمال هذه العبارة مقتصر تقريبا على السفر أو التحرك من مكان أ إلى مكان ب والرجوع إلى أ. هذه العبارة بفعليها العاديين مستمدة من مصدر عبري قديم، لغة العهد القديم، سفر التكوين 8: 3، وهي عبارة فريدة (hapaxlegomenon) “וישבו המים מעל הארץ הָלוֹךְ וָשוֹב ויחסרו המים מקצה חמשּים ומאת יום'' وتراجعت المياه عن الأرض تدريجيا حتى نقصت/زالت بعد مائة وخمسين يوما” (بعض الترجمات العربية المسيحية الحديثة مثل الكتاب المقدس، العهد العتيق، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1960، ص. 18 تترجم هذه الآية بشكل غير موفّق وغير مستساغ: “وكانت المياه تتراجع عن الأرض كلما مرت وعادت ونقصت المياه بعد مئة وخمسين يوما”). معنى العبارة قيد البحث في هذه الآية هو أن المياه، مياه الطوفان تناقصت شيئا فشيئا حتى ذهبت، انتهت وليس “ذهبت وعادت”. ويذكر أن الفعل “הלך'' في هذا السياق يؤدي وظيفة ‘‘فعل مساعد” (غير قائم بذاته مثل راح يعمل الخ. في العربية) للفعل الذي يليه ‘‘שוב'' وينظر في سفر التكوين 8: 5؛ 12: 9؛ 26: 13؛ سفر يهوشع 6: 9؛ سفر القضاة 4: 24 الخ.
4) חֲמוֹר נושֵׂא סְפָרים أي حمار يحمل أسفاراً (كُتبا) والمقصود احتقار شخص يُكثر من شراء الكتب (اليوم يحصل عليها عادة مجانا لعرضها في صالونه للتباهي) ولا يفهمها بل لا يقرأها وعليه يبقى على حاله جاهلا. أصل هذا المثل من القرآن الكريم “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ ﴾ ( الجمعة، 62 : 5 ).
واضح أن هذا المثل قد ضُرب لحاملي (تابعي) كتاب العهد القديم، اليهود بصورة عامة، الذين لم يستفيدوا مما في كتابهم المقدس من أمور نافعة ولم يسيروا على هديها ولذلك جاء التشبيه بحمار يحمل أسفارا، ما للحمار والقراءة والفهم والتذويت. وقد دخل هذا المثل إلى عبرية القرون الوسطى في الترجمة العبرية ل”كتاب الهداية إلى فرائض القلوب “تأليف الواعظ الديّان بَحْيَى بن يوسف ابن باقوداه/پاقوداه الأندلسي (1050-1120، تحقيق إبراهيم سالم بن بنيامين يهودا، ليدن 1907-1912, http://www.daat.ac.il/DAAT/mahshevt/hovot/3-2.htm) ּفي ترجمة أبي المترجمين/الناقلين (אבי המעתיקים, רבי יהודה בן שאול אבן תיבון, 1120–1191) ספר חובות הלבבות. في كتاب الهداية المذكور يتحدث المؤلّف عن عشر درجات/مراتب لمعرفة التوراة وفي الدرك الأسفل تقع مرتبة “حمار يحمل أسفارا” أي: شخص درس أسفار موسى الخمسة (التوراة) وكل العهد القديم واكتفى بالنصّ دون إدراك المعنى والمبنى، “يبصم بصم، حافظ عن غيب”. مثالٌ آخرُ مشابه هو עם הסֵּפֶר -المعنى اليوم “اليهود المتحضرون، نور العالم (حرفيا شعب الكتاب، أهل الكتاب) والأصل كما لا يخفى على الكثيرين هو من القرآن الكريم (ينظر مثلا في البقرة 105، 109؛ آل عمران 64، 65، 69، 70، 71، 72، 75، 98، 99، 110، 113، 199؛ النساء 123؛ المائدة 15؛ العنكبوت 46؛ الأحزاب 26؛ ؛ ) أيضا والمقصود به اليهود والمسيحيون وشعوب أخرى توحيدية.
5) בֵּרַךְ עַל הַמֻּגְמָר حرفيا “بارك المنْجز/المنهيّ” إلا أن المقصود اليوم الاحتفال بمناسبة إنجاز عمل ما كبير كأطروحة دكتوراة أو رواية أو ديوان شعرأو بحث هام في مجال معين أو بناء بيت الخ. نظرة متأنية على الفعل גמר هنا تبين أن معناه مشتق من “الجمر والتجمر، البخور” في الآرامية والعربية وليس من “الإنهاء” كما سنرى. في سفر البركات 6: 7 في المشناة نجد ما معناه “كانوا يجلسون لتناول الطعام وكل واحد منهم يبارك لنفسه... حضر آخرون خلال ذلك فكل واحد يبارك لذاته أيضا؛ في آخر الوجبة يبارك أحد الحاضرين الجميعَ قائلا على המוגמָר الذي يؤتى به بعد الوجبة”. وفي التوسفتا السبت أ 23 (التوسفتا، ستة أضعاف المشناه، عبارة عن مجموعة التعاليم التنائية التي دوّنها الردّادون، התַּנָּאים، وهي متممة للمشناه، التوراة الشفوية، ومقسّمة مثلها لستة أقسام: زرع وموعد ونساء وأضرار وقدسيات وطهارة) مكتوب נותְנין מוגמָר על גַּבֵּי גֶּחָלים أي يضعون البخور/الطيب على الجمر (في الآرامية גּוּמְרָא). وفي العربية نجد ما قاله ابن السكّيت (ت. 858م) “لا يصطلي النارَ إلا مِجْمراً أرِجاً، أراد إلا عودا أرجا على النار” وفي الحديث “إذا أجمرتم الميت فجمّروه ثلاثاً، أي إذا بخّرتموه بالطيب” (أنظر لسان العرب). وفي الأزمنة الغابرة دأب الإنسان على تبخير منزله بشتى الروائح الزكية والعطور لا سيما بعد تناول الوجبات. ومما يجدر ذكره أن “عطر” في عدة لغات أوروبية perfume مشتقة من اللغة اللاتينية per fumus أي “بواسطة/عبر الدخان” ومن نافلة القول أن صناعة العطور موغلة في القدم في بلاد ما بين النهرين ومصر وبلاد فارس الخ.
6) אָבַד עָלָיו כֶּלַח - المقصود “أكل الدهر عليه وشرب”، أصبح باليا قديما لا قيمة له، إلا أن دلالته الأصلية في سفر أيوب 5: 26، 30: 2 غير متّفق عليها. وردت اللفظة כֶּלַח في هذين الموضعين بمعنى: نضرة، نضج، عافية، شيخوخة، عجز (ينظر في كلح، كََُلاح/كَلاح في العربية). ففي أيوب 5: 26 نجد תָּבוֹא בְכֶלַח אֱלֵי–קֶבֶר כַּעֲלוֹת גָּדִיש בּעִתּוֹ وقد ترجمت هذه الآية في الترجمات العربية المسيحية: وتدخل بالراحة الى القبر مثل مصعد الكديس في أوانه؛ تدخل المدفن في شيخوخة كرفع الكُدس في أوانه؛ وتدخل القبر في شيبة وافية كما يُرفع الكُدس في أوانه؛ تدخل القبر في تمام الشيخوخة (أو: وأنت في تمام العافية، أي تبقى قويا حتى الموت). وفي أيوب 30: 2 גַּם–כֹּחַ יְדֵיהֶם לָמָּה לּי עָלִימוֹ אָבַד כָּלַח وفي الترجمات المسيحية نجد: وقوة يديهم لم تكن عندي شيء ولم تليق لهم العيشة؛ قوة أيديهم أيضاً ما هي لي، فيهم عجزتِ الشيخوخة؛ وبعد فما كنت أصنع بقوى أيديهم وقد أضاعوا أشدّهم؛ إذ ما جدوى قوّة أيديهم لي بعد أن نضب عنفوانهم؛ وماذا كان ينفعني عملُ أيديهم بعد الذي أصابها من عجز. وفي موضعين آخرين، سفر التكوين 10: 11، 12 المعنى اسم مدينة.
7) או‘‘ם שמום المقصود بهذه العبارة “لا الأمم المتحدة ولا بلّوط” فاللفظة الثانية لا وجود لها في اللغة وخلقت للقافية مع سابقتها. يبدو أن داڤيد بن غوريون (چرين، 1886-1973) رئيس حكومة إسرائيل الأول، هو الذي صاغ هذه العبارة عام 1955 أثناء نقاش دار في جلسة الحكومة ردّاً على موشيه شاريت الذي عارض بن غوريون بخصوص إبعاد المصريين عن قطاع غزة في أعقاب عمليات الفدائيين وعلى إسرائيل احترام وجهة نظر منظمة الأمم المتحدة المعارضة لمثل هذا الإبعاد. ومن الأقوال المأثورة التي قالها بن غوريون آنها ما معناه “ما يقوله الأغيار غير هام، الهام ما يفعله اليهود؛ إن إقدام اليهود هو الذي أقام الدولة وليس قرار الأمم المتحدة، أوم- شموم”. وعند زيارة كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق للكنيست الإسرائيلي عام 1998 قال العبارة الشهيرة “בלי האו‘‘ם יהיה לנו כלום'' — بدون منظمة الأمم المتحدة لا شيء لنا (لاحظ أن اللفظة الأخيرة مستعملة هنا بمعنى ”لا شيء” كما في لغة الحديث المعاصر في حين أن المعنى الأصلي هو “شيء” כל מאום .
8) ליישֵּר את הָהֲדוּרִים - القصد: تسوية الخلافات, مصالحة، والمعنى الحرفي “تسوية الأمور الأنيقة/البهية”!! وأصل هذه العبارة قول الله لكورش الملك في إشعياء 45: 2 “אני לפניך אלך וַהֲדוּרים אֲוַשֵּר (קרי איַשֵּר) דַּלְתוֹת נְחוּשָה אֲשַבֵּר וּבְריחֵי בַרְזֶל אֲגַדֵּעַ...''. هناك من فسّر וַהֲדוּרים هذه، الوحيدة في أسفار العهد القديم ، ”إعوجاج، التفاف” ليستقيم معنى الآية وهذا ليّ للحقيقة لينسجم اللفظ مع المعنى، المنقول مع المعقول. يبدو أن الرواية الصحيحة هي ‘‘אני לפניכה אלך והררים יאושר'' الواردة في لفائف إشعياء أ في النص القمراني (نسبة لخربة قمران، شمال غرب البحر الميت، اكتشفت المخطوطات المعروفة أيضا باسم “مخطوطات البحر الميت” عام 1947).
9) בְּמֵצַח נְחוּשָה المعنى “بصلف، بفظاظة، بعنجهية، بوقاحة” وقد يظن البعض خطأ أن المعنى الحرفي لهذه العبارة هو “بجبين عاقد العزم/حازم” اسم وصفة مشتقة من المعدن الصلب “النحاس”. المعنى الصحيح لهذه العبارة هو “بجبين نحاس” أي مضاف ومضاف إليه ولا وجود لصفة هنا فالمضاف اسم مذكر. أصل هذه العبارة سفر أشعياء 48: 4 “מִדַּעְתּי כֵּי קָשֶה אָתָּה וְגִיד בַּרְזֶל עָרְפֶּךָ וּמִצְחֲךָ נְחושָה ” لمعرفتي أنك قاسٍ ووتر مؤخر عنقك من حديد وجبهتك نحاس”. ويذكر أن عبرية العهد القديم تستعمل لفظتين للدلالة على “النحاس” وهما נְחוּשָה, נְחֹשֶת (ينظر مثلا في: سفر صموئيل الثاني 22: 35؛ أشعياء 45: 2؛ ميخا 4: 13؛ المزامير 18: 35؛ أيوب 20: 24، 28: 2، 40: 18، 41: 19؛ سفر التكوين 4: 22؛ الخروج 26: 11، 27: 2، 3، 4، 6، 10، 11، 17، 18، 19؛ إرمياء 1: 18، 6: 28؛ زكريا 6: 1).
10) נִכְנַס יַיִן יָצָא סוֹד - حرفيا “دخل الخمر (الوَيْن) خرج السرّ” بمعنى “عند السكر ينجلي السرّ” أي عندما يسكر الإنسان يعسر عليه التحكم باتزانه البدني والعقلي ويتفوّه بأشياءَ كثيرة ويكشف عما في قلبه وفكره من ּأسرار وخبايا. يبدو أن أصل هذا المثل هو سفر السنهدرين 38 أ (وينظر في سفر عيروڤين 65 أ) في التلمود البابلي حيث حضر يهوذا وحزقيا، ابنا الحاخام ربّي حيّا التوأمان، وليمة أقامها ربّي يهودا هنسي (رئيس مجلس اليهود، السنهدرين، وجامع المشناة، القرن الثاني للميلاد) ولزما الصمت، فما كان من هنسي إلا أن أمر بتقديم الخمر لهما كي يشتركا في الحديث مع الحضور. شرب الشقيقان حتى الثمالة وسكرا وانطلق لساناهما بنقد لاذع للمضيف فاحتدّ واغتاظ هنسي. ربّي حيّا، والد الشقيقين، كان صديقا حميما لهنسي وحاول تهدئته قائلا بما معناه في حساب الجمّل لفظة יין تساوي لفظة סוֹד أي مجموع كل منهما 70 (يود 10، نون 50، سامخ 60، ڤاڤ 6، دالت 4) وعليه دخول الخمر يعني خروج السر. وفي العبرية الحديثة المحكية نجد נכנס יין יצא סוד, נכנס חומוס יצא נוד (دخل الخمر خرج السر، دخل الحمص خرج ضراط). وفي بعض المصادر اليهودية مثل مدراش تنحوما 58: 13 نرى أن المرء بعد احتساء كأس واحدة من النبيذ يصبح خروفا، وبعد اثنتين أسدا وبعد ثلاث أو أربع قردا وعند السكر الشديد يغدو المرء خنزيرا.
وفي هذا السياق لا بدّ من ذكر المثل اللاتيني المعروف In vino veritas والذي يعني حرفيا “في الخمرة الحقيقة” وينسب استعماله للمرة الأولى للكاتب والقائد والفيلسوف الروماني چاينس پلينيوس (المشهور بالكنية Pliny the Elder، 23_79م) في موسوعته “التاريخ الطبيعي” (Naturalis Historia) ج.. 14 ص. 141. وقد أضيفت لاحقا ثلاث كلمات in aqua sanitas ومعناها “وفي الماء الصحة”. وفي اليونانية القديمة نجد Eν οἴνῳ ἀλήθει (En oino álétheia
بمعنى “في الخمرة الحقيقة” وقد يكون الشاعر الإغريقي ألْكايوس (Alcaeus 620-570 ق.م.) أول من استعملها في اليونانية القديمة. والقديس بولس الرسول قال “لا تسكروا بالخمرة، ففيها الخلاعة” (أفسس 5: 18).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.