عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقال الذى أحدث ضجة عالمية كبرى فور نشره وطيرته وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية : شباب مصر تنشر تفاصيل عملية اغتيال المرشد العام للإخوان المسلمين
نشر في شباب مصر يوم 14 - 09 - 2011

العملية تم التكتم عليها من قبل الأجهزة الأمنية لحين التحقق مما حدث ومعرفة أسباب الاغتيال.. أوامر عليا صدرت بسرعة الكشف عن نتائج التحقيقات حتى لا تتطاير عشرات الشائعات وتُحدث نوعًا من القلاقل التى تؤثر على الاستثمارات المصرية.. جوالى الخاص تلقى المعلومة من صديق، له اتصالات بمراكز حسَّاسة.. توقفت مشدوها دون أن تباغتنى المفاجأة.. سرًا ودون أن يُلاحظ ثمة مخلوق التحرك أجريت اتصالات أخرى بالكثير من المصادر الخاصة.. تكونت الحقائق على مكتبى خلال وقت وجيز من عملية الاغتيال.. ففى منتصف ليل نهاية الأسبوع الماضى توجه ثلاثة من الشباب فى سيارة مطموسة الأرقام إلى المنيل حيث تُدير جماعة الإخوان المسلمين شئونها فى وضح النهار.. الشباب الثلاثة نجحوا فى إخفاء ملامحهم بنظارات سوداء وبعض الكابات.. تُطل من عيونهم نظرات تحدٍ غير عادية وحنق وغضب جارف.. توجهوا إلى الطابق الثانى ودقوا جرس مكتب الإرشاد.. سألوا عن فضيلة المرشد مهدى عاكف بكل احترام وأدب جمْ.. وقالوا لمن فتح الباب إنهم فى حاجة إليه لعرض بعض قضايا الجماعة، فى محافظة نائية، عليه.. فتح الباب شاب ذو لحية خفيفة.. وأمرهم بخلع أحذيتهم ووضعها فى الصندوق المخصص للأحذية والموجود خلف الباب على اليمين.. حدَّق الشباب الثلاثة النظر فى كل الموجودات من حولهم بعد أن جلسوا على مقاعد جانبية تتيح لهم مراقبة الوضع دون أن يلحظ ملامحهم أحد.. دققوا فى خلية النحل التى تعمل فى صمت وفى عشرات الفاكسات التى يتم إرسالها فى سرعة البرق والفاكسات التى يستقبلها الجهاز الضخم.. والكمبيوتر الذى تتكدس أمامه مئات الأوراق.. والأوراق التى يتم قصها من عشرات الصحف التى تم نشرها عن جماعة الإخوان فى مختلف الصحف المصرية والعربية والدولية التى تدخل جميعها مع بعضها البعض إلى داخل المكتب حيث يتوارى فضيلة المرشد.
الشباب الثلاثة الذين اقتحموا مكتب الإرشاد خلسة دون أن يعرفهم أحد كانوا محط أنظار الموجودين بالمكتب لكن لا يستطيع أحد أن يتحدث سوى بأوامر محددة.. الهدوء يسود المكان .. وجوه ذات لحى ضخمة تمر من أمامهم .. هذه الوجوه يعرفونها جيدًا فهى وجوه تطل بصفة مستمرة من قنوات فضائية بعينها.
لكن الغريب هذه المرة أنهم اصطدموا بوجوه ناعمة الملمس تغنَّت بشعارات الاشتراكية والتوجهات اليسارية باعتبارها أنها الحل.. هذه الوجوه اصطدموا بها الآن فى مكتب الإرشاد.
كيف التقى النقيضان؟! ..
سؤال دار فى ذهن الشباب الثلاثة الجالسين فى انتظار أوامر الدخول..
التفت أحدهم إلى الآخر وسأله :
انت متأكد إن ده مكتب إرشاد الإخوان؟!
أومأ له الشاب الآخر بالإيجاب ووضع أصابعه فوق شفتيه محذرًا من الاسترسال أو التفوه بثمة كلمة.
قرب الشباب المتحدث ما بين ثنايا جبهته غير مصدق وعلامات الدهشة تظهر بشكل غير عادى على وجهه.
وقبل أن يعاود أى من الشباب الثلاثة أى سؤال أو تظهر على بعضهم علامات أخرى من علامات الدهشة انتبهوا لبعض الألفاظ الوقحة التى أطلقها عضو بمكتب الإرشاد لزميله الجالس بجواره فى مكتب مجاور وعندما التفت الشباب الثلاثة إلى مصدر الصوت شعروا بصدمة حيث إن الوجه يعرفونه جيدًا وهو واحد من الذين يتحدثون فى الفضائيات بصفة مستمرة ويحرص فى كل جملة من الجمل التى تنطلق من بين شفتيه لأقرانها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.. ويحرص على تهديد متحدثه أو مخالفيه فى الرأى ببعض الآيات القرآنية حتى يكسب تعاطف جمهور المشاهدين.. كما أن هذا الوجه الذى أطلق منذ قليل بعض الألفاظ الوقحة دومًا يظهر فى صورة الوجه الهادئ الرزين الجاد الذى لا يجد وقتًا للعبث أو لتبادل أطراف الحديث مع ثمة متحدث.
هذا الوجه يجدونه يتبادل النكات والقفشات الجنسية مع متحدثه الآن!!.
قال شاب من الثلاثة شباب لزميليه:
عرفتم أننا على حق وأن هؤلاء الذين يملأون المكتب الآن مجموعة من التجار الذين لا يعرفون سوى مصلحتهم !!
أومأ الجميع بنظرات العين بالتصديق وأمروا ثالثهم بعدم التحدث مرة أخرى فيما يمكن أن يورطهم فى الكشف عن هويتهم خاصة أن البعض بدأ يرتاب من وجودهم ومن حديثهم الهامس فيما بينهم .
تفضلوا أيها الإخوة.. فضيلة المرشد فى انتظاركم
نهض الشباب الثلاثة معًا.
ومعًا أيضًا تحسسوا ما أخفوه أسفل ملابسهم.
بين صالة الاستقبال التى اكتظت بالأجهزة والحضور وبين مكتب مرشد الإخوان مهدى عاكف ممر ضيق.
على اليمين بعد بضع خطوات كان المرشد ينتظر الشباب الثلاثة ويجلس حوله فى خضوع شباب آخرين.. وفى خضوع أيضًا توجه إليه الشباب الثلاثة وقد خلعوا النظارات السوداء والكابات التى كان بعضهم يرتديها بعد أن تأكدوا خلو المكتب من ثمة مخلوق.. سألهم المرشد :
من أى المحافظات أنتم؟!
وقبل أن يفتر ثغر أى من الشباب عن ثمة كلمة قال أحدهم:
لقد استمعنا إلى فضيلتكم خلال السنوات الماضية كثيرًا
وقال الثانى :
واستمعنا إليك وإلى أوامرك وأوامر أعضاء وقيادات مكتب الإرشاد طويلاً.
وقال الثالث :
وخضعنا لكم كثيرًا
وعاد الثانى ليقول :
وحان الوقت يا فضيلة المرشد لأن تستمع لرأينا فيكم جميعًا.
وقبل أن يُعبر مهدى عاكف عن دهشته مما يسمعه من الشباب قال الشاب الثالث :
هذا هو رأينا الأخير فيكم يا فضيلة المرشد.
ثم أخرج طبنجة صغيرة يتقدمها كاتم للصوت وأطلق عليه أولى رصاصاته لتستقر هناك عند صدر مهدى عاكف فى القلب مباشرة أعقبتها رصاصة ثانية وثالثة من الآخرين.
ثم وقبل أن يكتشف أحد عملية الاغتيال خرجوا جميعًا بسرعة.. ووسط علامات الهلع والإحساس بعدم التصديق من الجميع لاذ الشباب الثلاثة بالهرب وقفزوا بسرعة فى سيارتهم ثم اختفوا عن الأنظار قبل أن يتصل بعض أعضاء مكتب الإرشاد بالأجهزة الأمنية المختصة، التى أمرت بالتكتم على الأمر فى محاولة لسرعة إلقاء القبض على الجناة .
*****
ألو
أيوه
هل أنت الأستاذ أحمد عبد الهادى ؟
أيوه أنا
لو سمحت أنا واحد من الشباب ويهمك جدًا أن تلتقى به وعايز أقابلك ضرورى لأننى عندى معلومات غاية فى الأهمية لازم تعرفها.
من أنت ؟
أنا إبراهيم
إبراهيم مين ؟
واحد من الثلاثة الذين نفذوا عملية الاغتيال ضد مهدى عاكف مرشد الإخوان المسلمين .
*****
لماذا اخترتنى للمقابلة ؟
لأننى أعرف موقفك من جماعة الإخوان المسلمين وأعرف أن لديك خبرة سابقة فى التعامل معهم.. وربنا كرمك وأنقذك منهم وأفلت من قفصهم الحديدى الذى حبسونا فيه ؟
دققت النظر فى إبراهيم.. شاب يافع.. واثق من نفسه.. فى عينيه نظرات تحدٍ غير عادية.. سألته:
لماذا أتيت فى هذا الوقت تحديدًا؟
أجاب بثقة أدهشتنى:
لأننى أعرف أنك بدأت فى جمع كل المعلومات حول الشباب الذين نفذوا عملية الاغتيال نهاية الأسبوع الماضى وأعرف أنك لا تجمعها لنشرها إنما لإنصافنا خاصة وأنت تدرى بما تفعله جماعة الإخوان المسلمين فى الشباب.. كما أنك كنت جزءًا من داخلهم ذات لحظة.
*****
صمت إبراهيم للحظة .. ثم باغتنى فجأة:
أستاذ أحمد.. تابعت ما أحدثته جماعة الإخوان المسلمين فى الشارع المصرى خلال الساعات الماضية.
أجبته:
نعم بالطبع تابعت وكل المصريين تابعوا..
وكل القنوات الفضائية ذات التوجه المعروف تابعت الحدث وتحقق لجماعة الإخوان المسلمين ما أرادته مع الأسف .
*****
حاصرتنى عشرات الصور والتداعيات للانفجارات التى أحدثتها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر خلال الأيام الماضية .. حيث قامت بعض عناصر الجماعة باختلاق نوع من التصادم مع الأجهزة الأمنية بزعم أنها تحاول دعم الفلسطينيين من خلال تسيير قافلة إغاثة لهم رغمًا عن النظام الرسمى للدولة .. كان من المفترض أن يتم الحصول على موافقات رسمية على القافلة مثلما يحدث فى كل دول العالم حيث لا يمكنك أن تتخذ قرارًا بكسر حدود الدولة مهما كان مُبررك.. ولا يمكنك توجيه أى تحرك مهما كان هدفه لدولة أخرى إلا إذا حصلت على موافقة رسمية من الدولة.. فما بالك لو كان على حدود دولتك دولة معادية مثل إسرائيل ؟!
أليس من الطبيعى والقانونى أن تحصل قبلها على موافقة رسمية حماية لأرواح المواطنين المشاركين فى القافلة ؟!
لكن ولأن جماعة الإخوان المسلمين تعرف مسبقًا ذلك فإنها قررت أن تسير بطريقتها الخاصة وتعلن هى ومن على شاكلتها أنها بصدد تسيير قافلة إغاثة للأشقاء فى فلسطين .. ثم يبدأ شغل العصابات الإخوانية.. حيث ألقت أجهزة الأمن القبض على الدكتور أكرم الشاعر، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان وسيادته فى طريقه على الحدود المصرية الإسرائيلية هو وخمسون من مرافقيه بزعم توصيل الدعم للفلسطينيين.. مع أن ألف باء احترام النظام هو حصول الدكتور أكرم الشاعر على موافقة رسمية أو إبلاغ الجهات الرسمية بتحركه ولأن سيادته هو وجماعته سيردون على أن الدولة لن تسمح لهم بذلك.. فإننا نرد عليهم ونقول: وهل مطلوب فى هذه الحالة مخالفة كل نظام الدولة مهما كان المبرر؟
كما أن الانفجار الذى حدث الأسبوع الماضى وأحدثته جماعة الإخوان المسلمين لم يكن أبدًا يستهدف دعم الفلسطينيين.. بل يستهدف دعم حركة حماس الإخوانية والتى تفرض سيطرتها على قطاع غزة.. وتستهدف الضغط على مصر لتحريك المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية.. وتحقيق نتائج إيجابية تصب فى صالح الإخوان وليس صالح القضية الفلسطينية نفسها.. خاصة أن حركة حماس هددت أكثر من مرة بأنها ستقوم بتفجير المعابر المصرية فى حال ما إذ لم تتحرك مصر فى الطريق الذى تستهدف الحركة نفسها.. فى نفس الوقت الذى تم فيه تدافع المئات من الفلسطينيين فى طريق المعابر وظهرت ملامح وإرهاصات وطن فلسطينى بديل على أراضى سيناء..
جماعة الإخوان المسلمين لم تراع كل ذلك.
لم تراعى الخطر الذى يحاصر مصر.
لم تهتم بما يُحاك ضد السيادة المصرية.
لم تهتم أو تتوقف عند مخطط وطن فلسطينى بديل على أراضى سيناء.. لم تهتم بالمرة بكل ذلك.. لأنها لا تفكر إلا فى مصلحتها فقط.. وهى تحقيق مكاسب لعناصرها فى مصر وفى فلسطين.
إن المخطط الذى ظهرت عليه تحركات الإخوان الأسبوع الماضى أكدت ذلك حيث ظهر أكرم الشاعر فجأة فى العريش.. وهو نفس الأمر الذى حدث مع مجدى أحمد حسين، القيادى السابق بحزب العمل المجمد، الذى اخترق الحدود والصحارى لكى يصل إلى الحدود من أجل تقديم الدعم للفلسطينيين.. ومجدى حسين تربية الإخوان المسلمين.. فى نفس الوقت الذى كان يتحرك فيه بعض العناصر الإخوانية وسط العاصمة المصرية بطريقة أكدت أن هذه التحركات وهذا الدعم المزعوم لم يكن أبدًا يستهدف الفلسطينيين -كما زعمت قيادات الجماعة وعناصرها- حيث توَّرطت فى هذا التحرك مراكز حقوقية مشبوهة مثل مركز هشام مبارك للقانون.. هذا المركز الذى جمع أشلاء المحامين الفاشلين الذين يتقاضون على كل دعوى قضائية يقيمونها مجانًا مئات الدولارات من الخارج ولدينا الوثائق والمستندات التى تؤكد ذلك.. وقد زعم المركز أن هناك المئات ممن تم اعتقالهم على خلفية التحركات الأمنية للتصدى لتحركات الإخوان نحو رفح.. كما انطلقت عشرات التصريحات الإخوانية فى نفس الوقت من أكثر من مكان..
وكل هذه التحركات تؤكد ما أشرنا إليه سابقًا.. وهى لعبة إخوانية معروفة.
*****
الفكر الإخوانى خلال الحقب الماضية يؤكد أن كل التحركات الخاصة بهم تأتى لتحقيق أهدافهم هم بعيدًا عن مصلحة الوطن.. هم يتاجرون بالدين.. وأباحوا لأنفسهم التجارة بالوطن.. واستغلاله.
*****
يقومون بعمل غسيل مخ للشباب واستغلال براءتهم وفطرتهم وأمنيتهم فى دور فاعل داخل المجتمع فى ذات الوقت الذى فشلت فيه أحزاب المعارضة فى استيعاب قدراتهم .
*****
أذكر أننا تصدينا ووقفنا بقوة فى وجه عادل حسين، أمين عام حزب العمل السابق، عندما فتح باب حزب العمل على مصراعيه أمام جماعة الإخوان المسلمين.. لكن الرجل لم يلتفت إلا لنفسه فقط فقد كان يتصور نفسه أحد فلاسفة عصره السياسيين.. وتصوَّر أن كتابه (الإسلام دين وحضارة) هو قرآن العصر الجديد.. مع أن هذا الكتاب الذى وضعه لم يكن أبدًا سوى بعض السطور التى جمعها من اقتصاديين إسلاميين ولم يكن به أى جديد.. وقد كان العبدلله واحدًا ممن يشرفون على تنظيم اللقاءات السياسية والتنظيمية ودورات إعداد القادة التى كان يعدها حزب العمل فى مدينة السادات والدقهلية والقاهرة.. وقد حذَّرنا من نتائج التحالف الذى تم بين حزب العمل والإخوان المسلمين إبان ولاية خالد الذكر مصطفى مشهور، مرشد الإخوان الأسبق.. وخضنا حروبًا شرسة لفض هذا التحالف دون جدوى.. وكان من نتيجة هذا التحالف تفجير حزب العمل من الداخل وتغلغل عناصر الإخوان كالسرطان فى الدم.. فقبل المؤتمر العام لحزب العمل الأخير نجح الإخوان فى السيطرة على الحزب حتى إنهم نسفوا كل مقومات الحزب التنظيمية.. رغم أن التحالف تم لاستيعاب عناصر الإخوان داخل حزب العمل فإن عناصر الإخوان استعصت على التحالف حتى إننا فى كل مؤتمر جماهيرى أو أى تحرك نرى شباب الإخوان مثل فاقدى الوعى.. وكأنهم منومين تنويمًا مغناطيسيًا.. يتحركون جماعات.. بأوامر.. لا يناقشون قياداتهم.. وهو ما فضحه (طلعت رميح) فى كتابه المهم " (الإخوان والوسط) والذى يكشف الستار عن أسباب أول انشقاق من نوعه داخل الإخوان والذى قاده المهندس أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط آنذاك.
*****
أذكر أننى التقيت أحد الشباب فى قرية (كفر سنجاب) بتمى الأمديد محافظة الدقهلية ذات يوم وكان عضوًا بحزب العمل.. وكنت أقوم بالإشراف على الحزب فى الدقهلية.. ولم أكن أعلم هوية الشاب لحظتها.. وكان اللقاء هو الأول لى معه.. التقينا أنا وهو داخل منزله.. فجأة اقتربت منى أمه وقالت وهى تقبِّل يدى ثم تنحدر لحذائى لكى تقبله فمنعتها بالقوة وسألتها السبب قالت وهى تبكى:
أرجوكم يا بنى ابعدوا عن ابنى.. كفاية قتلتم أخوه الكبير.
وعرفت الحقيقة من خلال كلمات متناثرة من بين شفتيها.. لقد كان ابنها الكبير عضوًا فى جماعة الإخوان المسلمين.. وتم تكليفه من قبل الجماعة ببعض العمليات والتحركات التى كان من نتيجتها فصله من العمل وتدمير حياته العملية وتصوَّرت السيدة أننى تابع لجماعة الإخوان المسلمين فاستحلفتنى أن أترك ابنها الثانى لكى يحيا حياة طبيعية.
*****
لقد تاجرت الجماعة بورقة الدين لدى الشباب.. استغلت الفراغ الدينى والسياسى والاجتماعى لهؤلاء الشباب وسيطرت عليهم.
*****
عندما سألتنا إحدى القنوات الفضائية عن سبب تصدينا لتحركات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر قلنا إنها جماعة تستغل ورقة الدين للتجارة والابتزاز والنصب.. فكان الرد علينا أن الجماعة تلقى التفافًا جماهيريًا حولها قلنا لحظتها :
إن الشعب المصرى مؤمن بفطرته.. وبالتالى هو يلتف حول أى شىء له علاقة بالدين.. وجماعة الإخوان المسلمين استغلت اسم الإسلام واحتكرته لنفسها فكان التفاف رجل الشارع حول الدين وليس حول الجماعة.
*****
لقد منعت التعديلات الدستورية الجديدة التجارة بالدين ومنعت خلط السياسة بالدين وأكدت هذه التعديلات على مبدأ المواطنة والتزمت جميع القوى السياسية بما جاء فى النصوص الجديدة للدستور إلا جماعة الإخوان المسلمين التى لطَّخت جدران الحوائط بشعاراتها المعتادة وقالت -رغم أنف الجميع، (الإسلام هو الحل).. وهو نفس الأمر الذى تفعله فى قلب الجامعات التى التزمت كل أحزاب المعارضة بعدم دخولها التزامًا بنصوص القانون إلا جماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت عن اقتحام الجامعات المصرية.
*****
ورغم كل ذلك فإن الجماعة تشكو الاضطهاد والحصار.
*****
المرحوم عادل حسين، أمين عام حزب العمل فى آخر أيامه السياسية، وصل إلى مرحلة من تقديسه لذاته بطريقة لافتة للنظر.. حيث أصدر قرارات عاجلة داخل حزب العمل بأن يقوم أعضاء الحزب بتدريس والالتزام بمقالاته التى تنشرها صحيفة (الشعب) لسان حال حزب العمل.. ويتم التعامل مع كتابه (الإسلام دين وحضارة) كما لو كانت نصوصًا قرآنية.. وهى قرارات لم تشهدها حياة عادل حسين السابقة.. لقد تحول بهذه الطريقة عندما التقى واحتك بعناصر الإخوان المسلمين الذين نجحوا فى إقناع عادل حسين بأن يقوم بإنشاء أعضاء الحزب من الشباب على الخضوع والطاعة العمياء.. وأن كل ما يصدر من قيادات الإخوان مقدس لا يمكنك أن تناقشه.
*****
كلمة أخيرة :
كل ما جاء فى هذا المقال صحيح.. فيما عدا (عملية الاغتيال) التى تمت لمهدى عاكف -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- إنها نبوءة.. مؤكد أنها ستعرف طريقها للوجود وتخرج من رحم جيل جديد سيتمرد على جماعة الإخوان المسلمين، التى استغلت الدين والوطن من أجل تحقيق أهداف عناصر أثمرها نبت شيطانى فى غفلة من الزمن داخل مصر .
جريدة شباب مصر الأٍسبوعية
العدد 128 14اكتوبر2008 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.