ضوابط موسم العمرة 1447ه.. كل ما تحتاج معرفته قبل الحجز مع شركات السياحة    مستشار رئيس فلسطين: نثق في دور مصر لإنهاء العدوان على أراضينا    النصيري يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي عبر بوابة الهلال    حسام أشرف يقترب من الانتقال لسموحة.. وعرض خارجى يؤجل الحسم    تعرف علي برنامج المنتخب الوطني للمرحلة المقبلة قبل معسكر ديسمبر    زكي: ظُلمت في الأهلي.. والثلاثي الأبيض سيتسبب في مشاكل    حزب الجبهة الوطنية يقدم واجب العزاء في ضحايا حادث المنوفية    بسبب 300 جنيه.. إصابات بالغة لطالب ثانوي خلال مشاجرة مع كهربائي بالدقهلية    «حب حياتي».. زوج أسماء أبو اليزيد يدعمها في العرض الخاص ل«مملكة الحرير» (فيديو)    محافظ البحيرة: 358 متبرعا في أول أيام الحملة القومية للتبرع بالدم    الاتحاد الأوروبى يرفض الضغط على إسرائيل.. 3 دول فقط تؤيد تعليق اتفاقية الشراكة مع الدولة العبرية رغم جرائمها فى غزة    رونالدو بعد تجديد عقده مع النصر: أقوم بدور مهم في تطوير الكرة السعودية    بسبب معسكر المنتخب .. تعرف علي اول توقف للدوري فى الموسم الجديد    الاحتلال يعلن اغتيال المسؤول عن الصواريخ المضادة للدروع بحزب الله ب بنت جبيل    تعاون مصري نمساوي لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتوفير فرص للعمالة الماهرة    أمهات ولكن.. دوافع نفسية وراء قتل الأبناء.. فتحي قناوي: غير مؤهلات لتحمل مسؤولية الأمومة...داليا العقاد : اضطرابات حادة مثل اكتئاب ما بعد الولادة    تعويضات حادث أشمون وتطوير المطارات.. تكليفات الرئيس اليوم للحكومة (فيديو)    محمود البزاوى وأحمد غزى ووليد فواز فى العرض الخاص لمملكة الحرير    باحث: الحرب على غزة وإيران أحدثت ضررا بالاقتصاد الإسرائيلى    رامى صبرى يكشف عن ألبومه الجديد بعنوان أنا بحبك أنت بمقطع موسيقى.. فيديو    الكنيسة الكاثوليكية بمصر تنعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    طلاب من أجل مصر بجامعة قناة السويس يُشاركون في فعاليات اليوم العالمي للتبرع بالدم بالإسماعيلية    مشروبات للحفاظ علي رطوبة الجسد في فصل الصيف    منهم 2 أشقاء.. 3 فتيات وشاب غرقا في النيل بالمنيا    عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها    لماذا تعلّم سيدنا موسى من الخضر رغم كونه نبيًا؟.. الشيخ يسري جبر يوضح    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل (المكياج)؟    رسميًا.. موعد إجازة 30 يونيو 2025 للقطاعين العام والخاص بعد قرار الحكومة    سجل الآن.. تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة كفر الشيخ (رابط مباشر)    لمدة 15 يومًا.. فتح باب التظلمات لطلاب الشهادة الإعدادية بالبحر الأحمر    تحت عنوان «عودة الغايب».. فضل شاكر يحيي حفلا غنائيا لأول مرة في قطر يوليو المقبل    انطلاق منتدى مصر الدولى للتعدين 15 يوليو المقبل    وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد برأس غارب بتبرع من رجل أعمال    "صبحي" و"حبشي" يتفقدان نادي بورسعيد الرياضي (صور)    تداول 13 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    حزب النور: فاجعة كفر السنابسة تتطلب تحركًا فوريًا لوقف نزيف الدم على الطريق الإقليمي    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    وزير الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية إلى هولندا 500 مليون دولار    «عايزين يفجروا أزمة ويضربوا استقرار الأهلي».. إبراهيم المنيسي يفتح النار على عضو مجلس الزمالك    انتهاء أعمال الترميم بعدد من المنشآت الأثرية في مدينة الفرما بشمال سيناء    خلال أسبوع.. تحرير أكثر من 330 محضر مخالفات تموينية بمحافظة بني سويف    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى فيصل دون إصابات    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    انطلاق مؤتمر «شعب مصر» لإحياء ذكرى ثورة 30 يونيو    مصر وتركيا تبحثان سبل تعزيز التعاون في قطاع الصناعات المعدنية    الحرس الثوري الإيراني: سنرد على أي اعتداء جديد "بشكل مختلف وأشد قوة"    انتصار السيسي توجه الهلال الأحمر بتقديم الدعم لأهالي ضحايا حادث المنوفية    محافظ الغربية يطلق حملات التبرع بالدم تزامناً مع اليوم العالمى    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    منظمة أكشن إيد: مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى فخ مميت لأهالي غزة    توخيل يحفز شباب إنجلترا قبل موقعة ألمانيا في نهائي أمم أوروبا    الإنتاج الحربي: الشركات التابعة حققت إيرادات نشاط بنسبة 144% بمعدل نمو بنسبة 44% عن العام الماضي    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    5 حالات يجوز فيها التعاقد لحالات الضرورة بقانون الخدمة المدنية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 28-6-2025 في محافظة قنا    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.وليد سعيد البياتي المفكر الفنان الشاعر الوث يحلق في للسماء
نشر في شباب مصر يوم 24 - 08 - 2011


تشرفت بحواره شيرين سباهي
شيرين : حَل المساء دكتور وليد فأليك منه ومني التحية
د.وليد....
سأبدأ من التاريخ وانتهي معك الى وليد الانسان....
شيرين: دكتور وليد في مقال منشور لكَ نوهت سيادتكم الى مفاهيم سقوط عرش الالهة وتحديدا ...الوجود المادي فوق الوجود الروحي وذكرت الحُكام العرب.
سؤالي:الاتعتقد انَ الوجود المادي في كينونة اي حاكم هي محض سراب...؟
د.وليد:
في موقفي الفلسفي فأني أعتبرُ الوجود الروحي يسبق الوجود المادي وما ذكرته في دراستي هو...أشارة الى أنَ المتشبثين بالحياة المادية هم مَن اعتبروا الوجود المادي قبل الوجود الروحي.
والحكام ينزعون نزعة مادية دائماً
وأنااسجل ادناه النص الذي ذكرته في توطئة دراستي المعنونة سقوط عرش الألهة.
من هنا ايضاً ندرك مسألة تشبث أصحاب النزعة المادية بالبقاء الى ما لا نهاية لانهم اعتبروا الوجود المادي فوق الوجود الروحي والعقلي.
شيرين :مَن يحكم مَن اليوم في العالم العربي، السلطة،الدين، الارهاب....؟؟؟؟
د.وليد :العالم المعاصر يعيش مخاضات لا متناهية تجتمعُ فيها كُل المكونات،السلطات، النزعات الدينية، والاعمال الفوضوية معاً ويمكن اعتبارها تراكم من الفعل السلبي للبشر،ومن هنا لاتوجد سلطة شرعية حقيقة لا وفق القوانين الوضعية ولا وفق الشرائع السماوية .والعالم المعاصر يحكي الكثير من التناقضات والصراعات التي تفتقر الى القيم.
شيرين : بماذا تقرأ الثورات اليوم هل هو مخطط..؟ ام انها غباء من الحكام العرب حين يضعون ذقونهم تحتَ اقدام المال والعمالة والعروش..؟
د.وليد :كنت قد أشرت في العديد من دراساتي السابقة في فلسفة نهاية التاريخ عن نهاية العمر الأفتراضي لعدد من الدول والممالك ،وقدذكرت أن كل دولة وكل امة تحمل بذور نهايتها منذ بداية تأسيسها،بل ان عناصر التأسيس قد تقود نفسها للنهاية، فَتجمع العوامل السلبية يقود الى نهاية الأمم .
وما يحدث الأن هو نتيجة طبيعية لحركة التاريخ،فلا دوام ولا استمرار والله عو وجل يقول :”أذا اردنا أن نُهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” الاسراء /16
شيرين :هل يُشترط في الاصطفاء الألزامية في الطاعة...كما هو في اصطفاء
الانبياء والرُسل..؟
د. وليد: بالتأكيد فلا يمكن ان يوجد أصطفاء دون الطاعة لله،ومن هنا قوله تعالى :”إن الله اصطفى ادم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين,ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم” ال عمران /3334...فالاصطفاء عملية تقييمية تخضع لشروط صارمة أولها الطاعة.
شيرين : هل تعتبر حضرتكم ان القيادة السعودية هي من اكثر الدول خطراً على الانسانية ...ولماذا....؟؟؟؟؟
د. وليد : لا شك ان النظام السعودي من اخطر الانظمة التي اوجدتها المخابرات البريطانية بما تحمل من فكر متطرف قام على تحريف عقيدة الاسلام وشريعتهِ وعمل على إختزال الوجود العربي والاسلامي في العقلية الواهابية المتحجرة، وهو بالتالي لايقيم وزنا للقيم والمباديء الدينية او الاخلاقية والانسانية، السعودية ككل الدول التي ظهرت خلال المراحل الاخيرة من الاستعمار فهي تحمل بذور نهايتها منذ عصر التأسيس على يد المخابرات البريطانية وقد اريد لها ان تكون سببا في ظهور اسرائيل كما بينته في العديد من دراساتي عن تقارب السعودية واسرائيل وفقا لاقوال وننستون (تشرتشل) في حديثه الشهير مع (وايزمن) وكيف تأسست على يد ضابط المخابرات البريطاني هاري جون فيلبي. وخطرها يكمن في العقلية الجاهلية الممثلة باللجماعات الوهابية والذي اسميهم خوارج العصر حيث يتبنى اتباع هذا الاتجاه منهجا تكفيرياً لا اساس شرعي او عقلي له. وهنا تكمن الخطورة.
شيرين: دكتور وليد هل نعتبر السعودية من الدول المهددة بالانهيار الاقتصادي رغم امتلاكهم اكبر مخزون نفطي ولماذا وماهو بمنظروكم التاريخي الاقتصاد الاسلامي؟
د. وليد: لا تمتلك السعودية مصادر للانتاج غير النفط ولم تتمكن من ايجاد مصادر بديلة على الرغم من الثراء المفترض، وقد اعتمتد في تعاملاتها الخارجية على الولايات المتحدة ووفقا لاخر التقارير اليوم فان الاسهم السعودية تخسر بحوالي 34 مليار بسبب الازمة الامريكية حيث تشكل الاسهم السعودية 22%. فالانهيار السعودي بات وشيكا ومراكز الدراسات الاستراتيجية تعرف ذلك من خلال التقارير الاقتصادية اليومية. أما فيما يخص الاقتصادر الاسلامي فلايمكن تحقيقة الا في وجود دولة ذات بناء اسلامي حقيقي وحتى هذه اللحظة لاتوجد مثل هذه الدولة ولا حتى الجمهورية الاسلامية.
شيرين: ماهو العمر الافتراضي للملكة العربية السعودية؟المخابرات الامريكية اعتبرت العمر الافتراضي للمللكة العربية السعودية (2030/2050) وليد سعيد البياتي ماذا يرى في هذا التاريخ هل هو تقريبي او هو احلام مخابراتية ام انها الواقع التاريخي لها؟
د. وليد: هذا التاريخ قد وضعته المخابرات البريطانية منذ التأسيس وقد ذكرت ذلك في دراساتي السابقة وانا اتفق معه الى حد كبير حيث توصلت الى نتيجة مقاربة من خلال تحليلاتي التاريخي في فلسفة نهاية التاريخ، وهو يعكس واقع الحالة السلبية التي يعيشها النظام السعودي الحالي، فالنهاية قريبة جداً وقد نشهدها خلال الاعوام القليلة القادمة.
شيرين : دكتور وليد انت معنا في هذا الزمن نعيش ماتعيش الامة العربية الا ترى ان هناك تخوف من ثورة الاسلام بلا شيعة؟
د. وليد: كنت اشرت اكثر من مرة في دراساتي ومحاضراتي ان حركة التاريخ تسير نحو التشيع، غير ان الامر يحتاج الى العديد من المقومات والعناصر وما وجود الجمهورية الاسلامية وحزب الله الا بدايات تساعد في بلورة الفكرة وتطورها مع ضرورة تجاوز الاخطاء.
شيرين: من هم الوهابين ولماذا اتى ظهورهم في هذة الاعوام تحديدا ؟
د. وليد: تعود الحركة الوهابية لمؤسسها محمد بن عبد الوهاب (ت 1791م) بدعم من المخابرات البريطانية حيث وجهته للاتفاق مع محمد بن سعود (ت 1756م) ثم مع عبد العزيز بن السعود (ت 1803م) لحكم الجزيرة العربية ولقتال القبائل وتحرف الاسلام تمهيدا لسيطرة بريطانيا على الخليج. من اجل تأمين حركة الملاحة الى شرق وجنوب شرق آسيا قبل ظهور عصر النفط.
شيرين: أريُد ان نتطفلَ على التاريخ معاً ونعود معا الى دخول صدام الى الكويت كيف تفسر ذلك انت لمصلحة مَن..؟ ولماذا..؟ لم يعد بخفي حنين رغم انه كان حافي القدمين.
د.وليد: في الظروف التاريخية في مرحلة احتلال الكويت اقول ان صدام ارتكب خطأً تاريخيا كبيراً فهو أراد ان يتمثل بالفاتحين القدامى في حين ان الظرف التاريخي والموضوعي لايسمح في تلك المرحلة بهذا الفعل، وقد اوهمته التقارير المزيفة بان الظرف مناسب غير انه فشل فشلا ذريعاً، واذا اردنا تحليل اي موقف علينا بالسؤال التالي: لماذا في تلك المرحلة وليس قبلها؟ وفي الجواب سنجد ان الولايات المتحدة ارادت ايجاد مبرر لنهاية صدام بعد ان انتهى عمره الافتراضي كما ان الامر شغل العالم عن اسرائيل فبدأت تصفياتها للمقاومة في تلك المرحلة بالذات.
شيرين: اريد ان ابتعد عنك قليلا كمفكر اريد ان اتجول في قلب الدكتور وليد برفق وليد الانسان العراقي المهاجرمن هو وليد....؟
د. وليد : وليد انسان وجدَ ان الغربة قاسية تحت سماء الوطن، فقرر الرحيل. حَملت الوطن في حقائبي لكن رجال الجمارك سرقوها، وما بقي على جسدي هو من جراحات ذياك الوطن فقررت ان انصب خيمتي على حافة الجرح.
شيرين: عندما ابحث عن العراق هل اجده في وليد الدكتور؟ ام العكس هو الصحيح...؟
د. وليد : في لحظة قررت ان اتخلى عن الوطن بعد ان تخلى عني، غير اني وجدت انني لا يمكن أن اغادر جلدي، فقد يكون الوطن في احدى قصائدي، في لوحاتي، في دراساتي وبحوثي، وقد يكون مايزال في تلك السكين الصدئة في خاصرتي يم تلقيت طعنة الخيانة، قد يكون في تلك الاشواك التي نبتت في حنجرتي يوماً، أو في ذلك الحسك الذي يجرح قلبي كلما نبض.
شيرين: أين تضع العراق اليوم...؟
د. وليد: لا يمكن رسم صورة حقيقية عن العراق، فبعد ثماني سنوات لا تزال المخاضات مستمرة، وقد اخبرت الكثير من الساسة العراقيين خلال حضورهم الى لندن وفي جلسات خاصة، انه لا توجد حالية دولة، فالعراق يفتقر الى مقومات الدولة المعاصرة وكل ما موجود حالياً هو سلطة غير ناضجة كما لا يمكن اعتبار وجود نظام حكم في العراق لعدم توفر شروط وجوده حتى الان.
شيرين: متى تعود أطيار الفكر العراقي المهاجر وهل ستعود؟؟
د. وليد: ربما عندما تتخلص الاعشاش من الحسك والخناجر الصدئة وعندما يتوقف قتل الاطفال والنساء والرجال، عندما يكون للانسان قيمة عليا غير ان يكون جثة مرمية على الطريق، عندما يكون للفكر مكاناً وللابداع مكاناً بعيدا عن الصراع في لعبة الكراسي الخشبية.
شيرين: كم عاماً نحتاج كعراقين لنحب بعضنا كأبناء الفرات..؟
د. وليد: قد نحتاج الدهر كلة ولا نصل الى نتيجة، وقد نصل اليها في لحظة حب صادق، فهل يمكن ان نعرف الحب كقيمة فوق عناصر الشر؟
شيرين: أين يكمن الخلل في بيع الذمم وصمت الحكومة العراقية على الفساد الاداري..؟
د. وليد: هل تعرفين المثل القديم عندما اخذ جحا يفحص السمكة قبل شرائها فاخذ يشمها من ذيلها، فقيل له: شم السمكة من رأسها!! فقال: اني اعرف فساد الرأس ولكن اريد ان ارى هل وصل الفساد الى الذيل؟ انه ليس فقط الفساد الاداري بل هو ايضا الفساد السياسي والمالي والاجتماعي وفساد معايير القيم.
شيرين: من هو عدو العراق اليوم..؟
د.وليد: اقول لهم فلينظر كل واحد منهم في المرآة وسيرى العدو.
شيرين: اين انت من الشعر ايهما يعيش في الاخر؟
د. وليد: أقول ان الشعر والكتابة جرح ينزف، وأنا اعيش الموقف الشعري في كتاباتي الفكرية والادبية على السواء كما اعيشه في اعمالي الزيتية والمائية ومنحوتاتي، فبين الشعر والفلسفة والاداب والفن ترابط، وقد اعجز عن التعبير عن موقف ما في قصيدة فاستخرجه في لوحة او تخطيطات بالكرافيك، وربما تظهر ملامحه في رؤية فلسفية أو عرفانية.
شيرين: كم مرة مات وليد البياتي واين؟ وكم مرة عاش واين؟
د. وليد: في الحقيقة لم اعد احسب، هل في معتقلات الامن العامة أم في أمن المنصور؟ أو في محكمة الثورة والحكم بالاعدام مرتين؟ هل في جلسات التعذيب الطويلة في الامن والمخابرات والشعبة الخامسة؟ أم في معتقل الخاصة في ابو غريب وفي سجن نقرة السلمان. وقدأكون مت يوم تركت مكتبتي ومؤلفاتي واعمالي وغادرت الجرح الى جرح آخر؟ ربما اكثر ربما اقل؟ ولكني كنت اشعر اني كطائر الفينيق ابعث من الرماد في كل مرة.وأما العيش فلربما أكون قد عشت حيوات كثيرة في عوالم التكوين، علماً اني لا اؤمن بالتناسخ ولكن كما قلت سابقا فالروح قبل الجسد، وانا في ولادات مستمرة كما في موت مستمر، وربما عشت في لحظ عشق خاطفة اومضت وانطفأت.
شيرين: هل تعتقد دكتور البياتي ان القلوب شواهد على اصحابها؟ ومتى يكون ذلك...؟
د. وليد: بالتأكيد، هي شواهد كما العقول، وأكثر ما تكون كذلك عندما تتجلى في لحظة حب صادق. حين تصير النفس نقية وخالية من وحل القناعات السلبية.
شيرين: اي امرأة هي تلك في قلب وليد البياتي؟ ومن هي...؟
د. وليد: الانسانة الودودة، النقية كروح صادقة، المرأة التي تعرف ان تكون انثى وسيدة وعاشقة وحبيبة حد الالق، وهذه المرأة لم اعرفها بعد ولذا فليس لها أسم.
شيرين: هل تعتقد بما يقال عن ناقصات عقل ودين... عن نصفك الاخر.
د. وليد: هذا المقولة لا تمثل حقيقة المرأة ككياني انساني وكوجود في الحياة وهي بيدها ان تكون كذلك أو لا تكون، وليس للرجل هنا ان يحدد، كما ان هذا المفهوم لا يمثل تصوراً عاماً، وأيضاً لا يمكن اعتباره مطلق الموقف من المرأة، وإلا فاين هي المرأة الام والاخت والزوجة المحبة المدركة لقيمة عقد الزواج كي تكون مشاركة حقيقية في الحياة؟ فكم من النساء لا تدرك هذه الحقيقةوكم من الرجال ناقصي عقول ودين.
شيرين: دكتور وليد حملت عدة شهادات متميزة منها وهي:دكتوراه في تاريخالحضارةالعربية والاسلامية/بغداد دكتوراه في مصادر التشريع الاسلامي/ادنبرة دكتوراه في القانون/ادنبرة
دكتوراه في نظرية التشريع/كولورادو ولكني ام اجد هناك لك دكتوراه في الحب..... لماذا؟؟؟
د. وليد: الحب كيان قائم بذاته خارج الموقف الفلسفي، وقد لا يحتاج العاشق ان يكون عالما أو فنانا كبيرا، ولا حتى شاعراً عملاقاً، فبذرة الحب تحتاج الى تربة هي من كيان الحب ذاته ومن سنخه أي (طبيعته) وهذه الطبيعة لا تفرق بين غني وفقير او عالم وجاهل، وإلا لكان الحب خاصا بفئة دون أخرى، وبعنصر دون آخر. ويمكن اعتباره وطن من لا وطن له. ومن هنا فالحب لايحتاج الى درجات علمية.
شيرين :وراء كل رجل عظيم امرأة فهل توجد حورية ما خلف استاذ الفلسفة وليد البياتي....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
د. وليد: من قال انه بالضرورة ان تكون هناك إمراة خلف ابداع الرجل، وايضا ليس بالضرورة ان يكون خلف امرأة مبدعة، بالتأكيد هناك تأثيرات ولكن بالنسبة لي لايمكن تخصيص جانب محدد.
شيرين: ماهي فلسفتك في الانسان ...؟؟
د. وليد: الانسان صانع الحضارة واحد عناصر حركة التاريخ ومجمل فلسفتي تقوم على معرفة الانسان بنفسه فمتى عرف نفسه معرفة حقيقية تمكن ان يصبح مبدعاً.
شيرين: ماهي الخطوط الحمراء في قلب وليد البياتي؟؟؟؟
د. وليد: إذا كانت تلك الشرايين فهي تحمل الدم الاحمر، واذا كانت المرأة فلم يتحقق الحلم بعد، وخطوطي الحمراء ان لا تكون المرأة مسترجلة ومتسلطة وعليها أن تدرك قيمة الرجل كأنسان وزوج وحبيب.
شيرين :د. وليد: من خلال قرأتك للتاريخ الفلسفي للمرأة هل تعتقد انها ابدعت في زمن الصمت هذا...؟
د. وليد: أعتقد ان للمرأة كما للرجل ابداعات خارقة على مر العصور، وربما يظهر الابداع اكثر في زمن المحنة وفيعصر التنازعات، وفي العصر الحالي لا يمكن احصاء عدد النساء المبداعت في مجالات الادب والفكر والفن، وانا ضد تكميم الافواه أو تبرير عمليات القمع ضد الانسان ككل، وفي هذا العصر ثمة تنافي في الاتجاه النوعي في الفكر النسوي يظهر من خلال الكتابات المتميزة وهي كثيرة وايضا عبر البناء العملي.
شيرين: هل تعتقد حضرتك ان العلم ضرورة لحواء لتكتمل كأنثى مع من تحب ام ان العواطف لاتحتاج الى بحر لتعوم به وهي البحر من الاساس....؟
د. وليد: بالتأكيد العلم ضرورة واجبة للانسان وهو لا يخص جنس دون آخر (ذكر او انثى)، وكما قلت سابقا الحب لايتحدد بزمان او مكان ولا بجنس او عرق، ويمكن للامي ان يحب كما للعالم، غير ان المعرفة تضفي نكهة تجعل عناصر الحب تتكامل لتتجاوز الحالة الانية الى المستقبل.
شيرين : متى ابحث عن وليد البياتي هو انت من الذين يشعرون في الغربة احيانا...؟؟؟؟
وأن بحثت عنك اين اجدك؟؟
د. وليد: الغربة ذلك الوجع اللا متناهي، ولكن الاقسى والاكثر مرارة ان نعيش الغربة تحت سماء الوطن، وانا في حالة اغتراب مستمر ويمكن ان تجدوني خلف كلماتي او في طيات بيت شعري، وربما تحت ضربة فرشاة.
شيرين: أيهما اقرب لك الشعر الفلسفة التاريخ ؟؟
د. وليد: قولي ايهم اكثر وجعاً؟ وانا لا افرق ففي لحظة اجدني بحاجلة للتعبير من خلال قصيدة كما تجدني منغمسا في استغراقي في فلسفة التاريخ أو في العرفان، ولهذا لايمكن بالنسبة لي تفضيل كيان على آخر بل الكل يكمل الاخر في تناغم فريد.
شيرين: الكثيرون يرسمون بالفرشاة والكلمات ولكن انت متعدد المواهب بين الرسم والنحت والشعر والعلم ..فهل رسمت لوحة ما لمن تبحث عنها؟
د. وليد: لم تتجرأ فرشاتي وقد تاهت خطوط قلمي فلم اتمكن من تشكيل صورة نهائية، لكنها الانسانة الحنونة والودودة والمتفانية والتي لم ارسمها.
شيرين: انت من الذين يتميزون بالحاسة السادسة وهم قلة... الى اين تأخذك الايام في غياباتها؟؟؟
د. وليد: إن تجربة ما وراء الوعي شكلت على الدوام هاجساً حيث كانت الافكار والخواطر والاصوات والرؤى تتراكم وتخرج من صدفة الصمت الى الوجود فتأخذني رعدة الاكتشاف الى عوالم خارج المحسوسات حتى كنت احس حرارة الالوان على راحتي.
شيرين: أيهما سيد الاخر التاريخ سيد المرأة ام المراة سيدة التاريخ...؟.
د. وليد: الانسان (المرأة والرجل) سيدا التاريخ، باعتبار ان التاريخ يمثل مجمل تفاعلات المرأة والرجل في الحياة ليكون الناتج هو الحضارة على شرط ان يكون التفاعل ايجابيا.
ساترك الاسئلة الاخرى في حواري القادم لانه الكلمات تنثي لك سيدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.