حتى لا نندفع وراء عاطفة نحترمها و نتشارك فيها جميعا و لكن لابد ان تتوازى بالعقل و الحكمة لئلا نزج بالوطن فى مزالق حرب تاخذ دائما فيها الاخضر باليابس .. هذا لا يعنى اننى كمصرى يمكن ان يفرط فى قطرة دم لاخى المصرى و لكن دعونا نتخطى مؤقتا كراهية ستدوم الى الابد مع هؤلاء الصهاينة و توتر دائم لا ننكره حتى لو كانت هناك اليات سلام تمنع الصدام و الحروب التى تهلك فيها الشعوب..و لندرس الموضوع بموضوعية .. ان ما حدث بسيناء بحسب ما صرح به عديد من الخبراء الاستراتيجيين هو هجوم من جماعة مسلحة لم يثبت علي الاطلاق خروجها من الحدود المصرية الإسرائيلية ان هذه الجماعة استهدفت اتوبيسا قادما من تل ابيب ومتجه الي ايلات عن طريق بير سبع قبل وصوله بحوالي30 كيلو و هناك ثلاثة اشخاص قاموا باطلاق اعيرة آلية علي الاتوبيس وبعدها استهدفوا سيارة ملاكي وسيارة تابعة للقوات المسلحة المصرية اسفرت عن اصابة27 جريحا و7 قتلي اضافة الي7 من منفذي العملية تم قتلهم سيتبين بسهولة المنفذين من خلال جثث هؤلاء القتلة. اذن المختصر ان مجموعة ( مجهولة الهوية حتى الان ) ضربت على اتوبيس اسرائيلى ثم ضربت على الجانب المصرى !!! و السؤال الذى ينبغى ان نسأله ما ذا لو كانت هذه المجموعة من الجماعة التكفيرية او من حماس او من غزة او من الذين يسعون الى جعل سيناء امارة !!! مشهد الايقاع بين طرفين يشير الى جماعة تكره و تعادى الجانبين و تعلم سخونة الاوضاع بينهما و تريد اشعال الموقف و تشبيكهم فى بعضهم البعض .. قد يكون ماحدث هو رد فعل لهؤلاء بعد تحرك الجيش بقوة و فرض سيطرته على سيناء .. و بغض النظر عن الاسباب ان ما حدث من اسرائيل انتهاك عشوائى للحدود المصرية باستخفاف اعتادوا عليه فى نظام سابق رخو عرضوا يوما علي ريئسه السابق الاحتماء بهم و هم اعداء الوطن !!! .. لكنى لا اراه اعتداءا موجها مقصودا بمعنى الكلمة لكنه اعتداء مستخفا خاصة و ان الشهداء المصريين ماتوا إثر قذيفة طيران و ليس برصاص موجه .. لهذا ان رد الفعل المصرى لابد ان يرتقى الى روح الثورة و اننا لن نهادن فى دم مصرى او كرامته بعد اليوم لهذا ارى قبل الاندفاع و هتاف الحرب المندفعة ضرورة دراسة الموقف و صياغته فى حجمه الطبيعى دون مبالغة و ايضا دون اختصار و على ضؤ ذلك ضرورة اتخاذ اجراءات حاسمة رادعة واضحة للجميع . اولا : ضرورة توضيح المجلس العسكرى للشعب المصرى فى بيان عسكرى يوضح لحقيقة الامر و هو المنوط اصلا بحماية البلاد و حتى لا تكثر الاشاعات و الاقاويل والمبالغات و التسخين الاعلامى . ثانيا : اتخاذ ردود افعال سياسية دولية رسمية واضحة اقلها ما قد سمعته منذ قليل بسحب السفير المصرى من تل ابيب و تقديم بلاغ رسمى لمجلس الامن . ثالثا : تكثيف التواجد الامنى على الحدود بقوات خاصة حيث ان الموجود حاليا فى المنطقة المشتركة 3000 عسكرى بين قادة وجنود ينبغى ان يكونوا على مستوى فنى راقى تقتضيه حساسية هذه النقطة الحدودية . رابعا : طرد السفير الاسرائيلى لحين تقديم اعتذارا رسميا دوليا من اسرائيل و اجراء محاكمة اسرائيلية باشراف دولى للمعتدين من الجيش الاسرائيلى خامسا : اتخاذ موقف متشدد حيال الجانب الفلسطينى و طلب رسمى بتوضيح ما يحدث بارض الواقع خصوصا بعد ثبات اشتراك عناصر فلسطينية فى الاعمال التخريبية بمصر على ان يتم اغلاق معبر رفح او تشديد الرقابة عليه و تقيد المرور به .. فان انشغالنا بالقضية الفلسطينية يسبقه انشغالنا بقضية وطننا اولا و كفانا نزف دمائنا لمن يدوسونا فيما بعض باحذيتهم ..ان دم المصرى غالى و ثمين ينبغى منذ اليوم الحفاظ عليه خاصة فى كل الدول العربية على راسهم السعودية و قطر و فلسطين .... كفانا قبولا لاهانات و اهدار كرامة و اعتداءات تحت شعار الشقيق الاكبر .. الشقيق الاكبر لابد ان يحترم و يكرم لانه اكبر ليس فقط اكبر فى احتمال المهانة و اهدار الكرامة . سادسا : رفع قضية دولية لمحاسبة القتلة الاسرائليين و التمسك بحق المواطنين المصريين الشهداء . سابعا : فرض قبضة من حديد و مواجهة الارهاب فى سيناء من جماعات التكفير و جماعات الجهاد و اعادة السيطرة الحقيقية خاصة و ان الاعلام المصرى روج الى فقدان السيطرة بعد اعتداءات انابيب الغاز و الاعتداء الارهابى الذى تم فى داخل المدينة . ثامنا : تخفيف حدة الجدل السياسى و الاختلافات و الارتقاء الى مستوى الحدث و التوحد بتوافقية تغلب فيها مصلحة الوطن على مصلحة حزب او تيار او طائفة او فئة و عدم الاستئساد و التلويح بمليونات من قبل التيارات الدينية اعتراضا على الاعلان الدستورى الذى افاد السلمى انه خارطة طريق لاستكمال الاعلان الدستورى الذى تم بعد الاستفتاء موضحا ان الاعلام اساء فى تقديمه ووصفه بمواد فوق دستورية .. حان الوقت ان نتخلى عن انانية سياسية و تطلع للسلطة لان مثل هذه التصرفات الغير مسئولة تستنفذ طاقة الجيش و تشتت بصره عن اولويات مهامه التى على رأسها حماية الوطن و عدم الزج به فى حروب تخرب و تدمر . تاسعا : تكريم هؤلاء الشهداء الابطال الذين قدموا دمائهم فى واجب مقدس و هو الدفاع عن ارض مصر . ما حدث يعنى ان الجانب الاسرائيلى يتحسس الشكل السياسى المصرى بعد الثورة و هل هو خانع مثل النظام الفاسد ام هناك رؤية جادة و اضحة المعالم .. لهذا ينبغى انتتم دراسة الموقف و الرد بعناية و بحساب مدروس دون اندفاع او عصبية و لكن بحسم ووضوح.