لقد انتظم الحلف الدولي لمحاربة داعش وبلغ أربعين دولة وثلثا هذا الحلف من الدول المنتجة والداعمة لداعش ف (داعش ) تقاتل حسب أجندات هذه الدول فأمريكا وبريطانيا قامت باحتلال العراق وهي الدولة المسلحة والتي تحتوي على جيش مدرب وخاض حروب طويلة وكبرى خلال (22) يوماً سيقول البعض أن هناك مقاومة برزت خلال الأيام التي تلت الاحتلال وأقول أن هذه المقاومة هي الأخرى كانت مصطنعة فكل الأفراد الذين تم إلقاء القبض عليهم هم من القاعدة وتمت إعادة تصنيعهم وأخرجوا من هناك أكثر تنظيماً وأكثر دعماً فمن هناك تخرج الخليفة أبو بكر البغدادي وغيرها من قيادات داعش. وها هم ساسة أهل الأنبار يقومون بقتل الجيش العراقي ولكنهم يطالبون القوات الأمريكية بإعادة الانتشار في محافظة الأنبار وصلاح الدين وغيرها من المدن لحمايتهم من داعش ويرفضون حماية الجيش العراقي. وأمريكا اليوم تقول أن عملية محاربة داعش تحتاج إلى وقت طويل قد يدوم أكثر من ثلاثة سنوات وبريطانيا تقول بل حوالي عشرين عاماً وداعش منظمة لم يتجاوز عمرها ستة أشهر في حين هم هزموا القاعدة وطالبان في أفغانستان خلال أيام معدودة. تركيا أحد أعضاء الحلف المنتجين والداعمين لداعش وهي لاعب أساسي في هذه المسرحية الكبرى فهي تشترك مع العراقوسوريا بحدود طويلة تتمكن من خلالها تقديم الدعم اللازم لهذه التنظيمات فهي منذ بدء الاضطرابات في سوريا كانت قد أعلنت تدخلها صراحة في الشأن السوري ودعمها للتنظيمات المسلحة وقامت بمصادرة الثورة من يد الثوار وتسليمها بيد التيارات الإسلامية التابعة للقاعدة ، فهي تحاول من خلال هذه العملية إبقاء أكراد تركيا تحت الهيمنة التركية الكاملة ودون منحهم أي حقوق حتى تداولهم لغتهم الأم وهي الكردية تعتبر جريمة كما فعلت بالعرب القاطنين بالأقاليم العربية في تركيا فحين تتحدث (للكردي) التركي تراه يجهل لغته الأم وفي كثير من الأحيان أتفوق عليه في اللغة الكردية لكوني درستها كمادة أساسية في مراحل التعليم المختلفة في العراق ، اوردوغان من جهة يساند إعمال العنف في سوريا ويصفها بأنها انتفاضة تحررية من حكم البعث ومن جهة أخرى فهو يقمع العرب والأكراد من حصولهم على حقوقهم المشروعة ويصفهم بالإرهابيين .... قامت تركيا بالاتفاق مع ساسة العرب السنة والساسة الأكراد في العراق بدفع عناصر داعش إلى احتلال الموصل والمناطق المحيطة بها فهي مازالت مسجلة لديهم بأنها ولاية تركية استلبها منهم (الباشا نوري السعيد) رحمه الله ،والذي لايعرفه الأكراد بالعراق بأن هذه العملية ستكلفهم الكثير وأن هذه المنطقة ستكون منطلقاً لتركيا لتهديد الأكراد العراقيين والقضاء على حلمهم القديم بإقامة الدولة الكردية الكبرى وبما أن البارازاني هو حليف لأوردوغان أمتنع الأخير من الظهور بشكل علني في مقاومة هذا الحلم على عكس ظهوره بسوريا فهو قد استخدم داعش للقيام بمهماته القذرة وحين تكلم الأكراد في العراق حول قضية التصويت على الانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية حيث ملأت تصريحات الساسة الكرد الأجواء بهذه النزعة الانفصالية صحا العالم على اجتياح داعش لحدود وكردستان العراق واخذوا بقصف اربيل الأمر الذي جعل الكرد يتراجعون عن هذا الحلم وأدخلهم في دوامة الحرب وستستنزفهم الحرب حتى يتخلوا عن حلمهم بشكل نهائي . عين العرب السورية (گوباني) مدينة تقبع على الحدود المشتركة بين سورياوتركيا تقطنها غالبية كردية بدأ هؤلاء الأكراد يتطلعون لنيل حقوقهم في إقامة منطقة حكم ذاتي وهو أمر يبعث على القلق التركي حيث بدأ الأكراد الأتراك والذين يناضلون منذ عقود طويلة لنيل استقلالهم بالتعاطف مع أهالي منطقة عين العرب وللتخلص من هذا الحرج قام الأتراك بزج داعش وتشجيعهم بالهجوم على منطقة عين العرب وتُرِكَتْ تواجه مصيرها المحتوم وحدها دون أي دعم تركي الأمر الذي فضح سياسة اوردوغان العنصرية مما جعل أهل الجنوب في تركيا من الأكراد بالتظاهر ضد هذه السياسية المزدوجة لأوردوغان ومما أحرج الإدارة التركية أكثر هو طلب مسعود بارزاني بالسماح لمقاتلي البيشمركة للدخول إلى عين العرب أو ماتسمى ب گوباني ...فأما المتظاهرين الذين طالبوا الحكومة التركية بحماية هؤلاء الأكراد من الذبح والسبي فكان رد الأتراك عليهم بالرصاص وقتل (12) كردي ومئات الجرحى ونحن بانتظار رد اوردوغان على رسالة مسعود بارا زاني...ولا أظنها ستأتي بما تشتهي السَفَنُ.