مر 64 عاما على جريمة مجزرة قرية دير ياسين الفلسطينية؛ على أيدي العصابات الصهيونية، والتي راح ضحيتها أكثر من 250 شهيدا من المدنيين الفلسطينيين. ووفقاً للمعاهدات والقوانين الدولية ذات الصلة، فإن هذه الجريمة لا تسقط بتقادم الزمن. وبهذه المناسبة أصدرت منظمة "ثابت" لحق العودة بيانا، اعتبرت فيه "أن مرور 64 عام على المجزرة لن ينسي اللاجئين هول الجريمة أو ليمحي مشاهد وصور المجزرة التي تتناقلها أجيال اللاجئين الفلسطينيين جيلاً بعد جيل". كما طالبت بمحاكمة كل من اشترك في هذه الجريمة اللاإنسانية . ووقعت الجريمة في التاسع من نيسان (أبريل) عام 1948، في الساعة الثالثة فجرا، عندما انقضّت عصابات "شتيرن والأرجون" من اليهود على القرية الصغيرة التي كان عدد سكانها آن ذاك 700 نسمة، لاقوا من القتل ما لم يميز بين طفل وامرأة وشاب وعجوز، مثل اليهود بالضحايا واستعرضوا الجثث في المستوطنات اليهودية المجاورة ،كما نفذوا أفظع عمليات التعذيب على الآخرين من سكان القرية. إن مجزرة دير ياسين هي شاهد تاريخي على صدق النوايا الإجرامية لليهود، لكونها من القرى الصغيرة على أطراف القدس ولم يكن لها أي شأن في حركة المقاومة ضد اليهود، حتى أن كبراء القرية رفضوا طلب المتطوعين العرب الاستعانة برجال القرية لمحاربة اليهود، كما منعوهم من استخدام القرية لمهاجمة قاعدة يهودية قربها، فرد المتطوعون العرب بقتل رؤوس الماشية فيها. بل إنها وقعت على اتفاق للالتزام بالسلم وعدم العدوان مع جيرانهم من اليهود. شاء الإسرائيليون أن تكون هذه الجريمة درسا مروعا للفلسطينيين، ليثبتوا لهم أن الإسرائيلي يحصل على ما يريد دوما، دون التفكير بالثمن، وخاصة إن كان من أرواح الفلسطينيين. فلم يخف الإسرائيليون عدد الضحايا بل عملوا على المبالغة في الأرقام لزيادة ترويع الفلسطينيين. وكان لهم ذلك إذ تزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب ال 1948. وبعد مذبحة دير ياسين، استوطن اليهود القرية وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلي الإرجون الذين نفّذوا المذبحة، ان ذكرى مجزرة دير ياسين هي تجسيد لأكثر من 34 مجزرة موثقة ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين في قراهم ومدنهم في طور بناء دولة الاحتلال..