بقيت عايش فى كابوس موت المواشى..هكذا بدأ أهالى قريه ميت العامل التابعه لمركز أجا حديثهم عن الحمى القلاعيه التى ضربت القريه وراح ضحيتها الكثير من رؤوس الماشيه ولا تجد بيننا بالقريه الا ويعمل فى مجال تربيه المواشى. ويصل سعر الماشيه الكبيرة حسب أقوال المربين مابين 10الاف جنيها الى20الف جنيها ورأس الماشيه الصغيرة مابين 3الاف جنيها الى 4 الف جنيها.
وبقول احد الفلاحين يدعى عزمى السيد عقيل أن المسئولين لايشعرون بحجم الكارثه التى هبطت على راس الفلاح وحده ، ويدعي ربه أن نأخد التحصينات الأمنه من حلول العام القادم. ويقول أن الفلاح أساس البلد وأن الزراعة يترتب عليها الصناعة وأيضا التجارة ويقول أن وزارة الصحة لاتهتم بالفلاح العادى وانما تهتهم بأصحاب المزارع، وأكد أنه أنفق على علاج المواشى حوالى 2000جنيها خلال 10 ايام.
وقال عرفات صاحب مزرعة أنه فقد أكثر من 50 راس من الماشيه لاصابتهم بمرض الحمى القلاعيه ولا تتوقف الخسارة على هذا الحد ولكن الرؤوس الحية تكلفة تحصينها فى اليوم تتكلف 50جنيها مع عدم وجود مصدر أخر للرزق.
ويقول الحاج شعبان عقيل وهو أحد المتضررين: " تعبى طوال السنه ضاع وأن مكسب الماشيه لا يتعدى 400جنيها".
وتم اجراء مقابلة مع د. أحمد محمد طلبه الاشقر طبيب بيطرى بقرية ميت العامل مركز أجا محافظة الدقهلية، قال د.طلبه: أن حالات النفوق بسبب الحمى القلاعيه وصلت الى 600 حاله بين الأبقار والجاموس مشيرا الا أن عدد الابقار بالقريه يبلغ مايقرب 30 الف والاصابات بينها لاتقل عن 80%. وأشار الا أن كل ذالك يأتى بسبب تقاعس مديرية الطب البيطرى وعدم اهتمامها بعلاج الماشيه المصابه محملا مدير الطب البيطرى بالمحافظه وجميع القيادات بمديرية الطب البيطرى المسئولية. موضحا أنهم لابد من محاسبة مسئولى الطب البيطرى فضلا عن المطالبه بصرف علاج بكميات كبيره لجميع المواشى بالمحافظه موضحا أيضا أن نوع الفيرس الموجود sat2 وهذا نوع جديد موجود فى الحمى القلاعيه ولا يوجد ضمن تحصينات الحكومة، كما أن وزارة الصحة منذ حوالى 5 أيام قامت بالابلاغ عن التحصين، كما صرح وزير الصحة بأن التحصينات سوف تتواجد يوم الاثنين القادم ،ويجب أن تتم التحصينات قبل انتشار المرض على الأقل ب14يوم حتى تصل مناعة التحصين 100%. وأضاف: لم يوجد تحصينات كافيه فى مصر تغطى المرض الموجود وأن التحصين الموجود تحصين ثنائى والتحصين المطلوب لابد ان يحتوى على مادةsat2 ولم تكن موجوده ومنع تصديرها وخروجها من الامارات.
وطالب د.طلبه أن تقوم الوحدات البيطريه بدوريات كل أربعة أشهر حتى يتوفر التحصين فى جسم الماشيه عند حدوث تغيير فى حالاتهم، ولونجحت وزاره الصحة فى ذالك أضمن مدى الحياه عدم وجود حمى قلاعيه. وهناك مشكله أكبر نتيجه ظهور المرض وهى المضاعفات التى سببها الفيرس، وعلاج الفيرس هو حقن الماشيه لأن الجهاز المناعى للماشيه ضعيف لا يستطيع استقباله تدريجيا فيقوم بحقنه مرة واحدة فيظهر المرض على جسم الماشيه بسرعه ويكون أشد خطورة على الجاموس الرضيع من عمر أربعة أشهر فما تحت وأيضا الجاموس اللبانى وهذا النوع من الماشيه من اكثر الاصابه بالمرض لانه يدخل على القلب ويسبب مرض اسمه (تايجر هارت ) ويعنى أن القلب يشبه جلد النمر فبعد ذبح الجاموس تظهر عليه علاماته والقلب يوجد فيه بقع زرقاء فلا يستطيع القلب ضخ الدم فالجاموس وقتها يطلب الحلال فالحمى تستمر حوالى 6ايام فى جسم الجاموس قبل ظهور أعراض المرض. وقال الدكتور أن هذا الفيرس عندما يتمكن من الجاموس لاتستطيع القضاء عليه حتى ولو بنسبة 5% وليس شرط فيرس الحمى القلاعيه بل أى فير س عموما وانما يقوم بمعاجلة الأعراض الجانبيه التى سببها الفيرس والاستشفاء منها تدريجيا فى خلال أربع أيام لتثبيت الحرارة. فيقوم الدكتور بتقويه الماشيه، وتقويه مناعته، وغسل الحافر الملتهب، وعلاج اللسان وترطيبه، والمواشى الممتنعة عن الأكل يعلق لها محاليل.
ويقول الدكتور أيضا أنه يجب تدعيم الفلاح بالكيماوى والعلف لكى تنشط الثروة الحيوانية الموجودة، والمشكلة الأكبر أنه يوجد أراضى خصبه ونستورد اللحوم من الخارج وده يعتبر السبب الرئيسى فى انتشار الحمى القلاعيه ويقول الدكتور ما يجب فعله مستقبلا، عمل تحصينات سليمه من وزارة الصحة حتى لو وصلت أن الدوله تشتريها وتدعم الفلاح كما يدعم الخبز، وان أهملت الرقابه هذا الموضوع، سيقوم الجزار بذبح العينه دون ختم سليم من وزارة الصحة أو يرجع الى شراء عينه دون الاهتمام بأنها تحمل الفيرس ام لا. وقال الدكتور، "يجب على الدولة المساهمه مع الفلاح، بحيث تطلب منه ان يدفع 5 جنيهات وتساهم من عندها ب15جنيها فتنمي الثروة الحيوانية ويوجد اكتفاء ذاتى فى البلد". وفي الختام قال د.أحمد محمد طلبه الاشقر طبيب بيطرى: فعلا أننا دولة لا يطلق عليها سوى أنها دولة من العالم الثالث..