ما هو الأصل اللغوى لكلمة " بلطجية " ؟ إنها مشتقة أصلا من كلمة " البلطة " و هى آلة حادة تستخدم – عادة – فى قطع الأشجار و غيرها .و قد شاع بين الناس أن " البلطجى " هو ذلك الشخص الذى يستخدم " البلطة " أو غيرها من الآلات الكبرى – مثل السيف و الجنزير و القنبلة .... إلخ – لإيذاء الآخرين . و لست مع هذا المفهوم رغم شيوعه ، كما أنى لست مع الذين يقولون : " خطأ شائع خير من صواب مهجور " ، و الصواب هو أنه يوجد " بلطجية " لا يستخدمون هذه الآلات و هم أشد خطرا على المجتمع ، و سوف أعرض لبعض النماذج _ و ليس من باب الحصر – ثم أترك للقارئ أن يحكم عليها ما إذا كنا نستطيع أن نطلق عليها صفة " البلطجة " أم لا: أولا : هذا طالب جامعى تراه فى كل وادٍ ( ميدان التحرير ، شارع محمد محمود ، .....) بل تراه فى بعض القنوات الفضائية . إذا تكلم أعجبك كلامه " و من الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ..." و يتحدث كثيرا منتقدا كل شئ ( المجلس العسكرى ، مجلس الشعب ، .... إلخ ) ، و بالبحث عن سلوكيات " هذا الطالب " نجد أنه سيء المعاملة مع أساتذته و زملائه ، و أنه لا ينتقل من سنة دراسية إلى أخرى إلا و هو " شايل " مادة أو مادتين ، و إذا نجح فى أى مادة لا يزيد تقديره عن " مقبول " و هذا يؤشر أنه إذا تخرج من الكلية فسوف يكون تقديره النهائى " فاشل جدا " مع مرتبة " القرف " بالله عليكم : هل نكون ظالمين لهذا الطالب إذا أطلقنا عليه صفة " بلطجى " ؟ ! ثانيا : هذا مدرس يحمله المتظاهرون على أكتافهم و هو يهتف : " بالروح بالدم نفديك يا شهيد " يحسبه الجاهل وطنيا من شدة حماسه ، و بالبحث عن : " سلوكياته " نجد أنه : لايهتم بتحضير الدرس ، و إذا اضطرته الظروف – كحضور موجه – إلى تحضير الدرس فإنه يكون تحضيره قبل بدء الحصة بخمس دقائق ، ولا يدخل الفصل إلا بعد مرور ربع ساعة من موعد بدء الحصة ، ثم ينتهى من شرح الدرس فى عشر دقائق ثم يقضى باقى وقت الحصة فى الحديث مع الطلاب فى كلام لايمت لمادة تخصصه بصلة ، بل يقضى بعض هذا الوقت فى إلقاء " نكت سخيفة " على الطلاب حتى يصفه الطلاب بأنه " دمه خفيف " بالله عليكم : هل نكون ظالمين لهذا المدرس إذا أطلق عليه صفة " بلطجى " ؟ .. ثالثا : بل هذا عضو مجلس الشعب : يترك الجلسة و يخرج ليقف أمام باب مجلس الشعب و يوجه كلامه لبعض المتظاهرين قائلا لهم : اقتحموا المجلس ، و إذا تحدث فى المجلس اكتشفنا أنه لا يعرف – أو لم يقرأ – شيئا عن : " أدب الحوار " ويبدو لنا جليا أن كل همه أنه يعمل " شو " – يعنى مظهره – أكاد أجزم بأن هذا العضو " بلطجى " . و أخيرا فتلك نصيحتى إلى : أولا : القنوات الفضائية : عندما تستضيفون أى شخص يتحدث عن الثورة اسألوه قبل أن يتكلم : ماهى" منجزاتك " فى مجال عملك ؟ . ثانيا : المشاهدون للبرامج الحوارية : لا يفوتكم هؤلاء الذين يلوون ألسنتهم بالإصلاح لتحسبونهم من المصلحين ، فكم منهم من : " يقول مالا يفعل " . و إذا أمكنكم المشاركة بالمداخلات فاسألوا هذا المتحدث عن سيرته الذاتية .