لم تكن مصر تعرف المظاهرات المليونية إلا في يوم 1 فبراير 2011، الذي انطلقت فيه أول مليونية عرفتها مصر في تاريخها. وكانت أول مليونية مصرية في أيام ثورة الغضب التي أعلنها المصريون ضد نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك داخل ميدان التحرير، الذي إذا رأيته خاليا لما تصورت أن هذا المكان الذي تبلغ مساحته 76 ألف متر يستوعب مليون شخص حيث إنه في حالة إحتياج الشخص إلى نصف متر فيستوعب الميدان حوالي 152 ألف فرد فقط. وإحتشد يومها المتظاهرون مرددين هتافات ضد مبارك "ارحل"، "حسني مبارك عاوز إيه عاوز الشعب يبوس رجليه"، ورافعين لافتات تطالبه بالرحيل. وكانت من أهم مطالب الثوار يومها "رحيل مبارك والحزب الوطني الحاكم - إسقاط النظام - تشكيل حكومة إنتقالية - والدعوة إلى إنتخابات مبكرة حرة ونزيهة". ومنذ هذا اليوم والمليونيات لم تتوقف حيث إن مطالب الثورة لم تتحقق حتى الآن، فانطلقت الكثير من المليونيات بمعدل مليونية كل إسبوعين، حيث أصبح ميدان التحرير منذ قيام الثورة الوسلية الوحيدة للمصريين للتعبير عن مطالبهم وإحتجاجاتهم. ولم يعد سقوط مبارك نفسه هو الهدف الأساسي للثورة حيث إن ثوار التحرير يشعرون بأن الثورة لم تكتمل حتى الآن بسبب بطء المجلس العسكري في تنفيذ ما وعد به منذ عام، لذلك تنطلق المظاهرات والمليونيات باستمرار للتنديد بإدارة المجلس العسكري للفترة الإنتقالية التي تعيش فيها البلاد. وتعتبر المليونيات هي وسلية الضغط الوحيدة على السلطة الحاكمة منذ ثورة يناير، ولم تكن تنطلق دعوات لحشد مليونية بميدان التحرير إلا وكان المجلس العسكري يستجيب لمطالب الثوار ولكن بطء الإستجابة يبطل من مفعولها وتأثيرها على الثوار، مما يزيد الموقف سخونة بين المجلس وثوار التحرير. يذكر أن آخر مليونية دعا لها الثوار هي مليونية "الإصرار" التي إنطلقت أمس الثلاثاء بميدان التحرير للمطالبة بتسلم مجلس الشعب السلطة من المجلس العسكري. وأطلق المتظاهرون العديد من الأسماء على هذه المليونيات وفقا لمطالب الثوار فعلى سبيل المثال مليونية "حراسة الثورة"، "حرائر مصر"، "إنقاذ الثورة"، "الفرصة الأخيرة"، "إنقاذ الوطن".