أعلنت د. سامية محرز، مديرة جائزة نجيب محفوظ الأدبية في احتفالية الجائزة السنوية مساء اليوم، منح الجائزة للشعب المصري لإبداعه الأدبي الثوري. كما تعلن في كلمتها، التي تلقيها مساء اليوم بالجامعة الأمريكية، عن إقامة نصب تذكاري ينقش على مدخل الحرم الجامعي في ميدان التحرير اعترافاً بالحرية الجديدة للتعبير الثقافي الذي اتسمت به الانتفاضة الشعبية في مصر، ليكون سجلًا دائمًا لهذا الاحتفال التاريخي. وعن حيثيات منح الجائزة للشعب المصري قالت محرز، "إنه وبمناسبة مرور قرن على ميلاد كاتبنا العظيم نجيب محفوظ، والذي يتزامن مع الثورة المصرية، والثورات في العالم العربي، واعترافًا بالطاقة الثقافية والإبداعية التي انتجها الشعب المصري منذ بداية الثورة قررت لجنة التحكيم للجائزة المكونة من د.جابر عصفور ود. محمد برادة والناقد فخري صالح ومارك لينز مدير إدارة النشر في الجامعة الأمريكية ومني قررنا أن تذهب جائزة نجيب محفوظ الأدبية إلى الشعب المصري لإبداعه الأدبي الثوري. وتشير محرز في كلمتها إلي أنه خلال الأشهر الماضية، نجح المصريون في إحداث ثورة تراثهم الثقافي والشعبي والاحتفالات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من عمليات الاحتفاء والطقوس التي جلبت اليها، والحفاظ على الولادة (المولد) من "الجمهورية المستقلة من التحرير"، لديهم فرديا وجماعيا حشود منتجة من لافتات وشعارات ثورية التي أنشئت على حد سواء البصرية الفورية لمطالب المحتجين وردود على الخطاب السياسي، وأصبحت هذه العلامات في حد ذاتها، ترجمة لإيقاظ الوعي العام وبلورته دون خوف من أجل الحق في التعبير. واعتبرت محرز في كلمتها أن الكتابة على الجدران والشوارع التي مثلت فن الثورة ووسيلة للمصريين لاستصلاح والإعادة المناسبة للحيز الحضاري على الرغم من المحاولات المتكررة ل"تنظيفه" ناهيك عن المضايقات التي يتعرض لها العديد من الفنانين والتي تظهر بشكل واضح، قد خدم في نسيج الحياة في الميدان الألحان الغنائية والشعرية من الميدان للحفاظ على استمرار التجربة الثورية من خلال ملحمة مثل الأناشيد والأغاني القديمة والجديدة، والقصائد الفردية والجماعية. وأشارت محرز إلي سيل النكات السياسية التي برزت بعد الثورة، فضلا عن الأشكال الأخرى الناشئة من الفكاهة والسخرية على شبكات الإعلام الاجتماعي التي " تمثل بعض من أهم الأسلحة التي ساندت المصريين خلال أصعب لحظات مأساوية، وهو الذي أهل الثورة المصرية لتصبح الثورة الضاحكة". وقد أصبح هذا الإنتاج الثقافي الغني والمتنوع جزء لا يتجزأ من السفر لتمثيل التحرير في الإضرابات العمالية في ولاية ويسكونسن في فبراير 2011. جدير بالذكر، أن الجامعة الأمريكية تمنح جائزة نجيب محفوظ الأدبية منذ عام 1996 وهي عبارة عن ميدالية فضية بالإضافة إلي مبلغ مالي وتتم ترجمة الأعمال الفائزة إلي اللغة الإنجليزية وأبرز الكتاب الذين فازوا بالجائزة هم خيري شلبي، وحمدي أبو جليل، وأمينة زيدان إبراهيم عبدالمجيد، ومريد البرغوثي، وفاز بها العام الماضي الروائي السوري خليل صويلح.