قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية الاثنين ان دمشق وافقت على طلب الجامعة العربية بارسال مراقبين الى سورية، في اطار المساعي الهادفة الى وضع حد للعنف المشتعل في البلاد منذ نحو ثمانية اشهر، مقابل تعليق تطبيق العقوبات عليها. وقال جهاد مقدسي ان وزير الخارجية وليد المعلم "رد ايجابيا" على مطالبة الجامعة في رسالة بعثها الى الامين العام للجامعة نبيل العربي ليلة الأحد، وهو الموعد النهائي الذي حددته الجامعة للرد عليها، إلا أن الجامعة لم ترد أو تعلق حتى الآن على "القبول" السوري لارسال مراقبين عرب وأجانب إليها. وأوضح مقدسي سورية "ردت إيجاباً" على البروتوكول المرسل من جامعة الدول العربية إلى دمشق بشأن إرسال مراقبين لمتابعة الأوضاع في سورية. وأضاف أن المراسلات والإستفسارات بين الحكومة السورية والجامعة العربية "ستكون جزءاً من البروتوكول"، مشيرا إلى أن الطريق للتوقيع على البروتوكول "أصبح سالكاً"، وأن التوقيع على الإتفاق سيتم في دمشق، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. وأشار مقدسي إلى أن دمشق طلبت إلغاء كافة العقوبات التي أقرتها الجامعة العربية فور التوقيع على البروتوكول. وفي رده بشأن التعديلات التي طلبتها سورية على البروتوكول، قال مقدسي إن التعديلات تناولت "مدة البروتوكول، والتنسيق مع الجانب السوري أثناء جولة المراقبين، وتحديد مصدر العنف على الأراضي السورية". ووصف مقدسي الأجواء في سوريا بأنها "إيجابية"، معربا عن أمله أن يكون رد جامعة الدول العربية إيجابيا أيضا.
"ما بعد الاسد"
في هذه الاثناء أجرى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تناولت سورية بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، وأضاف أن واشنطن وأنقرة تفكرأن في كيفية مساعدة سورية إذا أطيح بنظام الرئيس الأسد. وقال بايدن، في لقاء مع الصحفيين الذين رافقوه خلال رحلة عودته من تركيا، إن رحيل الأسد لا يعني بالضرورة نشوب صراع طائفي موسع في المنطقة. وأضاف "كان هناك إحساس خلال مناقشاتنا (في تركيا) بأنه سيكون من الممكن التعامل مع الأوضاع من دون حدوث تداعيات تتعدي سورية". وكان بايدن أجرى مشاورات السبت مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إستمرت ساعتين وتناولت ما آلات إلية الأوضاع في سورية في حال رحيل الأسد عن السلطة. لكن بايدن أكد أن قضية إنشاء منطقة عازلة لم يتم التطرق إليها خلال اللقاء الذي جمعة مع أردوغان "أحقاد طائفية" من جانبه قال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية إن الرئيس الأسد يقود بلاده إلى حرب أهلية من خلال تغذية الأحقاد الطائفية. وإتهم الأسد بإرغام الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها، بالدخول في صراع دموي مع الغالبية السنية، وقال فيلتمان "بشار الأسد هو الشخص الذي يعمق الأحقاد الطائفية". وأضاف "إنه (الأسد) يستخدم طائفة واحدة في سورية ويعتمد على أجهزة مخابرات تتشكل بصورة أساسية من طائفة واحدة ويستخدمها ضد متظاهرين يتشكلون بصورة كبيرة من طائفة أخرى". وتابع قائلا "لذلك عندما نتحدث عن النزاع الطائفي المتنامي في سورية، فإن هذا الأمر يحدث نتيجة لما يفعله بشار الأسد".