تستعد السعودية لتشييع جنازة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الثلاثاء ، وسط أجواء من الحزن والألم في جنازة وطنية مهيبة بحضور حشد كبير من القادة والمسئولين العرب والأجانب يمثلون أكثر من 100 دولة عربية وإسلامية وصديقة فيما يتحول الاهتمام داخل المملكة وخارجها إلى خليفته والتعيين المحتمل لوزير دفاع جديد. وتتجه أنظار السعوديين خصوصا والعالم بأسره إلى مقبرة "العود" التاريخية التي كانت مكانا لدفن ملوك الدولة السابقين ، حيث سيوارى جثمان ولي العهد السعودي الثرى فيها. وتعتبر مقبرة العود واحدة من المقابر التاريخية في الرياض ، حيث دفن فيها الإمام عبد الرحمن بن تركي ، والملك المؤسس عبد العزيز ، وأبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد ، فهناك موقع خاص بالجهة الجنوبية من المقبرة للأسرة المالكة. وقد تلقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز العديد من الاتصالات وبرقيات التعازي من ملوك ورؤساء وكبار المسئولين في العالم, وقرر الخروج من المستشفى بعد تلقيه خبر وفاة أخيه وولي عهده حيث أجرى عملية جراحية في ظهره تكللت بالنجاح وتماثل للشفاء ليستكمل علاجه بعيادته الخاصة في قصره. واستمرت وسائل الإعلام بالمملكة في الحداد على الأمير سلطان الذي كان وليا للعهد للملك عبد الله لمدة ست سنوات وشغل منصب وزير الدفاع والطيران منذ عام 1962 بعد وفاته في نيويورك يوم السبت. وتشير التكهنات على نطاق واسع إلى أن وزير الداخلية المخضرم الأمير نايف والذي ينظر إليه على انه محافظ أكثر من الملك عبد الله والأمير سلطان انه سيصبح وليا للعهد في الأيام المقبلة في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وثمة قرار رئيسي آخر يحتمل أن يتخذ في الأيام القادمة ، وهو تعيين وزير دفاع جديد. وتستخدم السعودية صفقات شراء الأسلحة بمليارات الدولارات لتعزيز علاقاتها مع كبار حلفائها الغربيين مما يجعل وزير الدفاع شخصية حاسمة في صياغة كل من السياسة الخارجية والأمنية. ومن المتوقع أن يختار الملك عبد الله استدعاء هيئة البيعة لأسرة آل سعود الحاكمة التي شكلها في 2006 والتي من الناحية الفنية لن تضطلع بمهامها إلا بعد وفاته للمصادقة على اختياره لولي العهد. وتولى الأمير نايف بالفعل إدارة الشئون اليومية في المملكة خلال غياب كل من الملك عبد الله والأمير سلطان، وينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه التالي في خط الخلافة. وعلى الرغم من سمعته كأحد الصقور فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ومعارضته للإصلاحات المحلية والسياسية يقول محللون انه ربما يظهر جانبا أكثر ليبرالية كملك. ويجدر الإشارة إلى أن خط الخلافة الملكية لا ينتقل مباشرة من الأب إلى ذريته ، ولكن ينتقل بين خط من الأخوة أبناء الملك عبد العزيز بن سعود الذي توفي عام 1953. ومهما كانت التعيينات التي سيقوم بها ، فإن الملك عبد الله سيضطر إلى الحفاظ على توازن دقيق للسلطة في العائلة الملكية التي بها آلاف الأعضاء وعشرات الأفرع وتسيطر على الحكومة السعودية والقوات المسلحة والأعمال. وقد تدفع التغييرات الملك إلى القيام بأول تعديل حكومي كبير خلال حكمه، على الرغم من أن بعض المحللين يقولون إنه ربما يفضل الانتظار لتجنب أي ملاحظة بأن التغيرات كانت تجرى تحت ضغط.