بدأت السبت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لبحث النمو الاقتصادي وسبل إيجاد فرص العمل في العالم العربي. وعبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بداية جلسة الافتتاح عن تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز أل سعود واصفا الفقيد بأنه رجل دولة مميز وأحد المدافعين بقوة عن القضايا العربية والإسلامية. وقال ملك الأردن في كلمة الافتتاح أن الكرامة والفرص والديمقراطية والسلام والعدل لا يمكن الفصل بينها وانه لتحقيق التقدم في مجال واحد يجب التقدم في جميع المجالات. وأضاف أن اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي حول النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي يعقد في وقت في غاية الأهمية خاصة وان الشرق الأوسط يعاني اليوم من أعلى معدل بطالة بين الشباب في العالم حيث تزيد جيوب الفقر من تفاقم الوضع. وأشار إلى أن أحداث هذا العام فتحت الطريق أمام التغير الايجابي ولكنها أدت في العديد من الأماكن إلى اختلالات اقتصادية مؤلمة ما يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات تغطي جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية وصناعة السياسات والحياة الاجتماعية والقيم الثقافية. وحول الوضع في الشرق الأوسط قال الملك عبد الله الثاني أن السلام والعدل يفتحان الباب للخروج من الأزمة الإقليمية والتي يكمن جوهرها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأوضح أن مستقبل الشرق الأوسط وما وراءه يصب في تحقيق السلام القائم على حل الدولتين إحداهما دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية حسب ما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة وبما يؤدي إلى معالجة قضايا الوضع النهائي. من جانبه أكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفسور كلاوس شواب على أهمية المنتدى الذي يعقد في الأردن للمرة السادسة منذ عام 2003 مطالبا بردم الفجوة بين الدول سيما تلك التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة ما يحتاج تبني وسائل جديدة أكثر استدامة لتحقيق التنمية وأحداث فرص العمل. وأكد الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب خلال جلسة أعقبت الافتتاح الحاجة إلى خطة مارشال عربية لتنمية الاقتصاديات العربية. وعن طبيعة هذه الخطة قال أنها تكون توليفة ما بين الخطط التي يطرحها صندوق النقد الدولي والخطة التي يطرحها البنك الدولي مؤكدا أن الأمر يعتمد على الشروط وضمان التزام الدول بالقواعد والأنظمة المطلوبة. وأضاف أن هذه التوليفة هي المعادلة الوحيدة التي من شأنها أن تنجح في البلدان العربية الأقل نموا وخاصة الدول غير النفطية مشددا على ضرورة التعايش مع سوء إدارة الأزمة الاقتصادية العالمية مع تضاؤل الجوانب المالية. يناقش المنتدى الذي يستضيفه الأردن بمشاركة نحو ألف شخصية سياسية واقتصادية من 50 دولة الأوضاع الاقتصادية والتنموية في العالم العربي في ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية في المنطقة مع التركيز على تنشيط النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. ويناقش المشاركون على مدى يومين دور منظمات المجتمع المدني العربية في ظل الحراك الاجتماعي ونماذج من الحكومة الاقتصادية ومدى الحاجة إلى الإبداع الاقتصادي الذي يؤدي إلى المخرجات الايجابية. كما يناقشون مشكلات الانكماش الاقتصادي على مستوى الوطن العربي وتوقعات النمو الاقتصادي ومعدل استحداث فرص العمل وعلاقة الخطط الاقتصادية ومستوى ثقة المستثمرين في تحقيق هذه الأهداف ومدى تأثير حالة عدم اليقين التي تسود في العالم حيال النمو. ويبحث المنتدى أهمية الشفافية والمساءلة في بناء الثقة المؤسسية ومواجهة تحديات الحكومة الرشيدة ودور الإعلام في نشر التوعية حول هذه القضايا التي تعتبر رئيسية في المؤتمر. وخصص المنظمون جلسة لمناقشة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق النمو الاقتصادي والتركيز على الريادة في قطاع الأعمال على مستوى الوطن العربي ودورها في استحداث فرص العمل إلى جانب الرعاية الاجتماعية التي تعنى بها منظمات المجتمع المدني. كما خصصوا جلسة أخرى للبحث في مستقبل التعاون بين الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية ودوره في أحداث التنمية الإقليمية. ويعالج المنتدى أهمية تطوير الروابط التجارية للوطن العربي مع شبكة التجارة العالمية لإطلاق النمو والدفع باتجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى موضوعات خاصة بالصحة والتعليم ووسائل الإعلام ومواجهة ندرة موارد المياه وتمكين المرأة ومواجهة تحديات البطالة. وسيتم خلال المؤتمر منح جائزة الملك عبد الله الثاني للانجاز والإبداع الشبابي لثلاثة فائزين من بين 1700 مترشح تقدموا للجائزة سيتم اختيارهم من قبل مجموعة حكام من المنطقة العربية. وتهدف الجائزة إلى دعم وتحفيز الشباب الرياديين العرب وتشجيع ثقافة المواطنة الصالحة.