قال داود أوغلو وزير الخارجية التركي إن بلاده ستتحالف مع مصر، أقوى دولتين من الناحية العسكرية والكثافة السكانية والتأثير فى المنطقة، لقيام شراكة بين البلدين وخلق "محور ديمقراطية" جديد للقوى في الشرق الأوسط فى وقت يتضاءل فيه التأثير الأمريكى في المنطقة، مؤكدا أن تركيا تريد مصر دولة "قوية جدا" من أجل توازن القوى الإقليمى. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الاثنين عن أوغلو قوله "إن ذلك هو ما نرغب فيه.. ولن يكون محورا ضد أى دولة أخرى أو ضد إسرائيل أو إيران .. ولكنه سيكون محور الديمقراطية الحقيقية.. وسيكون محور الديمقراطية لأكبر دولتين فى المنطقة من الشمال إلى الجنوب.. من البحر الأسود نزولا إلى وادى النيل فى السودان". وتوقع أن تزيد استثمارات تركيا في مصر من 5,1 مليار دولار إلى خمسة مليارات خلال العامين المقبلين وأن تزيد المبادلات التجارية من 5,3 إلى خمسة مليارات دولار قبل نهاية عام 2012 والى 10 مليار دولار في العام 2015، وأضاف أن رجال الأعمال الذين رافقوا رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء خلال زيارته إلى مصر في الأسبوع الماضي، وقعوا عقودا بقيمة إجمالية تصل إلى مليار دولار وقعت خلال يوم واحد في مصر، مضيفا أنه من أجل توازن القوى الإقليمى إننا نريد مصر دولة قوية -- قوية جدا. وذكرت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن تركيا عرضت الأحد رؤية لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط سقطت فيها تحالفات تركيا السابقة مع سوريا وإسرائيل إلى عزلة أكبر وازدهر فيها تحالف مع مصر، مما يؤكد أن نظاما جديدا فى منطقة تموج بالثورات قد قام، وتابعت الصحيفة أن ذلك المشهد وصفه وزير الخارجية التركى فى حديث مطول مع الصحيفة قبل توجهه إلى نيويورك التى يتوقع أن يحتدم فيها الجدل الأسبوع الحالى حول مسعى الفلسطينيين للاعتراف بدولتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن أوغلو الذى ينظر العديد إليه كمهندس السياسة الخارجية التى جعلت تركيا أحد أكثر اللاعبين ذوى الصلة فى العالم الإسلامى، أعلن فى حديثه أن إسرائيل هى المسئول الوحيد عن انهيار شبه كامل للعلاقات مع تركيا حليفها فى الماضى واتهم الرئيس السورى بالكذب عليه بعد أن عرض مسئولون أتراك على حكومته "فرصة أخيرة" لإنقاذ السلطة من خلال وقف قمعها الوحشى على المعارضة. وأضاف أن تركيا تعمل على حل جميع مشاكلها مع دول الجوار ضمن شعار لا مشاكل في علاقات تركيا مع دول الجوار، وأنه لا أحد يلوم تركيا أو أى دولة أخرى في المنطقة على العزلة التى تعيشها إسرائيل، مشيرا إلى إسرائيل وحكومتها هم من عزلوا أنفسهم وأنهم سيتعرضون لعزلة أكبر إذا ما استمروا في سياساتهم الرافضة لجميع المقترحات لحل مشاكلها.