تعيش جماهير مصر في الفترة الأخيرة حالة غير مسبوقة من العشوائية تسببت في التراشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت الى ساحات للمعارك الكلامية , وبعد ان أعتقدنا اننا تخلصنا من التعصب, ظهرت الطائفية الرياضية بين الزملكاوية والاهلاوية داخل و خارج مصر , ومن هذا المدخل انطلق واؤكد ان التخطيط عنوان النجاح دائما , وسمة الامم المتحضرة , وان تطور اي منظومة يعتمد دائما على الخطط الواضحة و البدائل المتاحة في حال تعذر تنفيذ الخطة الاساسية ,وهذا يجعلني اتساءل وبشكل محدد عن التخطيط و أين هومن واقعنا الرياضى ككل على الاخص في ملف كرة القدم التي لم تعد مجرد لعبه تستحوذ على اهتمامات شعوب العالم ,, بل و تحولت منذ زمن الى صناعة وثقافة و استثمار ومنظومة علمية مكتملة الابعاد , ولكي نضمن النجاح تسيير تلك المنظومة فلابد ان تتوافر عديد المقومات وسط اجواء ومناخات ايجابية تساعد بلا شك لضمان التطوير المنشود , ويبقى السؤال أين نحن من هذا كله , خاصة واننا قادمون بعد أسابيع قليلة على تنظيم أكبر حدث كروي وجماهيري على مستوى القارة الأفريقية التي نستضيفها في نهاية الشهر السادس من العام , و هو ما يجعلني أتساءل هل كنا حقا نخطط لاحتضان هذا الحدث الكروي الكبير أم أننا تفاجأنا وتفاجئ معنا اتحادنا الكروي بهذه الرغبة السياسية في الاستضافة ,انني أطرح هذا السؤال المهم للغاية بمناسبة حالة الفوضى التي أصبحت تسود الشارع الكروي في مصر خلال الفترة الاخيرة بما يصاحبها من انفلات وتراشقات جماهيرية ورسمية على مستوى بعض المسؤولين في الأندية وهو ما يجعلنا نعيش بحق على شفى فتنة رياضة غير مسبوقة .. فما سبب هذه الفتنة ومن يقف ورائها ومن الدافع عليها ومن يأججها ويشعل نيرانها بين جماهير أكبر ناديين في القارة الافريقية ؟ وهل ظهور وافد جديد في المنظومة الكروية تحديدا سبب اشتعال هذه الفتنة ؟ و هل اتحاد الكرة الذى اراه سلبيا وضعيفا بشكل غير مسبوق أمام اموال الكيان الجديد ؟ و لماذا يتعامل اتحاد الكرة مع طلبات هذا الوافد وكأنها أوامر واجبة التنفيذ بأسم المال , أليس استقدام الحكام الاجانب لادارة مباريات الوافد الجديد يعتبر تدخلا و استثناءا غريب وبشكل غير مسبوق ولانراه في أي مسابقة دوري في أي مكان في العالم , أليس هذا انتقاصا من صلاحيات اتحاد الكرة , هذا يجعلني أسأل عمن يدير كرة القدم في مصر , هل الأندية أم اتحاد الكرة ؟ و أين دور وزارة الشباب و الرياضة التي تكتفى بلعب دور" حمامة السلام " بين ضحايا الفتنة الرياضية ؟! أين اللوائح و القوانين التي تطبق على الجميع بدون محاباة , للأسف ياسادة اننا نفتقد الى أبجديات التخطيط المحترم ولا نزال نتعامل بالأستثناءات ولانطبق اللوائح على الجميع دون تفرقة , ويسأل عن ذلك كله اصحاب الحل والعقد في المنظومة سواء اتحاد الكرة اوالمؤسسات المسؤولة عن الرياضة في البلد سواء الحكومية أوالأهلية ,وبسبب غياب كل هذه العوامل تعيش جماهير مصر حالة مقيتة وغير مسبوقة من العشوائية تتسببت في اطلاق نيران البوستات والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت الى ساحات للمعارك الكلامية , بعد ان أعتقدنا أننا قد تخلصنا من التعصب الرياضي , ظهرت الطائفية الرياضية بين الزملكاوية والاهلاوية داخل و خارج مصر ,كل يدافع عن مصالح ناديه الذى ينتمي اليه , ومن أجل المكاسب المالية الرخيصة نجد من يدافع عن الوافد الجديد وتداخل العمل الاعلامي مع العمل الرياضي التطوعي داخل اتحاد الكرة وبدأ الفساد يطل براسه من خلال الفتنة الرياضية المصنوعة , أبحثوا ياسادة عن المسؤول عن ظهور هذا الكيان الدخيل الذي يتلاعب بمشاعر جماهير الاندية الشعبية باسم المنافسة الرياضية لان ما يحدث هو عين العشوائية وليست له أي علاقة بالتخطيط المحترم ويتنافى مع المسؤولية الاجتماعية والرياضية , مازلت اؤكد وأكرر من وجهة نظري أن الاستثمار الرياضي في أندية مصر خط أحمر , لأن الأخطاء فيه بعيدا عن أية ضوابط ستهدد النسيج الاجتماعي وتتسبب في الفتنة و الانقسامات وعدم الاستقرار , في وقت الرياضة المصرية في أمس الحاجة الى توحيد الصفوف ومؤازرة كافة الجهود لضمان النجاح في التحدي المقبل ولكي نضمن تنظيم أنجح نسخة بين بطولات كؤوس الامم الافريقية , ولكي نضمن وجود منتخب مصر في المبارة النهائية ونضمن عدم خروج اللقب من بين أيدينا , ولكي نوفر الأجواء الصحية لتعود الجماهير الي الملاعب بدون قيود و بدون الخروج عن النص , ولكي نضمن نجاح مسابقة الدوري المهددة فعلا بسبب سوء التخطيط ولكي لانعيش في أجواء من الضبابية و العشوائية التي تخرج علينا كل يوم .. ياسادة كرة القدم مرة أخري اكررها ليست مجرد لعبة بل هي صناعة ومنظومة واستثمار و احتراف وتسويق و حالة شعبية و جماهرية تجمع و لاتفرق , علينا أن نذكر أنفسنا مرارا و تكرارا بشعار اللعب النظيف داخل الملعب و خارجه وعلينا أن نتعلم ثقافة احترام الاخر في ظل المنافسة الرياضية الشريفة , لانبدد طاقاتنا في تراشقات أصبحت منبوذة , ففي العالم المتحضر يصافح الفائز المهزوم , و من لايتحلى بهذه الاخلاقيات فهو لايزال يعيش اجواء التخلف وبعيد عن الرقي الرياضي الحقيقي , علينا أن نتحد جميعا في وجه من يحاول تخريب الرياضة المصرية , علينا أن نكشف الدخلاء , انني ادعو الي مبادرة من أجل لم شمل جماهير الناديين الكبيرين واحباط كل محاولات اثارة الفتنة , وبدون ذلك ستكون مصر والرياضة المصرية " القوة الناعمة " هي الخاسر الاكبر