معاناة من مرض الشيخوخة وإصابة بالارتجاف الأوزوني الذي يتسبب في ارتفاع حاد في ضغط الدم وبطء في نبضات القلب... هذه هي الأمراض التي ذكرتها بعض المصادر في اللجنة الطبية المكلفة من النائب العام بمتابعة الحالة الصحية لمبارك قبل نقله إلي سجن طرة... اللجنة الطبية أوصت باستمرار وضع المتهم بالمركز الطبى العالمى، وعدم نقله خارج المستشفى لما يهدد حياته من خطر إصابته بجلطة دماغية وقلبية فى حالة نقله، وأيضا لعدم تجهيز مستشفى السجن بما لا يسمح بنقل الرئيس المخلوع إليها. وأكدت مصادر طبية أن التقرير النهائى تضمن أن مبارك كان يعانى من مرض الشيخوخة، ونتيجة الضغوط النفسية السيئة، وتناول بعض العقاقير تسببت فى إصابته بالارتجاف الأوزونى الذى تسبب فى ارتفاع حاد فى ضغط الدم، وبطء فى نبضات القلب، والذى كان سيؤدى إلى توقف القلب والوفاة فى حال عدم إسعافه. ولكن إذا كانت هذه الأمراض تمنع من مجرد نقل مبارك إلي مستشفى طره.. فهل من الممكن أن تكون سببا في الإفراج عنه؟َ!.. وما هي الأمراض التي تؤدي إلي الإفراج عنه؟َ!... يقول د. محمود كبيش- عميد كلية حقوق القاهرة-: هذا التقرير لا يعني الاعتماد عليه في الإفراج الصحي عن مبارك، لأن السجن ليس معناه طرة فقط، فالسجن يعتبر أي مكان يتم فيه تقييد حرية المتهم، ووارد جدا أن يتقرر تنفيذ عقوبة حبس مبارك في المستشفي، وذلك حسب ظروفه الصحية، أما عن الإفراج الصحي فالقواعد تؤكد أنه يتم ذلك إذا كان تنفيذ العقوبة يسبب للمتهم خطراً جسيماً على حياته، فمن سلطة النيابة العامة أن تقرر الإفراج عنه. كما يقول د. أحمد سعد- أستاذ القانون الجنائي-: مبارك الآن في مرحلة الحبس الاحتياطي، ومن حق القاضي أن يودعه في مكان آمن وصحي مثلما نرى الآن، ولكن فكرة الإفراج الصحي تأتي عن طريق تقديم طلب للنائب العام يؤكد فيه أن حالته الصحية لا تسمح له بالتواجد في السجن، ولكن يأتي ذلك بعد أن يدخل مستشفى السجن، وهي التي تقرر هل ظروفه الصحية تسمح له بالبقاء في السجن أم لا، ومن الممكن أن يقضي فترة عقوبته في مستشفى خاص على حسابه، أو من حق الحاكم أن يوقف الحكم ويتنازل عن حق الدولة في تنفيذ العقوبة، ولكن العفو الصحي يجعله يبقي في مكان آمن وتكون فيه مراقبة وكأنه في سجن. ويعلق على ذلك الدكتور ناصر الغندور – أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة- قائلا: أولا التقرير الذي صدر مبهم تماما، ولكن بشكل عام الارتجاف الأوزوني الذي يعاني منه مبارك لا يمنع من دخوله السجن، لأنه مزمن وهناك من يعيش به، وله علاج لتلافي حدوث جلطة في المخ، فالارتجاف الأوزوني يسبب ركوداً في الدم داخل الأوزين، ويحدث تجويفاً بالقلب، ولو تكون هذا التجويف ينفصل جزء من الجلطة ويحدث انسداد في الأوعية، ولكن الحالة التي تجعل من الضروري الإفراج الصحي عن مبارك هو أن يكون دخل في مرحلة جلطة في المخ أو قصور في الدورة الدموية المخية، أو تحدث جلطة في القلب، وبسبب الارتجاف يؤدي ذلك إلي سكتة دماغية، فإذا أثبتت التقارير أن الارتجاف الذي يعاني منه مبارك يؤدي إلي أي جلطات فهذا يمنع من دخوله السجن بالطبع، ويصبح تحت إشراف طبي كامل.