ماذا بعد ؟.. هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد ما حدث في مباراة أمس بين الأهلي وغزل المحلة باستاد المحلة في الجولة ال11 بالدوري. هل تلعب المباريات بدون جمهور؟ وهل أصبح هذا هو العرف السائد؟ هل أصبحت الكلمة الأولى للجماهير في كل شيء ؟ وهل ما حدث أو أي خطأ قد يحدث من لاعب أو حكم أو مدير فني يستحق أن تظهر ملاعبنا بهذه الصورة السيئة؟ ما حدث أمس بملعب غزل المحلة ينضم إلى وصمات العار للملاعب المصرية، وتحديدا في الدقيقة 53 من عمر المباراة والتي شهدت تسديدة لوليد سليمان لاعب الأهلي، لتصطدم بقدم عمرو رمضان مدافع الغزل، لتسكن شباك المحلة "المخرومة"، ورغم أن اللاعب وزملائه أبدوا حسرتهم على هدف التعادل للأهلي لتصبح النتيجة 2 2، إلا أن تردد الحكم ياسر عبد الرؤؤف، ومساعده أعطي الفرصة للاعبي المحلة، أن تعترض على الهدف، وللجماهير الفرصة للهجوم على الملعب بالشماريخ، في مظهر أقل ما يوصف به أنه فوضوي، ليخرج بعد ذلك الحكم ولاعبو الأهلي وجهازهم الفني من الملعب وسط حراسة أمنية مشددة، وتظل الكاميرات مسلطة على الملعب لتنقل رد فعل جماهير المحلة ولاعبيه المنتظرين قرار الحكم، الذي قرر بعد ذلك إنهاء اللقاء واحتساب المباراة فوز الأهلي بهدفين للاشيء. الغريب أن اللاعب عمرو رمضان قال في تصريحات تليفزيونية، إنه غير متأكد من كون اللعبة هدفاً ام لا، رغم وضعه يده على راسه تعبيرا عن حسرته من دخول الكرة مرماه. ولكن الأسوأ هو ما حدث بعد ذلك عندما قامت جماهير المحلة بمهاجمة أتوبيسات جماهير الأهلي وقذفها بالحجارة وهو ما أدى إلى تهشمها، وهو ما اضطر أمن المحلة إلى إخراج لاعبي الأهلي الذين انتظروا طويلا في سيارة ترحيلات مصفحة حماية لهم من جماهير المحلة التي كانت متربصة بهم. الناقد الرياضي، عصام شلتوت، قال لبوابة الشباب، إن الدوري لابد أن يستكمل وأن تلعب مبارياته بجمهور، ولكن الأهم من كل هذا أن يتابع كل شخص عمله، الجماهير التي نزلت للملعب بالأمس بالتأكيد تم تصويرها، ولابد من القبض عليهم جميعا ومحاكمتهم على سلوكهم، هذا من الناحية الأمنية وأحب أن اشير ايضا إلى أن الأمن تعامل بذكاء مع الموقف وتغيرت سياساته تماما عندما طلب من لاعبي المحلة التواجد في الملعب، لإيهام الجماهير أن لاعبي الأهلي سيعودون مرة أخرى، ولكن التصرف الأفضل سيكون عندما يقبض على الجمهور المشاغب، أما من الناحية الكرويو فلابد أن محاسبة إبراهيم يوسف الذي كذب وأثار الرأي العام وقال إن الكرة لم تدخل المرمي، ايضا على اتحاد الكرة أن يتخذ قرارات رادعة وأن يحاسب الجهاز الفني للمحلة الذي ظل يتحدث في الفضائيات ويشعل الجماهير ويقول ان الكرة ليست هدفا رغم أنها واضحة للجميع، ولابد من معاقبة فريق المحلة بالهبوط واللعب في مجموعة الصعيد وليس مجموعة بحري، وأن يتم إيقاف ملعب المحلة لمدة عام. وأضاف شلتوت، أنه إذا كانت هناك معالجات سيئة وفاشلة لما حدث في مباراة أمس، فمن المتوقع ان تكون هناك تداعيات سيئة، وإذا كان نخاف سابقا من عصا الأمن، فلابد أن نفعّل الآن عصا القانون والتي يجب أن تكون أكثر غلظة. أما الدكتور ياسر أيوب، فقال، أنا غير متفائل، فالقادم أسوأ، لأننا ليس لدينا سلطة كروية حازمة، الكرة الآن تدار بجماهيرها، وطبيعي أن تكون هذه هي النتيجة، ومازال هناك أسوأ فالأهلي سيلعب فالإسماعيلية، والزمالك في بورسعيد، وهناك مباراة القمة، وكل جمهور لن يقبل أي نتيجة لفريقه غير الفوز. وأضاف أيوب، أن ما قامت به جماهير المحلة ليس له اي مبرر، كما أن هذا الموقف تكرر قبل ذلك في مباراتهم مع المصري، وبالتالي اكتشف جمهور المحلة أنه يستطيع ان يغير أي شيء، يمكنه بهذا الأسلوب تغيير مدرب، أو تعيين مدرب جديد مثلما فعلوا سابقا. وأكد ياسر أيوب، أن التداعيات ستكون سيئة، وأن ولن أسير مع ما يقال بأن هذه مجرد غلطة حكم، ولكن الحقيقة أن هناك نزوع جماعي للبلطجة، والخروج على النظام وهذه أصبحت عادة مصرية. وقال ايوب أنا ليس لدي فرق بين من نزلوا الملعب بالأمس، وبين من قطعوا قطار السطكة الحديد لتحقيق مطالبهم، وبين المعترضين على تعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزرا.