قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية : "إن الإسلام اهتم بضرورة الترابط الأسري ؛ لأن ترابط المجتمع وصلاحه أساسه ترابط الأسرة ، فإن لم تكن الأسرة مترابطة أصيب المجتمع بخلل شديد" ، وذلك خلال حواره الأسبوعي ببرنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" . وأضاف فضيلة المفتي : "إن الأسرة هي صلب المجتمع في الوقت الحاضر ، ولا يكون المجتمع قويًا إلا إذا أحسنّا إدارة الأسرة ، وإذا لم نحسن إدارة الأسرة إدارة رشيدة فسنكون أمام مأزق وكارثة فيما بعدُ ، ليس على المستوى الأسري فحسب ، بل على مستوى المجتمع ، حيث إن المجتمع يتكون من مجموعةٍ من الأُسر ؛ لذا قال علماء الاجتماع إن المجتمع عبارة عن فردٍ مكررٍ ، ومن ثم تشكل الأسرة الوحدة المحوريةَ في بناء هذا المجتمع ؛ فهي الأساسُ في استمراره في الوجود . ولفت فضيلته النظر : إلى ضرورة حماية الأسرة ، موضحًا أن هذه الحماية تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات الطويلة كالحاجة إلى تثقيف المجتمع ، والحاجة إلى إجراءات تشريعية لبعض الأمور فضلًا عن الموجود ، والحاجة إلى ثقافة قضائية لدى المتقاضين من أطراف الأسرة عند حدوث نزاع قضائي ، مؤكدًا أننا لا نريد تربصًا وعنادًا من أحد الأطراف تجاه الآخر ، بل نريد أن يكون الفضل هو المعيار والضابطَ في التعامل ، مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]. وشدد فضيلة المفتي : على ضرورة الرجوع والامتثال للنموذج النبوي في التعامل مع الزوجة ، وعلى أهمية استحضار القيم الراقية في التعامل والاقتداء بالنبي الكريم في معاملته الطيبة مع أزواجه ، وفي الإدارة الحسنة والرشيدة والاحتواء لأي أزمات تحدث ، وكذلك استحضار المسيرة المباركة للصحابة في تعاملهم مع أزواجهم بتذكرهم الجوانب الإيجابية في الحياة الزوجية . وعن توصيف أسباب كثرة النزاع والمشاكل الأسرية قال فضيلته: إن ذلك بسبب غياب تحمل الطرف الآخر والوقوف عند تفاهات الأمور ، بل التربص والعناد مع الآخر ، وهذا أمر خطير وكما قيل : "معظم النار من مستصغر الشرر" . مطالبًا بضرورة الصبر وعلاج الأمور بحكمة وتحمل كل من الطرفين للآخر حتى تنجو السفينة . وعن اهتمام الشرع الحنيف بصلاح الأسرة أوضح فضيلته : أن القرآن اهتم بالعلاقات الأسرية في سور كثيرة وآيات متعددة فضلًا عن الآيات العامة في الأخلاق والآداب الموجهة لعامة الناس ومن ضمنهم الأزواج ، وكذلك فقد روت لنا السنة المطهرة نماذج للحياة الأسرية المستقرة والهادئة ، ولم يغب الأمر كذلك عن الفقهاء ، فقد اهتموا اهتمامًا بالغًا بتقعيد وتفصيل حقوق وواجبات الزوجين في كل مراحل العلاقات الزوجية وما قبلها وما بعدها ؛ مما يدل على عناية الشرع واهتمامه بذلك . وأشار فضيلة المفتي : إلى أن مصطلح الأحوال الشخصية مصطلح مستحدث استفدناه من غيرنا ، وقد قبلناه بارتياح لأن له أصلًا ولا يخالف الشرع ، ولذا فقد اعتمده العلماء والفقهاء وشرحوا قوانينه وأحكامه . مختتمًا حواره بالإشارة إلى التجربة المصرية الفريدة في التشريعات القضائية والتطبيق القضائي في مجال الأسرة والأحوال الشخصية التي أصبحت مصدرًا ومرجعًا للعديد من الدول الأخرى .