هنأ الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية ، والقوات المسلحة الباسلة ، والشعب المصري كله ، بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان ، سائلاً الله تعالى أن يجعل أيامنًا كلها نصرًا وعزة ورفعة وأمانا ورقيًا وازدهارًا بإذن الله تعالى . وقال وزير الأوقاف خلال مشاركته مساء أمس في احتفال وزارة الأوقاف بذكرى انتصارات العاشر من رمضان بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها : أن أسباب النصر متعددة ولكنها ترجع إلى عاملين أساسيين وهما : الأخذ بالأسباب ، وحسن الاعتماد على الله والتوكل عليه ، فالأخذ بالأسباب جاء في قول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ ( الأنفال: 60 ) ، والقوة هنا جاءت بأسلوب التنكير لتشمل كل مناحي القوة ، وهذا المعنى يتوافق مع الحروب الحديثة التي لا تعتمد على قوة العدة والعتاد فحسب . وأوضح وزير الأوقاف ، أن القوة المتكاملة لا تقوم على مواهب وملكات الأفراد فحسب ، بل لابد وأن تصب هذه الملكات في قوة الوطن والدولة ، مؤكدًا أن الجيوش حتى تكون على إعداد منيع تحتاج إلى اقتصاد قوي ، وإلى بنية أساسية تنطلق منها ، وإلى علم وثقافة ، وإلى شعب واع بالتحديات والمخاطر . وأكد وزير الأوقاف ، أن قوة الوطن هي من قوة الأفراد ، وكل فرد يمكن أن يكون نقطة قوة إيجابية للوطن ، وأن مقياس قوة الأوطان مرجعيتها إلى قوة الأفراد وإمكاناتهم ونتاجهم ، فالعامل الذي يتقن عمله ، والطبيب الذي يتقن طبه ، والمهندس ، والمعلم ، والإمام ، والصانع ، والتاجر ، وكل إنسان في مكانه أو في وظيفته يؤدي واجبه على الوجه الذي يرضي الله عز وجل هو نقطة من نقاط القوة ، ووسيلة من وسائل النصر ، وكلما زاد عدد نقاط القوة كلما قويت شوكة الوطن ، وكل إنسان لا يؤدي واجبه ولا يتقن عمله هو نقطة من نقاط الضعف ، مبينًا أن الصوم الحقيقي هو لمن تحمل مشقة العمل وشدة الحر ووقف على الجبهة مرابطا منافحًا ومدافعًا عن الوطن . وبيُن وزير الأوقاف ، أن الأخذ بالأسباب مع حسن الاعتماد على الله تعالى ينفي العجب ، ويتنافى مع الاغترار بالنفس ، وكلما كان الإنسان بعيدًا عن الغرور كان النصر حليفه ، شريطة الأخذ بالأسباب والاعتماد والتوكل على الله تعالى ، يقول سبحانه : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران: 123 – 126]. ودعا وزير الأوقاف في ختام كلمته المصريين جميعًا : إلى المحافظة على الوطن ومقدراته ، ويكونوا أعضاء نافعين ومنتجين لرفعته ، لافتاً إلى أن كل إنسان في عمله يمكن أن يدخل الجنة من باب عمله كما يدخل الصائمون من باب الريان ، لأن العبرة بالأعمال المخلصة والصدق مع الله تعالى ، متمنيًا أن تظل عطاءات الله تعالى لمصر بالخير والعزة والكرامة والمكانة الشامخة إلى يوم القيامة .