* خبراء يؤكدون: العمر الافتراضي للفيسبوك اقترب من الانتهاء * خبير في أمن المعلومات: الفيسبوك لعب أدوارا خطيرة.. وربما يتم تفكيكه في الفترة القادمة * الهاكر أحمد سمارة: هناك ثغرات تتيح التجسس واختراق الحسابات الشخصية وابتزاز أصحابها.. وجربتها مع "محمد حماقي"! * "اعرف تاريخ وفاتك".. تطبيق يخترق معلوماتك ويبحث عن الشخصيات المهمة! * دراسة تؤكد: الفيسبوك كان بمثابة أرضية للمقاومة في خدمة الربيع العربي 14 سنة مرت على تأسيس موقع الفيسبوك والذي فتح الباب لظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المواقع التي غيرت شكل الحياة والتعاملات في العالم، ولكن واجهت هذا الموقع الاجتماعي العديد من الاتهامات والشبهات.. بداية من اتهامه بأنه أكبر أداة تجسس وأنه تسبب في إطلاق ما يعرف ب "الربيع العربي" بجانب حالات النصب والابتزاز التي تسبب فيها هذا الموقع.. وهناك من يؤكد أنه اقترب من نهاية عمره الافتراضي بعد الهجوم عليه في الفترة الأخيرة، وهناك العديد من الدول أوقفته بالفعل ومازال الأمر تحت الدراسة في مصر، تفاصيل كل ذلك نقرأها في حصاد الفيسبوك.. من خلال التحقيق التالي.. العمر الافتراضي! تشير دراسات وتقارير عديدة إلى أن موقع الفيسبوك بدأ يفقد الكثير من المستخدمين وخاصة من صغار السن، مما يعني أن العمر الافتراضي لهذا الموقع قد أشرف على الانتهاء، وأن العد التنازلي للهيمنة التي مارسها على العالم قد بدأ بالفعل! فقد أكدت دراسة أمريكية حديثة أن أقل من نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم مابين 12 و 17 سنة سوف يستخدمون الفيسبوك مرة واحدة على الأقل في الشهر، وذلك وفقا لأبحاث شركة ماركيتر الأمريكية، وذكرت الدراسة أن الشباب يتخلون عن الفيسبوك ويتدفقون إلى سناب شات بمعدل متزايد، وذلك بعد الإجراءات والتحديثات التي قام بها الموقع والتي استهدفت جذب صغار السن، وقال البحث إنه من المتوقع خلال عام 2018 أن أقل من نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم مابين 12 و 17 سنة وهم المراهقون الذين يشكلون القوة الحقيقية لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، هؤلاء سوف يتوقفون عن استخدام الفيسبوك، حيث تشير العديد من الدلائل إلى أن هذه الفئة العمرية أصبحت أقل رغبة في التفاعل مع الفيسبوك أو التواصل فيما بينها عبر هذه الشبكة الاجتماعية. اعترافات مؤسسي الفيسبوك! وعلى جانب آخر تعرض الفيسبوك مؤخرا لهجوم كبير من بعض المسئولين به، فقد قال شون باركر أحد مؤسسي الموقع: إن الله وحده يعلم ما يفعله فيسبوك في عقول أطفالنا، أنا لم أكن أدرك مدى تأثير هذه المواقع عندما أسسته مع زوكربيرج قبل 14 عامًا، أن العملية الفكرية وراء الفيسبوك كانت تتمحور حول كيف نستهلك أكبر قدر ممكن من وقتك ووعيك المنتبه، ويعني هذا أننا بحاجة إلى إعطائك مادة الدوبامين التي تحفز الإحساس والسلوك في المخ من حين لآخر، من خلال المشاركة بالتعليق أو الإعجاب وهذا الأمر، سيدفعك للمساهمة أكثر ومشاركة المزيد من المحتوى وهو ما سيجلب لك المزيد من الإعجاب والتعليق. لكن الأغرب حقا أن باركر، المؤسس الثاني للفيسبوك بعد زوكربيرج، اعترف مؤخرا بأنه ربما لا يزال يحتفظ بحسابه على الفيسبوك لكنه في يوم ما من الأيام سوف يودع هذا الحساب، وعبر عن ذلك بقوله :"أنا من يستخدم الفيسبوك ولا أدعه يستخدمني". أما تصريحات زوكربيرج الأخيرة فتؤكد أن هناك أزمة حقيقية بالفعل في إدارة هذه الشبكة الاجتماعية، حيث قال: إن الفيسبوك قد خرج عن السيطرة، وأن الضغط الناتج من إدارة هذه الشركة قد أفسد حياته، وذلك على حد تعبيره، وأنه يجب أن يضع حدا لهذا الجنون، والأكثر غرابة حقا أن زوكربيرج ذكر بأنه بداية من يوم 15 مارس القادم لن يتمكن أحد من الدخول إلى الحساب الخاص به على موقع الفيسبوك وأن الحساب ربما يتم إغلاقه بشكل نهائي بعد يوم 15 مارس. تجسس وابتزاز! الفيسبوك أكبر شبكة تجسس عرفها البشرية.. هذا هو الاتهام الذي وجهه الكثير من خبراء أمن المعلومات في العالم لهذا الموقع الاجتماعي..فقد أكد أحد الخبراء أن الفيسبوك أكثر أداة تجسس مرعبة ابتكرها الإنسان في تاريخ البشرية، حيث أوضح أن الموقع يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم بما تضمه من بيانات عنهم وعن علاقاتهم وأقاربهم وعناوينهم وأعمالهم والعديد من البيانات الأخرى التي أشار أن جميعها يمكن لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الإطلاع عليها والاستفادة منها على النحو الذي تراه مناسباً. وأكد أنه على جميع البشر حول العالم أن يدركوا أن الاشتراك في الفيسبوك يعني تقديم معلومات مجانية إلى وكالات الأمن الأمريكية لكي تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التي يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض. وعلى جانب آخر تعرض كثيرون للابتزاز بسبب الفيسبوك، وذلك بعد اختراق حساباتهم والتجسس عليهم.. حيث يقول أحمد سمارة- مبرمج وخبير في أعمال الهاكرز-: ال " Black hackers" يستطيعون القيام بأعمال اختراق صفحات الفيسبوك وابتزاز أصحابها، وخصوصا أن هناك بعض الثغرات البرمجية في الفيسبوك، وقد اكتشفت من قبل تلك الثغرات، وهي عبارة عن كود برمجة، يوضع داخل التعليق وبمجرد أن تضيف التعليق على الصورة التي وضعتها ، أستطيع السيطرة على جميع الحسابات الشخصية، ليتحول فيسبوك إلى وسيلة لاختراق الجهاز الشخصي للمستخدم، وموقع" جافا سكريبت" هو الذي وضع الكود رسميا في صيغة جافا سكريبت، وهي لغة برمجة، ولم يستغرق وجود الكود على موقع "جافا" سوى بضع دقائق وأُزيل، حتى لا يُستغل في اختراق الحسابات الشخصية، وقد أخذت نسخة من هذا الكود قبل أن يتم حذفه، ودخلت على الفيسبوك لأجرب الكود، وعملت إضافة عليه، وراسلت إدارة الفيسبوك بعد نجاح التجربة التي قمت بتجربتها في المطرب محمد حماقي، ودخلت عنده واستطعت سرقة حسابه ولكن اتصلت به ورويت له الحكاية وأعطيته الباسوورد وشكرني بعد ذلك لأني لم أطلب منه أموال مقابل ذلك، حيث إن هناك من يسرق حسابات مشاهير ويطلبون منهم أموال مقابل إعادة تلك الحسابات، وهناك من يبتزهم. وهناك العديد من التطبيقات تظهر على الفيسبوك والتي تجذب ملايين ولكنها تخفي وراءها أداة تجسس، ومن هذه التطبيقات "حجر شاهد القبر"، حيث يوهم الناس بأنه بعد الضغط عليه يكتب للمستخدم تاريخ وفاته، وذلك بعد معرفة صاحب التطبيق لتاريخ ميلاد المستخدم، وقد جذب ملايين المصريين، ويقول أحمد سمارة: هذه التطبيق وغيره من التطبيقات منها" اكتشف من زار بروفايلك" خطيرة جدا، حيث تحتوي على كود خبيث في موقعه ومن خلاله يجلب بيانات المستخدم من "فيسبوك"، فعند الدخول على التطبيق يقول للمستخدم إنه سيدخل على قائمة الأصدقاء، وتاريخ الميلاد، والتطبيق يجمع الاسم وتاريخ الميلاد ويعرف شخصية المستخدم ووظيفته، كما أنه يجمع أيضا معلومات الأشخاص الموجودين لدى المستخدم، ويحصل على كافة بياناتهم ووظائفهم، وأراد صاحب التطبيق الدخول على قائمة الأصدقاء من خلال ذلك الكود الخبيث المتواجد في التطبيق، ليجمع معلومات عن أصدقاء المستخدم وأصدقاء الأصدقاء، ويهدف التطبيق للبحث عن شخصيات معينة ومهمة من خلال قائمة الأصدقاء، ومنهم الضباط والشخصيات العامة. ربيع الفيسبوك كثيرون يؤكدون أنه كان هناك دور كبير للفيسبوك في إطلاق ثورات الربيع العربي، وهناك من استخدام مصطلح" ثورة الفيسبوك"، ولكن هناك باحثين دوليين أكدوا أن هذا المصطلح مضلل، وأن هناك مبالغة في دور شبكات التواصل، لأن السخط الكبير الذي ساد في الدول العربية كانت له أسباب عميقة منها ارتفاع نسبة البطالة والبحث عن مزيد من الحرية. وأكدت زينب توفيق- باحثة في جامعة" نورث كارولينا الأمريكية- أن وسائل التواصل غيرت الديناميكية عندما أصبح هناك سخط، وأضافت أنه عبر شبكات التواصل تم التغلب على الجهل التعددي، وهو مصطلح في علم النفس الاجتماعي يصف حالة مجموعة من الأشخاص في وضع صعب ولا أحد منهم يعرف ما ينبغي أن يفعله، ويحاول كل شخص منهم أن يستشف أي تصرف مفيد ممن حوله، وأكد باحث آخر أنه بفضل هذه الثورة التقنية تجمعت كتلة هامة من الأشخاص. وعلى جانب آخر وبحسب تقرير لمعهد التنبؤ الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط، فإن مواقع التواصل الاجتماعي كانت بمثابة أرضية للمقاومة في خدمة الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية، وإن الفيسبوك مثلا كمحرك للثورات العربية لعب دورا لا يستهان به، حيث سمح بالانتشار الشامل للمعلومة غير المراقبة، مستمدة من مستخدمي الإنترنت أنفسهم. وأشار التقرير، الذي أعدته مجموعة من الخبراء إلى أن الإنترنت وتطبيقاته مكّن من خلق نوع من الثقة في المعلومة التي يتناقلها الشباب الذين عادة ما يوصفون بأنهم لا يهتمون بالأشياء العمومية غير آبهين بما يجرى حولهم، مما ساعد على الإطاحة في بضعة أسابيع بنظامين شموليين في تونس ومصر كانا يعتقد أنهما يسيطران دوما على هذه الأنظمة التكنولوجية. وكشفت دراسة لكلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية أن جمهور الطلاب الجامعيين اعتمدوا على شبكة المعلومات الدولية الانترنت بنسبة 90 % في الحصول على معلومات عن ثورة 25 يناير، بينما اعتمد على التليفزيون بنسبة 10 % فقط. وتكشف تفاصيل الدراسة أن الطلاب اعتمدوا في معلوماتهم على الفيسبوك بنسبة 44.6 %، تلاه موقع «يوتيوب» بنسبة 24.9 %، وجاءت المواقع الإخبارية بنسبة 21.1 %، بينما جاء «تويتر» والمنتديات والمدونات بنسبة 5.8 و1.9 و1.7 % على الترتيب في النهاية. وقف التعامل مع الفيسبوك الكثير من دول العالم قررت وقف التعامل مع الفيسبوك وإنشاء شبكات اجتماعية محلية تحت السيطرة، ورغم أن الموقف في مصر يؤكد استمرار التعامل مع الفيسبوك إلا أن هناك مطالبات برلمانية بإصدار تشريع لتنظيم عمل مواقع التواصل.. فهل يتوقف الفيسبوك في مصر؟! فقد أجرت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب دراسة حول عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في مصر، وذلك بعد الرجوع للجهات المتخصصة في هذا الشأن، وقالت الدراسة إن عدد مستخدمي "فيسبوك" مع نهاية عام 2017 يتراوح ما بين 55 - 58 مليون مستخدم، وذلك بالمقارنة بما يقترب من 35 - 40 مليون مستخدم في عام 2016، وفى الوقت نفسه تبين أن الحسابات الوهمية والحسابات التي تديرها عصابات إلكترونية اقتربت من 10 ملايين مستخدم، بعدما تم رصد حوالي 6 ملايين مستخدم في العام الماضي فقط وذكرت الدراسة عدد البلاغات المقدمة يوميًا تتجاوز 130 بلاغًا بسبب الجرائم الإلكترونية، وتفوز مواقع التواصل بمليارات الدولارات سنويًا من داخل مصر إلى جانب عملها على توجيه سياسات النشر في الصفحات لخدمة أغراض معينة دون أن يكون هناك ضرائب ورسوم لصالح الدولة المصرية من هذا الكم الهائل للمكاسب التي يحققها الموقع الأشهر في العالم. ومن جانب آخر فإن الفيسبوك في مصر خلال هذا العام سيشهد قرارات مصيرية، في ظل إصرار مجلس النواب على إصدار قانون الجريمة الإلكترونية وفرض ضرائب على مواقع التواصل، فقد أعلن اللواء حسن السيد عضو مجلس النواب، عن تقدمه باقتراح في دور الانعقاد الثالث للبرلمان لإلزام الحكومة بفرض ضرائب على مواقع التواصل، وكذلك المواقع الإلكترونية، لافتًا إلى أن مصر في حاجة لاستغلال هذه الأموال في قطاعات أخرى، كالصحة التي تعانى من وجود مستشفيات غير مجهزة لعلاج المواطنين. ومن المقرر أن يقوم البرلمان باستعجال الحكومة لإرسال مشروع قانون الجريمة الإلكترونية، ليتم تنظيم عمل مواقع التواصل وشبكة الإنترنت داخل مصر. ويبدو أن مصير الفيسبوك في مصر سيتحدد تحت قبة البرلمان قبل نهاية هذا العام، حيث يقول الدكتور أحمد عبد العزيز، الخبير في أمن المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي: إن أي موقع إلكتروني في العالم له عمر افتراضي، والفيسبوك ليس بعيدا عن هذه المعادلة، حيث تشهد هذه الشبكة الاجتماعية أزمات كبيرة طاحنة في طريقة إدارتها، كما أنه تم استغلالها لصالح جماعات وأطراف وأجهزة مخابرات عالمية لتحقيق أهداف سلبية تضر بالدول والمجتمعات، وفي الولاياتالمتحدة أيضا يواجه الفيسبوك مأزق كبير بسبب اتهامه بالانحياز لروسيا ضد أمريكا، ونظرا لتوريط الفيسبوك في العديد من الأزمات السياسية فإن بعض الدول قد بدأت توقف التعامل مع هذا الموقع وطرح شبكات محلية تحت السيطرة كما في الصين وتركيا وكوريا الشمالية وغيرها حيث قامت هذه الدول باستحداث شبكات اجتماعية خاصة بها، وفي هذا الإطار أيضا فإن مصر ربما تلجأ لتنظيم التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي قريبا خاصة وأن هناك بالفعل مشروعات قوانين ومقترحات سينظرها البرلمان قريبا وهذه الخطوة تأخرت كثيرا، خاصة أن الفيسبوك لعب دور خطير في مناخ عدم الاستقرار الذي شهدناه طيلة السنوات الماضية وذلك نظرا لاستخدامه بشكل سيء في الحشد والتعبئة والتظاهرات وخلافه. وأكد عبد العزيز أن الفيسبوك لن ينتهي إلا بقرار حاسم من مؤسسيه، فهو في النهاية يمثل شركة يمتلكها مجموعة من الأفراد، وهو ليس مملوكا لحكومة من الحكومات، ومن ثم فإن إدارة الموقع قد تواجه أزمات طاحنة قريبا ربما تدفع في اتجاه إعادة النظر في سياسات هذه الشبكة الاجتماعية أو ربما تفكيكها أيضا، وهناك بوادر ودلائل تشير إلى ذلك، حيث إن بعض المسئولين الذين تركوا العمل بشركة الفيسبوك أكدوا بعد خروجهم أن هذا الموقع تسبب في إحداث كوارث سياسية واجتماعية وثقافية خطيرة.