فعلاً هو أقل وصف لما يحدث هناك الآن ، ففكرة الاعتصام الثورة لمن لهم حقوق سياسية واجتماعية علي وشك الانهيار ، فالواقع يؤكد أن الموجود بالتحرير الآن عشرات المعتصمين .. لكن يوجد مئات من الباعة الجائلين والبلطجية .. تصوير: محمد لطفى
هذا هو حال ميدان التحرير بعد انصرف الكثير من المعتصمين ربما تحت تأثير البرد أو قبولا بالأمر الواقع .. وفى هذه الأجواء سيطر البلطجية على الميدان ، ووقعت منذ صباح اليوم أكثر من خناقة بين الباعة الجائلين والمعتصمين حيث أن الميدان على وشك معركة جديدة مع الباعة الذين ملأوا الميدان لدرجة أن باعة الفواكه أنفسهم تسللوا لأرض التحرير .. ومن ناحية أخرى فقد سعى الكثير من المعتصمين للدفاع عن سمعة الميدان بعد نشر فيديو حول واقعة اغتصاب تمت داخل إحدى الخيام.. أما عن موقف الميدان من الانتخابات فقد أحجم الكثير من المعتصمين عن الذهاب لصناديق الاقتراع ومنهم من ذهب لا ليدلى بصوته وإنما من أجل أن يقوم بتسويد البطاقة الانتخابية ويكتب عليها لا لحكم العسكر. ورغم هدوء الحالة الثورية والتراجع الشديد فى أعداد المتظاهرين إلا أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن مليونية جديدة حيث أن الحالة هادىء ولا جديد بالميدان ولا يختلف الحال كثيراً فى شارع مجلس الوزارء حيث قام الشباب المعتصمون بتعليق لافتة على باب مجلس الوزارء تقول " مغلق لحين إسقاط النظام". ويبدو أنه مع الوقت سيعود الاعتصام كما بدأ يوم 11 نوفمبر ببقاء مصابى الثورة فقط وهم الفئة الأكثر ثورية فى الميدان بحثا عن حقوقهم وللمطالبة برحيل العسكر ورغم أنهم كانوا فى طليعة المعتصمين إلا أنهم تاهوا فى الزحام ثم عادوا من جديد للظهور بعد هدوء التحرير.. فهناك العديد من الخيام التى أقامها مصابى الثورة وقد اشتكوا لنا من شعورهم بالإذلال والامتهان وضياع حقوقهم نتيجة تقاعس الحكومة عن علاجهم أو صرف تعويضات لهم .. محمد أحمد من المصابين تم فصله عن العمل وضاع مستقبله بعد أن أصيب بحالة عجز حيث تعرض للدهس من سيارة أمن مركزى وجابر السيد جابر الذى صدمته سيارة شرطة يوم جمعة الغضب ويحتاج لشريحة و9 مسامير وترقيع عظام وحتى الآن صرف من صندوق دعم مصابى الثورة وأسر الشهداء 20 ألف جنيه فقط وهى غير كافية لإتمام عملية العلاج أما حسام الدين عبد الموجود فقد فقد عينه اليسرى وضعفت عينه اليمنى ومن المصابين أيضا من تعرض لطلقات رصاص حى وخرطوش فأقعدتهم الإصابة عن العمل وعن الحياة بشكل كامل .. هؤلاء الجرحي بدأوا الاعتصام للمطالبة بحقوقهم وانضموا للمعسكر الثائر فى المطالبة برحيل المجلس العسكرى وحكومة ثورية يشكلها ميدان التحرير هذا حسب حديثهم معنا.. وحتى الآن لم يحظوا بأى اهتمام وأكدوا لنا ان تبرعات صندوق دعم مصابى الثورة لم تذهب إليهم وطالبوا كثيرا بقروض وفرص عمل بعد ان ضاع مستقبلهم نتيجة العجز لكن لم يستجب لهم أحد هؤلاء ربما يكونوا مفتاح اللغز فى فض الاعتصام سلميا إذا ما تم اقناعهم ومنحهم حقوقهم هذا بصرف النظر عن مطالبهم السياسية.. المشكلة الآن .. تزايد عدد البلطجية والباعة ربما ينذر بتكرار نفس السيناريو الذى كان على اساسه يتم فض اعتصامات سابقة بالقوة ، خاصة مع عدم الحديث عن وجود أى مليونيات أو فعاليات قادمة بالميدان .