وداعا " شادية " معبودة الجماهير وأخر زهرة من الزمن الجميل

الفنان الحقيقي لايموت هو فقط يبتعد عن المشهد ولكنه يترك خلفه فناً صادقا يجعله باقيا مدى الحياة وهكذا كانت الجميلة المبدعة شادية بكل ما قدمته للفن من أعمال عظيمة تجعلها باقية فى قلوبنا كنقطة ضوء لاتخفت .
شادية الجميلة التى رحلت عن دنيانا اليوم عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض هى فقط رحلت بجسدها أما روحها وصوتها وفنها سيظلوا دائما ملىء السمع والبصر .
فقد قدمت شادية 112 فيلما و10 مسلسلات إذاعية وعملا مسرحيا واحدا على مدى اربعين عاما وقد بدأت شادية مسيرتها الفنية بفيلم " أزهار وأشواك " والتى إلتقطها منه الفنان القدير محمد فوزى ليأخذها بطلة ونجمة للعديد من أعماله وقد بدأت شادية مسيرتها الفنية بالصدفة عندما شاهد والدها إعلان مسابقة فنية تنظمها شركة إتحاد الفنانين التى آسسها فى تلك الفترة المخرج والمنتج السينمائى "حلمى رفلة"
بالتعاون مع المصور عبد الحليم نصر عام 1947 لإختيار وجوه جديدة لأفلام الشركة وقد كان يعلم والدها مدى حبها للفن وللغناء تحديدا لذا قرر أن يقدم لها فى المسابقة وإصطحبها بنفسها الى لجنة الإختبار وكان عمرها ذاك الوقت لايتعدى 18 سنة تقريبا ومنذ أول ظهور لها على الشاشة إستطاعت أن تلفت أنظار الجميع إليها بخفة ظلها وموهبتها وجمال صوتها .
تعاونت شادية على مدار مسيرتها الفنية مع العديد من النجوم أبرزهم شكرى سرحان وعماد حمدى ومحمد فوزى وكمال الشناوى وعبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين وصلاح ذو الفقار.
كما إنها قدمت مجموعة كبيرة من أهم الأفلام فى السينما المصرية منها معبودة الجماهير وميرامار وزقاق المدق وكرامة زوجتى ومراتى مدير عامونحن لانزرع الشوك ولا تسألنى من أنا .
وفى منتصف الثمانينات قررت الفنانة شادية الإبتعاد عن الشاشة وقالت إنها تفضل الإعتزال وهى فى كامل لياقتها الفنية وإنها تريد أن تعتزل الأضواء قبل أن تهجرها هى كما أنها أكدت على إنها تريد أن تترك صورتها كما كانت عليه دائما فى عيون جمهورها
وكما إعتادوا ان يروها الشابة الجميلة المتألقة ولا تحب أن يراها الناس فى دور الأم العجوز أو السيدة التى يمتلىء وجهها بالتجاعيد أو يقارنوا بين صوتها وشكلها وهى شابة وبين صوتها بعدما تتجاوز الستين وإنما تريد أن يحتفظ جمهورها بصورتها الجميلة .
لقد كنت وستظل شادية دائما معبودة الجماهير ورحيلها يعنى سقوط أخر زهرة من زمن الفن الجميل فحقيقى أن شادية إبتعدت عن الشاشة منذ سنوات طويلة إلا انها ظلت دائما باقية فى قلوبنا بأعمالها الجميلة وصوتها الدافىء .