هل تصدق أن هناك من يغني هيروغليفي الآن؟.. هذا ما يحدث بالفعل من خلال المشروع القومي لإحياء الموسيقى المصرية القديمة.. والتي أسسها د. خيري الملط.. والذي يؤكد أن الموسيقى الفرعونية غطت مختلف جوانب الحياة في العصر الفرعوني، فهي غنية بآلاتها وبعازفيها وبقدرتها على الابتكار، مشيرا إلى دور الموسيقى الفرعونية في المناسبات الاجتماعية المختلفة.. ويؤكد د. الملط- أستاذ الموسيقى بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان- أن الحضارة المصرية القديمة قد عرفت كل فصائل الآلات الموسيقية التي نعرفها اليوم سواء كانت آلات وترية أو آلات نفخ أو آلات إيقاعية، باستثناء الآلات الوترية ذات القوس أي التي تصدر الصوت بمرور القوس على الأوتار، فلم تعرفها الحضارة المصرية القديمة. وأسس د. الملط أول فرقة من نوعها عالميًّا تسمى «أحفاد الفراعنة»، التي تقدم الموسيقى الفرعونية والغناء بالهيروغليفية، ويقول د. الملط: هناك كم هائل من الجداريات الموسيقية على المعابد التي جذبتني لأتأمل بعمق ما وراء هذه النقوش، ثم بدأت بجمع المادة العلمية، وخاصة أن المعاهد الموسيقية الحالية تفتقر إلى هذه الدراسة التخصصية والتي كانت تُقدر بثلاث صفحات فقط في المنهج كله، ولأننى كنت أدرس بألمانيا الموسيقى وآلة الكمنجة نحو 7 سنوات، فتعلمت كيفية التفكير فى المشاكل العلمية، وبالتالى طبقت ذلك فى الأبحاث التى قمت بها، ولم يسبقنا أحد من دول العالم فى إحيائها، ولكي نقدم ألحانًا وموسيقى فرعونية حقيقية فقد أسسنا ورشة دولية لإعادة تصنيع 22 آلة بنفس المقاييس والخامات، من النماذج الأصلية التي تعود لآلاف السنين ويضيف قائلا: بعد العديد من الأبحاث التي توصلت إليها في إحياء الموسيقى الفرعونية، كان لابد من نشر ثقافة الموسيقى الفرعونية الغريبة علينا كثيرًا، ففكرت فى تأسيس فرقة «أحفاد الفراعنة»، واستخدمت النصوص المصرية القديمة فى الإنشاد، واستعنت ب8 طلبة عازفين ودارسين للغة الهيروغليفية، ليغنُّوا بالهيروغليفية، وتدربوا على العزف على الآلات الفرعونية، حتى يتسنى لهم إصدار نغمات محددة وليست كالغناء والألحان المتعارف عليها، وهذا هو الجانب الثقافي بالمشروع. وقدمت الفرقة عدة حفلات داخل مصر وخارجها، ففى مصر قدمنا حفلات فى قصر الأمير طاز، وقصر الغورى، والساقية، والجامعات، والقنصلية البريطانية، ومكتبة الإسكندرية، أما في أوروبا فقدمنا عدة حفلات في ألمانيا والنمسا وأسبانيا وفرنسا وكذلك الصين.