في واقعة صادمة للجمهور العربى.. قامت الشرطة الإسرائيلية باستغلال صورة الفنان هانى شاكر فى حملة دعائية تقوم بها فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، حيث قامت بوضع صورة أمير الغناء العربى ومقطع من أغنيته الشهيرة "غلطة" على إحدى اللافتات، وهو ما دفع الفنان الكبير للرد ونفى صلته بالواقعة.. "حسست بالأمان.. واديتك الحنان .. وحاجات كتير زمان ماقدرتيش تفهميها ما قدرتيش تفهميها".. هذا هو الكوبليه الذى سرقه الأمن الإسرائيلى من أغنية غلطة لاستخدامه فى الحملة، حيث يقوم الأمن الإسرائيلي بافتتاح مراكز شرطية جديدة فى بعض البلدات المحتلة التى تسكنها أغلبية عربية مسلمة، يأتى هذا فى الوقت الذى اندلعت فيه العديد من التظاهرات المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية للمواطنين العرب العزل فى هذه المناطق.. ومن جانبه أدلى الفنان هانى شاكر بتصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط نافيا فيها صلته بالحدث، قائلا: فوجئت مثل الجميع باستخدام الشرطة الإسرائيلية لصورتى على حملات إعلانية فى الشوارع ومكتوب عليها مقطع من أغنيتى (غلطة) وهو (حسستك بالأمان، واديتك الحنان وحاجات كتير زمان، ما قدرتيش تفهميها)". وأضاف: من المستحيل أن أشارك فى حملة للشرطة الإسرائيلية للتأكيد على دورها فى إنشاء مراكز شرطية لتعزيز الأمن داخل البلدات العربية". وأكد أن استخدام صوره وأغانيه من قبل الجهات الإسرائيلية على هذا النحو أمر مرفوض تماما أساء إليه وإلى الفن المصرى. يأتى هذا فى الوقت الذى اعتادت فيه إسرائيل على استخدام العديد من الشعارات والأغنيات والمنتجات التراثية العربية في إعلانات وحملات عديدة لتلفت انتباه الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.. والأمر لم يتوقف عند هانى شاكر، فقد سبق وأن سرقت إسرائيل تراث أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، كما استخدمت مطربين آخرين فى أعمال دعائية سابقة مثل عمرو دياب، هذا بالإضافة إلى سرقة العديد من نماذج الأدب المصرى والعربى متمثلا فى الروايات والأعمال الأدبية الأخرى التى يتم ترجمتها للعبرية دون العودة للمؤلف، وهى وقائع مؤسفة ومتكررة فى ظل الرفض العربى للتطبيع مع الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى العربية. ووفقا لموقع "دنيا الوطن" الفلسطينى الإخبارى الصادر من رام الله فإن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن بداية العام الماضي عن نيته لزيادة قوات الشرطة في القرى العربية بحجة تعزيز الأمن للمواطنين العرب الذين يعانون من العنف المستشري في القرى، وبدعوى التصدي لظواهر التحريض والتطرف في القرى، وزعم الموقع أن وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، التقى مجندين مسلمين جدد في صفوف الشرطة، في نطاق حلمة لتشجيع التحاق العرب في الشرطة الإسرائيلية، وسمع منهم أن الشرطة الإسرائيلية ترفض تجنيد مسلمين خدموا في الجيش الإسرائيلي، وقال أردان إن هذه مفارقة! ومما يجدر ذكره أنه بالتزامن مع هذه الحملة، فقد اندلعت العشرات من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية - وفقا لمواقع صحفية فلسطينية - على مداخل القرى والمدن العربية والمحاور الرئيسية في البلاد، وذلك احتجاجا على جرائم وعنف الشرطة ونهجها في التعامل مع المجتمع العربي، وقتل الشهيد محمد طه من كفر قاسم برام الله.. ورفع المتظاهرون الشعارات المنددة بسياسات القمع والقتل، وتنديدا بسياسة 'نقتلكم والتهمة جاهزة' التي تمارسها الشرطة الإسرائيلية بحق المواطنين العرب. ومن جانب آخر يربط بعض رواد السوشيال ميديا بين استغلال صورة الفنان هانى شاكر فى هذه الحملة وبين زيارته لفلسطين مطلع هذا العام، حيث قام أمير الغناء العربي هاني شاكر بزيارة إلى أرض فلسطينالمحتلة لإحياء حفل فني ضخم بدعوة من وزير الإعلام الفلسطيني. كما قام بتسجيل أغنية جديدة أهداها الى الشعب الفلسطينى بعنوان "علم بلادي" من كلمات الشاعر الفلسطيني رامي اليوسف، وألحان وتوزيع الموسيقار محمد ضياء الدين. وبعد وصوله الى مدينة رام الله زار مباشرة ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ومتحفه ووضع إكليلا من الزهور، فيما قلده الرئيس محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون تقديراً لمسيرته الثقافية والفنية الملتزمة في خدمة الثقافة العربية، وهى الزيارة التى أثارت اهتمام الجانب الإسرائيلي خاصة بعدما رفض الفنان الكبير وضع أية أختام إسرائيلية على جواز سفره.