تميزت مسلسلات رمضان هذا العام بوجود عدد من المسلسلات المنفصلة المتصلة والتي يقدمها العديد من النجوم.. وتقدم كل حلقة قصة مختلفة عن الحلقة الأخرى.. وهي منتشرة بشكل كبير في أمريكا وأوروبا وانتقلت إلى مصر منذ سنوات عديدة ولكنها اختفت فترة ثم عادت بقوة هذا العام.. ولكن حتى الآن لم تلق تلك المسلسلات أي نجاح.. بل ويؤكد البعض فشل هذه التجربة وسقوط هؤلاء النجوم الذين يقدمونها في اختبار الدراما الرمضانية هذا العام.. فالمسلسلات التي تنتمي إلى هذه النوعية وتم عرضها في رمضان هي" هربانة منها" والذي شهد عودة ياسمين عبد العزيز إلى الدراما بعد غياب لسنوات، وبمشاركة كل من مصطفى خاطر، وفادية عبد الغني، وانتصار، وحسن حسنى، وصلاح عبد الله، وتعتمد أحداث المسلسل بشكل أساسي على أسلوب الحلقات المنفصلة المتصلة، حيث تقدم ياسمين العديد من الشخصيات المختلفة، بأسلوب وملامح وتفاصيل متنوعة بعد أن تنجو من حادثة وتفقد الذاكرة وتقدم كل حلقة شخصية من خيالها عن نفسها بجانب مسلسل" خلصانة بشياكة" للفنان أحمد مكي مع هشام ماجد وشيكو، حيث تدور الأحداث حول علاقة الرجل بالمرأة، من خلال ثلاث شخصيات يقيمون في حارة شعبية، ويحاولون التأقلم مع المواقف اليومية التي تواجههم، ومن هنا تظهر المواقف الكوميدية لأبطال العمل. أما المسلسل الآخر فكان" ريح المدام" وتدور أحداث العمل حول الفنانة مي عمر التي ستفقد الذاكرة بعد خيانة زوجها «أحمد فهمى»، وتتعرض في كل حلقة إلى مواقف بشخصيات متعددة، ويحاول زوجها الوقوف بجوارها ومساندتها، حتى تستعيد الذاكرة مرة أخرى هشام ماجد أحد أبطال مسلسل" خلصانة بشياكة".. يدافع عن الفكرة ويقول: دائما نفكر في الأعمال المختلفة والتي لم يقدمها أحد من قبل سواء أنا وشيكو أو نفس الشيء يفعله أحمد مكي، ولذلك نأخذ وقت كبير في البحث عن فكرة مناسبة ومختلفة عن أي عمل قدّم من قبل وغير مستهلكة في السوق في مصر، ونحاول نحافظ على هذا الخط دائما، وعندما بدأنا التعاون مع مكي وقررنا تقديم مشروع فني معا كان هذا ما يدور في تفكيرنا، لأن مثل هذه التركيبة بالتأكيد الجمهور سيكون في انتظارها، والمسلسل عبارة عن حلقات منفصلة متصلة ولكنه مختلف على المستوى الكوميدي ويقدم وجبة كوميدية تختلف من حلقة لأخرى بالرغم من صعوبتها، وردود الفعل حتى الآن جيدة الحمد لله كما يقول تامر إبراهيم مؤلف مسلسل" ريح المدام": تحمست لفكرة المسلسل، لأنه يعرض في كل حلقة شخصية مختلفة، ويصنف ضمن الحلقات المنفصلة المتصلة، نتيجة لوجود شخصية الفنانة مى عمر، التى تستيقظ فى صباح كل يوم بشخصية جديدة، تتنوع ما بين محامية، وطبيبة، ومرشدة سياحية، فطبيعة الفكرة فرضت علينا نظام الحلقات المنفصلة، فكل مرة تتقمص بطلة العمل شخصية معينة، وأنا أحبذ هذه النوعية من المسلسلات، وأعتقد أن الجمهور يتحمس لمشاهدتها في رمضان، لاسيما أنها دائماً ما تقدم لنا نماذج وأفكار كثيرة من المجتمع، كما تناقش تفاصيل الشخصيات التي تعرض على الشاشة. أما الناقد طارق الشناوي فيقول: أرى أن الأعمال الكوميدية المشاركة هذا العام بشكل حلقات منفصلة متصلة مثل هربانة منها أو ريح المدام أو خلصانة بشياكة أو غيرها جميعها محاولات للضحك، ولكن لا يوجد بها نسيج واضح كسيناريو مكتوب للعمل، وهذه النوعية من الدراما تتميز بغياب الرؤية العامة للكاتب، في مقابل انتشار ورش الكتابة وهي الأمثل لصناعة هذا النوع من المسلسلات، حيث تنشغل كل مجموعة أو فرد بكتابة قصة درامية من حلقتين أو ثلاث حلقات، ولا يظهر أي فرق في الأسلوب والتناول. وتضيف الناقدة ماجدة خير الله وتقول: الحلقات المنفصلة المتصلة موجودة منذ فترات طويلة وليست جديدة على الدراما المصرية ، إلا أن الظواهر تبدأ في الوضوح حينما تكثر الأعمال فإن كان قد تم تقديم عمل في فترة سابقة بين 10 أعمال طويلة فإن وجود عدد أكبر من المسلسلات الطويلة يسمح بظهور أنماط متنوعة مثل المسلسلات المنفصلة المتصلة، فمن حين لآخر تظهر نوعيات من الدراما مثل "الست كوم" الذي ظل لفترة ما واستمر نجاحه إلى أن اختفى بالتدريج وكأنه نوع من الاختلاف عن الآخرين ، وبالنسبة للمسلسلات المنفصلة المتصلة فهي تسمح بتناول العديد من القضايا كما أنها من الممكن أن تستمر لبعد شهر رمضان إن كانت أكثر من 30 حلقة أو لها أجزاء أخرى، والحكم على نجاح التجربة أو فشلها هذا العام سيظهر في نهاية الشهر