منذ شهرين تقريبا نشرنا موضوعا تحت عنوان "حقيقة المنشور العلني الذي يوزعه السلفيون في شوارع القاهر"، تحدثنا فيه عن قيام مجموعة من شباب المنهج السلفي وليس الجماعة السلفية، بتوزيع كتيب من 64 صفحة، عبارة عن خطبة لفضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد الله محمد بن سعيد بن رسلان، ونسخة الكتيب مكتوب عليها أنها للتوزيع الخيري. والكتيب بعنوان "حقيقة ما يحدث في مصر" وقلنا أن خريطة توزيع الكتيب لم تقتصر على القاهرة والمدن الكبرى فقط، بل تخطتها لتصل لمحافظات الأقاليم وقراها، وكل قرية يوزع أبناء المنهج السلفي فيها الكتيب، فهناك قرى يوزع فيها 500 نسخة وأخرى قد تصل نسبة التوزيع فيها إلى 1300 كتيب، وقد تولى الإنفاق على هذا الكتيب الذي تصل تكلفة النسخة منها 2.5 جنيه، عدد من علماء المنهج السلفي من طلاب الشيخ رسلان. واليوم وتحت عنوان "هذه دعوتنا" قام شباب المنهج السلفي بتكرار التجربة بتوزيع كتيب جديد، يوضح فيه فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد الله محمد بن سعيد بن رسلان، حقيقة الدعوة السفية، وموقفها من الأحداث في مصر الآن، وتحديدا الانتخابات والأحزاب، ويتم توزيع الكتيب بنفس الطريقة التي تم بها توزيع الكتيب الأول. وبدأ الشيخ رسلان الكتيب، مؤكدا على أن من خصائص منهاج النبوة دعوة الناس إلى الاجتماع والألفة، ونبذ الاختلاف والفرقة بين أهل التوحيد والسنة، وهذا ظاهر في أشهر أسمائهم، وأحبها إليهم، فهم: أهل سنة وجماعة. وقد قال لهم إمامهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم "إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وغضاعة المال". وبدأ الدكتور رسلان في توضيح معنى الحديث، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قصد بقوله "ولا تفرقوا" أنه أمر بلزوم جماعة المسلمين، وتآلف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام، ونبذ الفرقة والخلاف بينهم. ثم تحدث الدكتور رسلان، عن أهل البدع والأهواء وأهم علاماتهم، وقال إن شعار أهل البدع والفرقة أنهم يفترقون شيعا وأحزابا ومللا، ولا يستقيمون على أمر واحد، وأكد أن هذا التفرق هو الذي يصيّر الفرقة الواحدة فرقا، والشيعَة المنفردة شيعا. وأكد الشيخ رسلان، أن أهل البدع والأهواء، تلازمهم صفة الفرقة وهي صفة ذميمة، ورغم ذلك فهم يحاولون أن يرموا بها أهل الجماعة والسنة، ويقولون عنهم أنهم يفرقون الأمة ويمزقون الصف ويشتتون الشمل. وإطلاق الألقاب السيئة على أهل السنة، وينصب أهل البدع أنفسهم حربا على أهل السنة، بكل ما أوتوا من قوة. ثم بدأ الدكتور رسلان في تعداد أوصاف أهل البدع وعلاماتهم، وكيفية تعاملاتهم، وأفكارهم وآرائهم، مستدلا بذلك من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، رضوان الله عليهم أجمعين. ثم انتقل الشيخ رسلان إلى نقطة أخرى ليوضح بها دعوة أهل السلف الصالح، ويتضح من كلامه اعتراضه على ظهور أحزاب سلفية مثل النور والأصالة والفضيلة، وقال "وحتى تقوم الحجة وتنقطع الأعذار، أذكر بحول الله وقوته بأصول دعوتنا، حتى تعلم الدنيا حقيقة التدليس والتلبيس الذي يمارسه أقوام من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويتزينون بزينا، ويلبسون على المسلمين من قومنا، وهم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم، نعوذ بالله من شرورهم، ونجعله في نحورهم". ثم بدأ الدكتور رسلان يعدد الأصول التي تقوم عليها الدعوة.. شارحا كل أصل بأسانيده من الكتاب والسنة المطهرة رابطا إياها بواقعنا المعاصر. الأصل الأول وهو "ندعو الناس إلى توحيد الله وعدم الشرك به". الأصل الثاني وهو "الدعوة إلى الاتباع، والتحذير من الابتداع". الأصل الثالث "الدعوة إلى الحكم بما أنزل الله، في العقيدة، وفي العبادة، وفي المعاملات، وفي الأخلاق والسلوك". الأصل الرابع هو "دعوة الناس إلى كل الأصول السابقة بالوسائل الشرعية، السنية، السلفية، لا بالوسائل الكفرية، ولا الشركية، ولا البدعية"، وهنا نتوقف عند تفسير الدكتور رسلان لهذا الأصل، حيث قال، ونؤمن في ذلك بأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وأن إقامة دين الله لا يكون بتحريف دينه، ولا بتزييفه ومسخه، ولا بإدخال الكفريات والشركيات عليه، في أصله وفصله، ولا باتخاذ وسائل أهل الكفر في الشرق والغرب، وسائط لإقامة دين الله في أرضه. وإنما نتخذ الوسائل الشرعية، السنية السلفية ونسير على قدم وخطا خير البرية صلى الله عليه وسلم، ونؤمن أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته. وأكد الدكتور رسلان في الكتيب أنه لا دعوة إلى الله عزوجل بوسائل أهل الشرك والكفر من المظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني والانتخابات والتحزب والتمثيل والرقص والمسرحيات والغناء وغير ذلك مما ابتدعه الناس في هذا العصر. فهذه كلها وسائل مرفوضة لا تدخل في دين الله ولا يجوز أن يقترح إدخالها في دين الله جل وعلا. أما الأصل الخامس في الدعوة فهو "أننا نحذر من كل مخالف في أصل من الأصول السابقة كل بما يستحقه". الأصل السادس من الدعوة هو "أننا نحتكم عند النزاع في أي أمر يقع فيه النزاع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بفهم الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان". واقرأ أيضا حقيقة المنشور العلني الذي يوزعه السلفيون في شوارع القاهرة !