رفضت دوري في "بشترى راجل" فى البداية.. ثم تحمست بسبب الفكرة الصادمة - الفكرة الحقيقية فى الفيلم تدور حول أزمة الثقة المتبادلة في المشاعر بين الرجال والنساء - دور أمين فى جراند أوتيل كان سببا فى زيادة وزنى..وعندى مشكلة بسيطة فى النطق - التحدى الذى يواجهنى أن يصدقنى الجمهور فى أدوار الرومانسية
ممثل بدرجة محترف، قدم العديد من الأدوار الفنية الناجحة، لكن يبقي دور "أمين" في مسلسل جراند أوتيل هو النقطة الفارقة في تاريخه الفني حتى الآن.. حيث ظل جمهوره يثني علي الدور إلي أن فاجأنا بظهوره في دور بطولة مطلقة أمام الفنانة نيللي كريم في فيلم "بشتري راجل".. حوارنا التالي مع الفنان محمد ممدوح الشهير بلقب "تايسون"، وإليكم التفاصيل..
فى البداية.. كيف جاء ترشيحك لدور بهجت أبو السعد في فيلم بشتري راجل؟ رشحتني منتجة الفيلم دينا الغزالي حرب وكان ترشيحها لي مفاجئا وغريبا، فالفيلم رومانسي كوميدي يحتاج لنجم شباك أو "جان" بمواصفات السوق وسألتها لماذا تخوض تحدي إنتاج فيلمها الأول بممثل ليس نجم شباك لا في الرومانسية ولا في الكوميديا وجاء ردها أنها مصرة علي ترشيحي للدور وهي تعرف أني سأقدم شيئا جديدا وجيدا جدا في الدور.
لكن هل كان حماس منتجة جديدة في السوق سببا كافيا لقبول "مغامرة" في بطولتك الأولي في السينما خاصة أن فكرة الفيلم صادمة للجمهور؟ بالتأكيد الجمهور هو أول من أفكر به لأني ممثل أقدم أدواري له، وفي بداية قراءتي للورق رفضت الفكرة ومع إصرار فريق العمل وقراءتي للدور أكثر من مرة بدأت أتحمس له خاصة أننا ناقشنا فكرة صادمة بطريقة لطيفة وغير فجة.
البعض رأي أن الفيلم يحمل إساءة لرجولة الرجل الشرقي.. ألم يقلقك هذا؟ لم أر في الفكرة إهانة لرجولتي فالدور لرجل يعيش حياته كما يحلو له ومر بأزمة مالية اضطرته لطرق كل الأبواب لإنقاذ مزرعته من حجز البنك عليها وجاء قبوله للصفقة التي طرحتها الفتاة من منطق الفانتازيا وأنه قد يكون الحل الأخير لإنقاذه من الإفلاس، الفيلم قد تكون فكرته جديدة ولكن أحداثه متوقعة ومقبولة لأنه تم تقديمه في قالب رومانسي كوميدي وهي طريقة مقبولة للجمهور
وتسمح لنا بتمرير أفكار جديدة تفتح أفق الناس للتفكير في مشكلة معينة تعاني منها شريحة من الجمهور، فالفتاة لديها أزمة ثقة في المشاعر تجاه الجنس الآخر ولكنها تسعي لتحقيق حلمها المشروع في الأمومة باستغلال العنصر المادي المتاح لها، وقد نتفق أو نختلف مع الطريقة التي اختارتها البطلة ولكن الأهم أن نطرق قضية أزمة الثقة المتبادلة في المشاعر والمنتشرة جدا بين مجتمع الرجال والنساء في الفترة الأخيرة ودعوة للجميع للصدق مع النفس ومع الطرف الآخر في العلاقة ويحمل الفيلم أيضا دعوة للتسامح.. و"بهجت" كان شخصا صريحا مع نفسه ومتصالحا معها ولذلك نجح في كسب ثقتها في النهاية.
ودعيني أصدقك القول نحن لدينا أزمة في الأفكار الجديدة التي تقدم للسينما فأغلبية تركيبات الأفلام محفوظة ومتوقعة ولأن الفن يحاكي الواقع فالمفروض أن يناقش ويطرح ما يحدث في الواقع أيا كانت غرابته وفق معالجة سينمائية مقبولة للجمهور.
وما الذي جذبك في دور بهجت؟ الدور جديد بالنسبة لي أولا رومانسي ولم أقدم رومانسي بهذا الشكل من قبل وثانيا لأنه رجل في عمر الأربعينيات ولم أقدم دورا في سن أكبر مني وثالثا شخصيته جديدة بالنسبة لى فهو رجل متحرر من أي قيود يفعل ما يريد في الوقت الذي يريد فهو طبيب بيطري يحب الحيوانات ويحب مزرعته التي ورثها عن أجداده جدا ويحب الموسيقي ويعمل دي جي ويحب عمل الأكل ولكنه لم يحقق إنجازا في أي شيء يحبه إلا بعدما مر بأزمة حقيقية وضعته في مواجهة أمام عيوب شخصيته فهو شخص يخاف من تحمل المسئولية ويؤجل مواجهة كل مشاكلة إلى أن فوجئ بقرار البنك بالحجز علي مزرعته وضياعها وهي أكثر شيء يحبه في حياته، وبصفة عامة أحب أن أجرب نفسي في كل الأدوار لأننى فى النهاية ممثل.
ولكنك قدمت الرومانسية في شخصية أمين بمسلسل جراند أوتيل.. ما الجديد هذه المرة؟ نعم ولكن رومانسية أمين كانت طفولية وساذجة في مجملها وغير منضبطة في علاقة سوية ولكن رومانسية بهجت طبيعية ويمكن أن نراها في أشخاص موجودين حولنا في المجتمع فهى ليست رومانسية مثالية كشخصية أمين.
بالمناسبة..كان دور أمين نقطة فارقة في مشوارك الفني فكيف ساهم فى تطوير اختياراتك للأدوار؟ بالتأكيد حملني مسئولية أكبر فدور أمين لفت النظر لي بأن شخصا موجودا علي الساحة الفنية اسمه محمد ممدوح لم يلتفت له الكثير قبل الدور وكنت أراعي خياراتي جدا قبل أمين وحساباتي لم تختلف كثيرا فقبل أمين وبعده لم أقدم دورا دون أن أتحمس له وأقتنع به وأظهر فيه بشكل جديد لم أقدمه للجمهور.
وما التحدي الذي كان أمامك في الدور؟ أن يصدقني الجمهور في الدور الرومانسي وهذا هو التحدي بالنسبة لي في كل دور أقدمه، فأردت توصيل أن الرومانسية مشاعر طبيعية يمر بها كل الناس ليس فقط أصحاب الملامح الجذابة أو "الجانات" كما يقولون وهذا من أخطاء السينما أنها ألغت التنوع الذي يثري الأفلام وحصرتنا في ملامح محددة لمقدمى الأدوار الرومانسية ولذلك يشعر الجميع أن هناك انفصالا بين الواقع وبين السينما لأنه مفترض أن كل فرد من الجمهور يري نفسه ومشاعره في الفيلم وأبطاله ليصدقهم، أيضا شخصية بهجت بها جانب كوميدي دون إسراف في تقديم الإفيهات والكوميديا الصريحة.
هل ساعدت كتابة السيناريو بشكل كوميدي فى صياغة الشخصية أم أنك قمت بتعديلات وإضافة لمحات كوميدية طبيعية للدور أثناء التصوير؟ طوال مدة العمل نقوم كأسرة صناع الفيلم المخرج والبطل والبطلة بإضافة وحذف إفيهات للدور وبالفعل الورق كان مكتوبا فى قالب كوميدي ومطلوب فيه أن يظهر بهجت بشخصية طبيعية جدا ولطيفة..
وكوميديا الموقف هي التي تفرض نفسها علي الدور وليس في الفيلم مجال لكوميديا الفارس فالفيلم رومانسي في المقام الأول وكان لابد أن نحقق التوازن بين جرعة الرومانسية والجرعة الكوميدية ولذلك لم أقدم كوميديا من أجل الكوميديا فهذا شيء مختلف تماما ولي سابق تجربة في تمثيل الكوميدي في فيلم بيبو وبشير للفنان آسر ياسين والفنانة منة شلبي وهذه التجربة ساعدتني كثيرا في أداء شخصية بهجت وأتمني أن أكون وفقت في رسم بسمة علي وجوه المشاهدين.
وما أوجه الشبه بين شخصيتك وشخصية بهجت؟ حب الأكل وكنت فيما سبق أحب عمل الأكل ولكن حاليا أكتفي بمساعدة زوجتي في أشياء بسيطة في المطبخ، ومن حبي للأكل في إحدى فترات حياتي قمت بعمل مشروع مطعم للمشويات بمشاركة أحد أصدقائي وكنت أقوم بصنع كل شيء بنفسي.
وما المشهد الأقرب لك في الفيلم؟ المشهد الذي أدرك فيه بهجت حبه الحقيقي لشمس وإداركه أن مشاعره نحو سالي حبيبته السابقة كانت غير حقيقية وملء فراغ .
ومن فى دائرة المحيطين بك شجعك علي قرار قبول دور البطل الرومانسي؟ أختي منى فهي صديقتي وأراجع معها خياراتي في أدواري، فهي مخرجة منفذة وتؤمن بموهبتى.
حدثنا عن كواليس مشهد توجيه 3 صفعات علي وجهك من الفنانة ليلي عز العرب "حماتك" بالفيلم..هل كان المشهد حقيقيا؟ كررنا تصوير هذا المشهد أكثر من 3 مرات فالفنانة الجميلة ليلي عز العرب كانت منزعجة جدا ومتخوفة من طلبي بأن تقوم بالضرب بطبيعية ليظهر المشهد طبيعيا وانتهي الأمر بأن قامت بالضرب برفق جدا وبالطبع استعنا بمؤثرات الصوت.
أحد النقاد أشاد بأدائك المحترف في التمثيل وأشاد بدورك في الفيلم ولكنه ألقي الضوء علي فكرة أن زيادة وزنك قد تحول بينك وبين أداء أفضل لهذا الدور ولهذا نصحك بالعمل علي إنقاص وزنك؟ لم أكن بهذا الوزن قبل دور أمين فكانت زيادة وزني مطلوبة لهذا الدور ولذلك قررت أن "أتخن" وبعد أمين لم أضع فكرة الوزن في أولوياتي لأنها لم تؤثر علي حياتى أو أفقدتني دورا أريد تقديمه بالعكس فهي جاءت في مصلحة كسر الصورة الذهنية للبطل الرومانسي لدى الجمهور ولا أخفي القول بأن لدي مشكلة صحية بسيطة تؤثر علي النطق وتنظيم التنفس ولكن ليس لها علاقة مباشرة بزيادة الوزن وهذا بالتأكيد لا يمنع أني بدأت أعود لطبيعتي لأحقق التوازن بين أكلي ومجهودي لأفقد وزني الزائد.
وهل ننتظرك في أدوار جديدة في الفترة القادمة؟ بإذن الله انتهيت من تصوير فيلم "بنك الحظ" من إخراج الأستاذ أحمد الجندي وبمشاركة الفنان أكرم حسني وبيومي فؤاد ومحمد ثروت وأحمد فتحي ونتمني طرحه خلال موسم شم النسيم، وأقدم في رمضان دور أحمد في مسلسل "لا تطفئ الشمس" وهي رواية للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس ومعالجة الكاتب والسيناريست تامر حبيب وإخراج الأستاذ محمد شاكر خضير وهو دور مركب وجديد عليّ وأتمني أن يعجب الجمهور.