قضية عصام عطا أعادت إلي الأذهان قصه خالد سعيد مع بعض الاختلافات ، لكن القاسم المشترك كان الشك في وجود تعذيب من قبل ضباط الداخلية ، والسؤال المنطقي الذى يفرض نفسه الآن هو : هل نعود من جديد للتشكيك في تقارير الطب الشرعي ؟! . قضية السجين الراحل عصام عطا شديدة التعقيد ، فالصور التي نشرت له فور وفاته تجعل الجميع يجزم بأنه تعرض لضرب وتعذيب مبرح ، الا أن التقارير تؤكد أن أن عصام عطا مات نتيجة جرعة مخدرات سامة ، والمفاجأة أن الدكتور أحمد صيام احد أعضاء حركة أطباء التحرير والذي حضر بالمصادفة التشريح يؤكد أن هذه العلامات التي ظهرت في الصورة " طبيعية " وأنه لم يتعرض للتعذيب . وفي تصريح خاص لبوابة الشباب قال الدكتور احمد صيام : ذهبت إلي مشرحة زينهم يوم الجمعة الماضية بعدما استفزتني صورة عصام عطا ، ذهبت مثل عشرات المتضامنين المحتجين علي التعذيب في السجون المصرية ، وفوجئت في أثناء أثناء وقوفي داخل المشرحة بأن اللجنة المشكلة لتشريح جثة عصام طلبت من الموجودين أن يحضر طبيباً واحد أهالي عصام التشريح كنوع من الشفافية أمام الجميع ، أهالي عصام لم يستطيعوا حضور التشريح فطلبوا أن يحضر طبيبان من الموجودين التشريح ، وبالفعل حضرت أنا والدكتور ماجد صمدى وهو أيضا من حركة أطباء التحرير ، وبناء علي مشاهدتي للتشريح أؤكد – وأنا لست طرفاً في هذه القضية - أن عصام لم يتوف أثر تعذيب . وأكد صيام أن المتوفى لم يتعرض لأى نوع من العنف الجسدى على الأقل فى فترةالأسبوعين الماضيين ، والجسم الغريب الذي وجد في معدته هو حبوب أدوية والجسم البنى الذي كتب في التقرير هو مطابقتماما لأوصاف الحشيش وتكوينه وهو سبب النزيف الذي كان واضحاً علي وجه المتوفي ، وهو كان يبدو نزيفاً من الفم والبعض تصور انه نتيجة ضرب لكنه كان نتيجة قرحة حادة بالمعدة منتأثير تسرب المواد ، وأكد أيضا الدكتور صيام أنه لم يتم استخدام أى خراطيم لدفع المياهمن الفم كما قيل علي لسان بعض من أهله لعدم وجود آثار عنف مضيفا أنه اتهم من تعامل مع حالة المريض قبلالوفاة طبياً بالتقصير المهنى لعدم تشخيص وجود الجسم الغريب مع النزيفبالمعدة . وأكد الدكتور صيام أيضا أن نشر صور المتوفي عصام عطا خطأ كبير ، فالناس وأنا واحد منهم ورغم كوني طبيباً لكن للوهلة الأولي اعتقدت أنه مات من التعذيب والضرب ، لكن الحقيقة أن ما رأيناه في صورته أعراضاً لإصابته بعد وجود المواد المخدرة في معدته ، البعض لم يصدقني وهاجمني وهم معذرون فنحن فقدنا الثقة في الطب الشرعي بعد تقارير خالد سعيد لكن هذه شهادتي أقولها لوجه الله .